رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تشكيل وعى المواطن يحتاج تطوير المحتوى والمكاشفة وعرض الحقائق والتعريف بخطورة الإرهاب

بوابة الوفد الإلكترونية

 

كتب- سيد العبيدى ومحمد عيد:

أكد خبراء وأساتذة إعلام، أنَّ تشكيل الوعى لدى المواطن يحتاج إلى عدة عوامل، منها «التربية السليمة، وإصلاح التعليم، وتجديد الخطاب الدينى، ونشر الثقافة المعتدلة»، وهذه استراتيجية قد لا تتحقق على المدى القصير، لكن باستطاعتنا إعادة تشكيل الوعى من خلال الدور المؤثر لوسائل الإعلام، والهيئات الإعلامية المنظمة للعمل الصحفى والإعلامى فى مصر، وذلك عن طريق التثقيف والتوعية والتدقيق والتطوير فى المحتوى الإعلامى والصحفى وعرض الحقائق والتبصير والمكاشفة والتعريف بالإرهاب وخطورة الاستمرار فى تغيير الأنظمة السياسية.

 وأضاف خبراء وأساتذة الإعلام فى تصريحات لـ«الوفد»: نحتاج إلى وضع ميثاق شرف إعلامى وكود أخلاقى يجبر الجماعات الإرهابية على عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، وعدم مهاجمة الأشخاص على أساس الشائعة، وأن يقتصر دور «السوشيال ميديا» على الأصوات الشبابية المعتدلة التى نستمع لها ويستمع لها الجميع ويوصل صوتها للمسئولين.

وقال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام: «على وسائل الإعلام أن تعمل على عرض الحقائق، وتبصير الناس بالمخاطر المتعلقة بالواقع، وتقول للمواطن إن أمام البلد مخططاً إرهابياً تقوده جماعة الإخوان المسلمين وبعض الدول، وإن التغيير المستمر لأنظمة الحكم لا يفيد، وإن برنامج الإصلاح الاقتصادى طريق حتمى؛ لأنه لم يعد لدينا خيارات بديلة للإصلاح». مضيفاً هذا هو دور الإعلام فى تثقيف المواطن.

وأضاف فى تصريحات لـ«الوفد»، أن وسائل الإعلام تعمل فى هذا الإطار، لكن الموضوع يحتاج إلى جهد مستمر، ودخول فى المعركة تكشف من خلالها للرأى العام حقيقية المخاطر والمؤمرة وطبيعتها، وأعتقد أن خيارات الشعب الآن لا تريد مغامرة أخرى فهو اختار الصعب واختار الواقع على الدخول فى مغامرة أخرى وهذا واضح».

قال الدكتور محمود علم الدين عضو الهيئة الوطنية للصحافة، إن دعوة رئيس الجمهورية لتشكيل وعى المواطن، هى دعوة مباشرة للمؤسسات الإعلامية القومية والحزبية والخاصة والهيئات الإعلامية المسئولة عن إدارة وتنظيم العمل الصحفى والإعلامى فى مصر، لتطوير المحتوى الإعلامى بحيث يكون قادراً على مخاطبة الجماهير بما يحدث بشكل دقيق ومستمر، وبشكل يركز على الواقع بجميع جوانبه، انطلاقاً من نقطة مهمة تحدث عنها رئيس الجمهورية وهى استيعاب الرأى العام للظروف والتحديات التى تواجه الدولة المصرية، وذلك يدعم أسلوب اتخاذ القرار ويؤدى إلى إنجاحه.

وأكد، أن دعوة الرئيس شديدة الخطورة؛ لكونها تأتى فى وقت تحاول فيه وسائل الإعلام غير التقليدية مثل الإعلام الرقمى، وتحديداً «السوشيال ميديا» اختراق وعى المواطن بشكل يومى، وبث سمومها من خلال نشر الأخبار المغلوطة والأكاذيب والشائعات، خاصة أننا نتعرض لحرب من الخارج لتدمير الداخل ومحاولة لاستيعاب الرأى العام فى الداخل لتوجيهه إلى الوجهة التى يريدها أهل الشر.

وقال الدكتور ياسر الهضيبى، المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد، رئيس اللجنة النوعية للإعلام، إنَّ تشكيل وعى المواطن يبدأ منذ الصغر، فهناك دور المنزل والأسرة، الأب والأم، فهم نواة البناء السليم لشخصية الأفراد وثقافتهم، ثم يأتى بعدها دور المدرسة، حتى لا ننتظر مرحلة الشباب، لينشأ الفرد تنشئة صحيحة، يعى فيها مفهوم الإرهاب، وكيف نشأ؟، وماذا يستهدف؟، ولماذا؟، وما عواقبه ونتائجه؟

وأوضح «الهضيبى»، أن الشاب يلجأ إلى التنظيمات الإرهابية، ويُقرر أن يرتمى فى أحضانها، عندما يفقد الأمل، وهنا دور المجتمع فى زرع الأمل دون إحباط، لتفادى هذه الكارثة، من خلال نشر الوعى، وحملات التثقيف، ووقف جميع السبل، ومحو الوسائل التى تؤدى إلى التعاطف مع الإرهاب، بتربية سليمة، وبناء فكرى سليم، قائم على الشفافية وتقبل اختلاف الآراء، والتوعية بالفرق بين خلاف واختلاف ـ حسب قوله.

وقال المهندس موسى مصطفى موسى، المرشح الرئاسى السابق، رئيس حزب الغد، إن العدو الحقيقى الذى تواجهه الدولة هو «الوعى الزائف»، لدى البعض، وهو ما يُعد الجزء الأكبر فى التحدى، والذى يتطلب بناء سليماً للوعى والفهم، مشيراً إلى أن الرئيس أكد أن استيعاب المصريين للواقع وظروفه وتعقيداته

هو صمام الأمان لنا جميعاً ولوطننا وأننا فى حاجة ماسة إلى جرعات من الوعى المكثفة والعلمية كى نفهم أحوالنا وواقعنا الذى نعيشه وأن الخطر الأكبر على البلاد هو أن تكون الصورة غير واضحة عند كل الناس – بحسب تعبيره.

وأكد «موسى»، أن الجميع يتفق مع الرئيس على أن الوعى هو القضية الأولى، وتزييفه هو العدو الأكبر، وأن الإرهاب عدو خطير، ولكن الأخطر هو تغيير العدو، الذى صار منا ويعيش بيننا، ويسعى لقتلنا، وهدم فكرنا ومشروعاتنا، مؤكداً أن المعركة مستمرة ولم تنته، لكن مفرداتها مختلفة عن حرب 1973، كما بين الرئيس فى كلمته.

وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، إنَّ دعوة الرئيس السيسى، للحشد للفهم والوعى، هى دعوة لجميع مصادر التنشئة الاجتماعية، من مؤسسات تعليمية ودينية وسياسية وتربوية وثقافية، لتشكل منظومة متكاملة الأطراف، تسعى نحو هدف واحد هو تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتكوين رأى عام وطنى سليم قادر على ردع أى وسائل تحاول النيل من استقراره.

وأكد أن تشكيل الوعى لا يتم بين عشية وضحاها، بل يبدأ منذ لحظات الطفولة الأولى إلى مرحلة المدرسة والجامعة والنادى، وكل الفئات.

وقالت الدكتورة ميرفت سليمان، أستاذ الإعلام فى جامعة طنطا، إنَّ تشكيل الوعى لدى المواطنين، هو المهمة الأصعب والأجدر بالاهتمام على الإطلاق، فوسائل الإعلام فى حاجة إلى تفعيل دورها الوطنى، تجاه تثقيف وتوجيه المجتمع نحو الأنفع والأصلح للدولة، مشيرة إلى أن الإعلام المصرى يواجه مشكلة كبرى فى انقسامه لشقين؛ هما أحد أسباب تردى الحالة الإعلامية والثقافية والمعلوماتية، فإما إعلاماً معارضاً على طول الخط، يستهدف تدمير وتقويض تقدم الدولة، وإما إعلاماً مؤيداً بدون رؤية حقيقية، يُحاول فقط التقرب للسلطة، دون فعل حقيقى يدعم الدولة.

ولفتت «سيلمان» فى حديثها لـ«الوفد»، إلى دور الأسرة برعايتها واهتمامها للطفل، فى تشكيل وعيه وثقافته، فضلاً عن مراقبة استخدامات أبنائهم لمواقع التواصل الاجتماعى، والتى يُمكن استغلالها كمنصات إلكترونية فى حملات التوعية والتثقيف لما لها من رواج وتأثير فعال ومباشر وباعتبارها من أهم النوافذ المعلوماتية العصرية الموجودة.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد طالب، خلال الندوة التثقيفية رقم 29 للقوات المسلحة، القادة العسكريين بالنزول والتحدث مع الجنود لتشكيل الفهم والتوعية، وكذلك أشار إلى وسائل الإعلام ودورها فى تشكيل الوعى لدى المواطن، قائلاً «لو سمحتم، احشدوا للفهم والوعى هى دى القضية، والفرق بين الإيمان وعدم الإيمان هو التأسيس على فهم حقيقى للقضية، واللى فهم كويس قام، واللى كان مشوش لأى أسباب أخرى فى وقته لم يقم».