عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدء موسم «الجلاب» و«العسل الأسود» فى الصعيد

بوابة الوفد الإلكترونية

«حلو ياجلاَبٌ.. حلو يا خلعٌ الحبيب».. هكذا يغنى باعة حلوى الجَلابٌ وهم ينادون على زبائنهم لشراء الحلوى التى لا تُصنع إلا فى صعيد مصر، وتحديداً فى مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا، وهى حلوى تُصنع من قصب السكر، ويرتبط بدء موسم إنتاجها بتمام نمو زراعات القصب، التى ينتج منها العسل الأسود وحلوى الجَلابٌ، بجانب السكر الذى ينتج داخل مصانع حكومية ضخمة فى عدد من مدن صعيد مصر بينها أيضاً ملوى ونجع حمادى، اللتان تتفردان بإنتاج الجلاب والعسل الأسود.

و الجَلابٌ أو الخلع، حلوى شعبية شهيرة بقرى ومدن الصعيد، وتعج بها الأسواق والموالد ووسائل المواصلات، خاصة القطارات، وتنتشر بشكل أكبر فى مدن وقرى محافظات قنا والمنيا الأقصر وسوهاج وأسيوط.

ويحتفل الصناع والتجار ببدء موسم الإنتاج الجديد للجَلابٌ بنهاية شهر أكتوبر الجارى، وهو موسم صناعى وتجارى ينتظره الكثيرون فى مدينة نجع حمادى، وتجار بمختلف محافظات مصر.

ويقول محمود على السيد، أحد تجار  الجلَّابُ  فى صعيد مصر، أن قرية القناوية بحرى، هى القرية التى تشتهر بإنتاج الجَلَّابٌ، فى شرق مدينة نجع حمادى، وإنَّ أهل القرية يمتهنون تلك المهنة التى يتوارثونها عن أجدادهم، حيث تنتشر عشرة مصانع تعمل فى إنتاج الجَلَّابٌ، يبلغ أجر العامل الواحد فى صناعة الجلاب مائة وخمسين جنيهاً مصرياً فى كل يوم، وهو رقم مرتفع بالقياس للعاملين بمهن وحرف أخرى.

وبحسب محمود على السيد، فإنَّ مدناً أخرى حاولت إنتاج «الجَلَّابٌ» مثل بنى سويف وجرجا، لكنها واجهت صعوبات كون نجع حمادى معقل تلك الصناعة عبر التاريخ، وتتميز بعمال يجيدون تلك الصناعة.

وينخفض وزن كل قطعة من حلوى الجَلَّاب فى كل عام؛ بسبب ارتفاع أسعار عسل قصب السكر الذى ينتج منه الجَلَّاب، كما يرتفع سعر بيعه، ويشترى التجار المائة قطعة من الجلاب بحسب الحجم بسعر يتراوح ما بين 90 و150 جنيهاً.

ويرى «السيد»، أن من يتحكم فى أسعار الجَلَّاب فى كل موسم، هم تجار ومنتجو العسل الأسود، الذين يقومون بتوريد العسل لمصانع، الجَلَّابٌ.

وتقول الباحثة المصرية، الدكتورة خديجة فيصل مهدى، إن الجَلَّاب يُصنع من العسل الأسود؛ حيث يوضع وعاء ضخم تشتعل أسفله النيران حتى يصل لدرجة الغليان، ثم يحول فى أوانٍ مصنوعة من الفخار ليبرد، وبعدها يصب فى قوالب مختلفة الأحجام، ثم يوضع فى الشمس حتى

يجف تماماً، وبعدها يجرى توزيعه على تجار الجملة، الذين يوردونه لتجار تجزئة، ثم الباعة فى الأسواق ووسائل المواصلات والموالد الشعبية ومحيط الأضرحة ومقابر الأولياء والعارفين.

وتشير إلى أن الجَلَّاب يُباعُ فى الأحياء الشعبية فى القاهرة والإسكندرية وطنطا، وغيرها من محافظات مصر.

ويتزامن بدء موسم إنتاج حلوى الجَلَّابٌ، مع بدء موسم صناعة شعبية أخرى، هى صناعة العسل الأسود، والذى يعتمد فى إنتاجه أيضاً على محصول قصب السكر الذى تنتشر زراعة بالمناطق الحارة فى الصعيد.

وبحسب الدكتورة خديجة، فإنه تنتشر فى محافظة قنا عدد من «العصارات» التى تنتج العسل الأسود من محصول قصب السكر، والتى يقترب عددها من 184 عصارة بطاقة إنتاجية قدرها 92 طناً من العسل الأسود يومياً، وتعد مدينة نجع حمادى وما حولها أكبر مركز لصناعة العسل الأسود بالبلاد، وترتبط بصناعة العسل الأسود، أنشطة أخرى، فهناك ثلاثة مشروعات للتعبئة والتغليف توزع يومياً قرابة 15 طناً من العسل الأسود، بجانب مئات التجار والموزعين بمختلف محافظات الصعيد، ويعد عسل نجع حمادى الأشهر فى مصر، وترتبط به بعض الأقوال الشعبية المتوارثة من جيل لجيل مثل قولهم «كُلٌ وهادى من عسل نجع حمادى».

كما توجد صناعة العسل الأسود فى مدينة ملوى، بمحافظة المنيا، وباتت مصانع العسل الأسود، ومنتجاتها محط أنظار كثير من زوار المحافظة من المسئولين المصريين، والسفراء والسياح الأجانب، وهى صناعة يعتمد عليها مئات العاملين ما بين عمال فى المصنع وتجار وموزعين فى مختلف مدن مصر.