رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء يكشفون أسباب تدهور القطن المصري

القطن المصري
القطن المصري

يعتبر القطن المصرى أو كما يطلق عليه "الذهب الأبيض" من أفضل الثروات المصرية، ومن أهم مصادر الاقتصاد المصري المربحة، والتي أهدرت وتراجعت بشكل كبير في الأونة الأخيرة، فبعد أن كانت مصر فى مقدمة الدول العالمية تصديرا له، أصبحت فى ترتيب متأخر جدا.

 

وباتت المصانع المصرية تستورد القطن من الخارج بدلا من انتاجه. ونظمت الجمعية المصرية لشباب الأعمال برعاية رئيس مجلس الوزراء، المؤتمر الثاني للقطن المصري بمناسبة مرور 200 عام علي زراعة أول نبتة من القطن المصري "ذهب مصر الابيض"، وألقت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة للثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، بهذه المناسبة كلمة، والتي بدأتها بأن القطن المصري يعتبر من أجود أقطان العالم وهو ليس مجرد محصول ولكنه تاريخ وحاضر ومستقبل بالنسبة لنهضة مصر الحديثة لما يتميز به من صفات طبيعية وتكنولوجية وغزلية متفوقة على باقي الأقطان العالمية، وأنه في الآونة الاخيرة تعرض إلى بعض المتغيرات المحلية والعالمية التي أثرت سلبا على زراعته وإنتاجة، مما أدى إلى انخفاض المساحة المنزرعة، بالإضافة إلى صفات الجودة التي اشتهر بها عالميا.

 

وفي هذا السياق رصدت "بوابة الوفد"، أراء بعض الخبراء ونواب البرلمان حيث أكد النائب محمود شعلان، عضو لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، أن انهيار صناعة الغزل والنسيج كان له دور كبير فى انهيار القطن المصرى والسوق المصرية فى الداخل والخارج، بالتزامن مع عدم دعم الفلاح المصري بالإرشاد الزراعى ومكافحة الآفات، وعدم توفير مستلزمات المزارع من مبيدات وتقاوي وبذور وكيماويات، بالاضافة إلى الإهمال في تسويق المنتج وترويجه.

 

وأضاف شعلان في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن المزارع المصرى كان له أيضا أسباب أخرى فى عدم زراعة القطن، منها انخفاض الأسعار وعدم نيل حقوقه ومستحقاته منها كاملة، حيث لم يعد زراعة القطن مربحه بالنسبة له، وأصبح زراعة الأرز والقمح، هو المنتج الأفضل ربحا، مما أدى إلى انصراف الفلاح عن زراعته، وتوجه إلى الاهتمام بزراعات أخرى.

 

وأوضح عضو لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، أن مصر كانت في مقدمة الدول العالمية تصديرا للقطن وأصبحت فى ترتيب متأخر، وإن تراجع القطن المصرى جاء نتيجة تراكم لسنوات كبيرة من الإهمال، منها استخدام أغلب المصانع المحلية للقطن قصير التيلة بدلا من طويل التيلة، كمان أن مصانع الغسل والنسيج في الآونة الاخيرة أصبحت تعمل بقوة أقل بكثير من ذي قبل، مطالبا الحكومة بأن تستهدف ملف القطن المصري، وأن تضعه من أهم أولوياتها، فضلا عن أنه من أهم الصناعات التي من الممكن أن تحقق طفرة إقتصادية وزراعية وصناعية هائلة.

 

وفي السياق ذاته قال الدكتور جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، إن القطن المصري كان يحتل مكانة كبيرة وعريقة على مستوى العالم، ولكنه واجه الكثير من التحديات المتداخلة، التي أدت إلى تراجعه عالميا، وكان من أبرزها استيراد القطن من الخارج، لأن القطن المستورد أصبح يلقى قبولا أكثر في الصناعة، نظرا لتكلفته المنخفضة أسوة بالقطن المحلي، بالإضافة إلى

تدهور خطوط الإنتاج المصرية، ودخول الألياف الصناعية.

 

وأكد صيام، أن مواكبة الدولة للتطورات التكنولوچية العالمية، من الأسباب الرئيسية لعودة القطن المصري إلى سابق عصره، عن طريق إنشاء مصانع جديدة متطورة ومتخصصة في صناعة القطن المحلي، بالاضافة إلى امداد الفلاح بالأليات التي تساعده في تحسين محصوله، ودفع للمزارع جميع مستحقات لتشجيعه على زراعة القطن من جديد. مطالبا بوضع خطة لتطوير بحوث المسئولين عن ملف القطن، وطرح أصناف جديدة وتطوير الأصناف القديمة منه، والاهتمام بجودته وتتنقيته من الشوائب.

 

ولفت أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، إلى وجود سياسة خاطئة في التسويق للقطن المصري خارجيا، وقد نال قطن البيما في أمريكا إقبالا أكثر، وأصبح منافسا للقطن المصري في السوق العالمية، نظرا لأنه مدعوم وبنفس كفاءة وجودة القطن المصري بنسبة ٨٠ %، ولإهتمام الدولة به من خلال وضع خطط ناجحة لترويجه بسهولة فائقة.

 

بدوره قال الدكتور إبراهيم أباظة، أستاذ الزراعة بجامعة الإسكندرية والخبير الزراعي، إن القطن المصري إنخفص إنتاجه رغم جودته الفائقة، لأنه لم يعد يدخل في الصناعات الغزلية المصرية، ويرجع ذلك إلى أن أغلب المصانع المصرية تستخدم القطن قصير التيلة، الذي يتناسب معها ومع الصناعات التي تقوم بها، مما تسبب في لجوء الشركات والمصانع إلى الاستيراد بدلاً من شراء المنتج المحلى. وأضاف أباظة، أن عدم وجود آلية جيدة وواضحة لتسويق محصول القطن على مدار الأعوام السابقة، من أهم أسباب تراجعه في الصدارة، بالإضافة إلى عدم توافر معدات تتوافق مع إبقاءة للتصنيع المحلي، مما تسبب في اعتماد المصانع المحلية على الاستيراد من الأقطان قصيرة التيلة وغيرها.

 

وأوضح أستاذ الزراعة بجامعة الإسكندرية والخبير الزراعي، أن إستخدام الفلاح للمبيدات الحشرية في زراعة القطن المصري، والتي كانت تترك أثرا كبيرا عليه، أدت إلى عزوف الدول الأجنبية عن استيراده، بالغرم من جودته وأنه كان يتميز بالنعومة الفائقة التى تؤهله للاستخدام فى صناعة المنسوجات عالية الجودة، التي تستخدم في الصناعات المميزة فقط.