رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإدمان والقتل.. رفضت الزوجة إعطاء نقودها لزوجها المدمن فذبحها

بوابة الوفد الإلكترونية

 

ذُبحت الأم على يد الأب وحاول بعدها الانتحار ونهايته السجن والأطفال يدفعون الثمن، حكاية أسرة صغيرة بميت غمر فى محافظة الدقهلية، انهارت الأسرة أمام شهوة المال التى أصابت الجميع بلعنتها.

تزوج «هانى» صاحب الـ38 عاماً منذ فترة زمنية مضت «سحر»، صاحبة الـ35 عاماً، مرت الأيام الأولى بسعادة مثل أى عروسين حديثى الزواج، وكانا يحمدان ربهما على الحالة التى كانا يعيشانها بالرغم من قلة دخل الزوج لعمله فى تجارة الخردة، ومرت الأيام تلو الأخرى بحلوها ومرها ولكن كانت تمر لإصرار الزوجين على الاستمرار.

رزقهما الله بأطفال ليزداد الترابط بين الزوجين، فرح الزوجان بنعمة الأولاد ولكن سريعاً تحول الفرح إلى هموم تعلقت فى عنق الزوج وكادت أن تخنقه، ضاق الحال به من كثرة متطلبات الحياة وتعاطيه للمواد المخدرة هرباً من الواقع الأليم، فلم يكن قادراً على الإنفاق على التعاطى وأسرته وبدأت المشاكل فى التزايد.. «ابعدى عن وشى أنا مش فايقلك.. متبقيش انتى والدنيا والشغل اللى مش مكفى مصاريفنا عليا».

مشاجرات لفظية تعدت إلى الضرب بين الزوجين بعدما علم الزوج أن زوجته لديها أموال بحوزتها طالبها بإعطائها له «أنا عاوز الفلوس اللى معاكى علشان أنا مزنوق اليومين دول»، رفضت الزوجة إعطاء أموالها لزوجها تأميناً لمستقبل أولادهما، لم يجد الزوج ما يفعله غير أن يصر على الحصول على أموال زوجته، كانت المجنى عليها متمسكة بأموالهما وتريد إعادته لصوابه ومنعه من تعاطيه للمخدرات، وأمام ذلك صممت الزوجة على عدم إعطاء الأموال لزوجها.

استيقظ الأطفال ذات يوم على مشاجرات أبويهما بعدما بدأ الزوج فى مطالبة الضحية بالمال وامتنعت كعادتها فانهال عليها ضرباً «أنا بأقولك هاتى الفلوس.. انت مش هتخدهم غير على جثتى»، جن جنونه فلم يعد فى مقدوره مقاومة الإدمان وفى لحظة شيطانية هرع إلى المطبخ وجاء بسكين وانهال على زوجته طعناً.

الزوجة تنزف والأطفال يصرخون والزوج فى ذهول، يده مليئة بالدماء، الزوجة تسقط على الأرض، المتهم فر من البيت بعدما سدد لزوجته ثلاث طعنات، الصراخ يزداد على أمهم، تلفظ أنفاسها الأخيرة وسط دموع حزينة على أبنائها.

الجار يمر من أمام مسرح الجريمة يسمع صراخ الأطفال يقترب من

الباب شاهده مفتوحاً، يدخل الجار يصاب بالذهول من هول المنظر، الأم ملقاة على الأرض أطفالها يحتضنونها، هرع الجار إلى قسم الشرطة وأبلغ ضباط القسم، قوة أمنية تصل إلى مكان الحادث.

تحريات المباحث تبدأ فى نشاطها، الشبهات متجهة إلى أن الزوج وراء الواقعة عملية البحث مستمرة عنه، مرت أيام قليلة، الزوج يظهر فى مستشفى ميت غمر العام، ولكن مصاب بحروف من الدرجة الأولى.

بعدما فر الزوج من منزله لم يجد ما يفعله وأغلقت جميع الأبواب فى وجهه، وحزن على ما فعله وندم فقرر أن ينتقم من نفسه لأطفاله الذين تشردوا على يد أبيهم، فقام بإحضار بنزين وذهب إلى منزل خاله وخالته، طرق المتهم الباب وقبل أن يفتحوا له سكب على نفسه البنزين وأشعل النيران فى جسده، خالته «خضرة» تصرخ بصوت عال من المنظر، يهرع خاله «مصطفى» ويحضر بطانية ليطفئ النيران التى التهمت ثيابه.

يرقد المتهم على سرير المستشفى حزينا على أولاده ونفسه التى ينتظرها عشماوى وباكياً على زوجته التى راحت ضحية للفقر والإدمان.

بكى الزوج المدمن طويلاً، يتمنى الموت، يتأمل ليس من عذاب الحروق ولكن من عذاب الضمير، وعلى مستقبل أطفاله الذى ضاع وينتظرهم الشارع.. من الذى سيعولهم.. من الذى سيتولى أمرهم.. لا أسرة ولا أموال.. فهو فقير وعائلته كذلك.. وزوجته ماتت على يديه، رفض تناول العلاج.. كل من يزوره يسأله عن حاله ولا يردد سوى كلمة «عاوز أموت».