عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قلعة صناعة الأثاث.. تنهار

بوابة الوفد الإلكترونية

عبده خليل

لم نكن نتصور أن تنحدر مهنة الأثاث فى دمياط وتسقط من على عرش الموبيليا وأصبح كل شىء فى هذه المدينة يدعو للأسى وهذا الخطر دفع الدمايطة فى أول الأمر إلى الهجرة نحو محافظات الشمال والجنوب، ورش صناعة الأثاث بدمياط أزمة متجددة وركود وكساد وتجار توقفت تجارتهم وتحول بهم الأمر إلى زبائن على المقاهى، بعد أن أغلقوا ورشهم ومصانعهم وسرحوا عمالها أو غيروا نشاطها، وأصبح شعار أبناء هذه الحرفة دمياط بتموت ويرجع السبب دائما إلى ارتفاع أسعار المواد الخام وخاصة الأخشاب بمختلف أنواعه، نتيجة ارتفاع سعر الدولار عالميا، حيث سجلت أسعار كافة أنواع الأخشاب ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة بالإضافة إلى استيراد خامات رديئة توفيرا للأسعار، وغياب منافذ التسويق محليا وعالميا وأسباب إفلاس الصناع بدمياط كثيرة الهجرة للإسكندرية والمناصرة فى القاهرة ومحافظات قبلى ولأن الهجرة كانت لا تشتمل خطرا فى بداية الأمر إلى أن تسببت فى فتح أسواق للموبيليا خارج دمياط إلى أن بدأت الهجرة من داخل مصر إلى البلاد العربية والأفريقية، يقول السيد ضيف صاحب ورشة دهانات إنه سافر إلى تونس بعد أن ضاقت الدنيا فى وجهة وكان الأجر اليومى يتراوح من 70 إلى 100 دينار تونسيا بما يعادل 300 جنيه مصرى لأن الأجر فى دمياط لا يتعدى 100 جنيه يوميا وأثناء إبرام العقد مع صاحب العمل فى تونس يشترط على الصانع الدمياطى أن يقوم بتدريب ستة شباب من التوانسة كل ستة أشهر وإلا يفسخ العقد ويعود الدمياطى ترحيلا إلى مصر ولابد أن يسقيهم الصنعة لدرجة أن التوانسة قبل أربع سنوات كانوا لا يعرفوا أطقم الزان والصالون والنوم والأنتريهات وكانت صالوناتهم هى القعدة العربى وحجرة النوم عندهم هى الجراية أصبحت مدينة صفاقس حاليا تصدر الأثاث إلى أوروبا وروسيا وإيطاليا من خلال معارض دولية بعد أن هاجرت الصنايعية الدمايطة بكل أنواعها إلى هناك الأيمجى والمدهباتى والمنجد ونجار الصوالين والنوم والسفرة والخراط والاسترجى ولو تم سحبهم من هناك سوف يأتى المصدرين التوانسة إلى دمياط وتنعش دمياط لدرجة أن تكلفة حجرة الصالون التى يتم تصنيعها فى تونس لا يتعدى 2000 دينار يتم بيعها بـ6000 آلاف دينار.

وأضاف السيد شحاتة، صاحب ورشة أثاث، أنه لا يوجد مبرر لارتفاع الخامات فى كل عام وخاصة فى هذه الأيام، قائلاً: للأسف جميع خامات صناعة الأثاث ارتفعت بدءاً من منتج الأخشاب مروراً بأسعار القشرة والتى زادت بنسبة 50٪ فضلاً عن الارتفاع الكبير فى أسعار الدهانات ومواد التشطيب مما أدى إلى رفع أسعار الأثاث الدمياطى والذى اشتهرت به المحافظة، على مستوى العالم. وأضاف: فوجئنا بارتفاع هائل فى أسعار الأخشاب، كما ارتفعت أسعار القشرة أيضاً وأشار قبل أعوام قليلة، كانت حركة العمل فى شوارع دمياط خلية نحل، بسبب ورش صناعة الأثاث التى تتنافس لتقدم كميات متنوعة من منتجاتها المطلوبة للعرض أو التصدير أو لبيعها للزبائن الذين فضلوا شراء الموبيليات من المحافظة لسمعتها التاريخية، لكن الركود تسبب فى إغلاق الكثير منها وتسريح العمال وازدحمت المقاهى بالصنايعية الباحثين عن عمل، ولجأ البعض أمام الالتزامات المادية إلى تغيير نشاط عملهم لتتحول الورش فعليًا إلى مقاهى انتشرت بشكل كبير وقال أحمد الكتبى نجار ويعمل قهوجى أمام المقهى اداعب الزبائن بأحاديث ساخرة بعدما تحولت من نجار إلى قهوجى

شوف كل الورش اللى قفلت فى دمياط بسبب ظلم التجار وكل واحد بيدور على أكل عيشه بطريقته وربنا كرمنى وفتحت القهوة ومبسوط إنى بجيب أكل ولادى بالحلال، بهذه الكلمات بدأ حديثه عن معاناة أصحاب الورش.ويضيف الكتبى: كان فيه 3 صنايعية شغالين معايا وكنت بكسب فى الأول لكن التاجر بياخد منك البضاعة ومش بيعطيك فلوس، أنا واقف أشتغل وعمرى 5 سنين ومليش عمل آخر إلا النجارة لكن كان لازم أشوف مشروع تانى لأنى مقدرتش أدفع أجور الناس ولا أشترى خشب أو خامات، والتجار مش بيقدروا ولا فيه حد بيهتم وتابع حديثه الأسعار نار ودمياط مفيش بعد الموبيليا بتاعتها لكن بعد ما كنا بنسهر لغاية الفجر علشان نلاحق على الشغل، مفيش حاجة بتمشى وده بقى حالنا والكلام والوعود كتير لكن محدش بينفذ صاحب ورشة بنقفل لأننا مش عارفين نعيش.  أحمد العشماوى أحد أصحاب ورش تصنيع الموبيليا، التى أغلقت أبوابها بعد نزيف خسائر تواصل على مدار ٦ أشهر، اضطر  إلى تقليص عدد العمال من ٤٠ عاملاً وصنايعياً إلى ٨ فقط ثم لجأ إلى تشغيل الورشة جزئيا كى لا يصبح خيار الإغلاق حتمياً مع عجزه عن دفع رواتب العمال ومصروفات التشغيل.

وأشار «العشماوى» إلى أن الدكتورة غادة والى وزير التضامن الاجتماعى أكدت أثناء افتتاح معرض فرينكس للاثاث العالمى بدمياط أنه لا يوجد ركود ولم أر أى ورشة مغلقة مما أدى إلى غضب عشرات من أصحاب الورش المغلقة وقالوا: انزلى شوفى الورش المغلقة، ومن جانب آخر أكد مصدر مسئول بديوان عام محافظة دمياط أن الدكتورة منال عوض محافظ دمياط حصلت على موافقة وزارة الإسكان والمرافق لإتاحة عدد من الوحدات السكنية لمشروعات الإسكان الاجتماعى المنتشرة بأرجاء الجمهورية لاستخدامها كمعرض لمنتجات صغار الصناع من الأثاث الدمياطى تحت شعار صنع فى دمياط وذلك مقابل انتفاع لمدة ستة أشهر يتم سدادها من قبل العارض كتأمين للوحدة فى حال حدوث أى تلفيات ويتم استردادها بعد انتهاء المدة المحددة على أن تظل الوحدة مملوكة لصندوق تمويل الإسكان الاجتماعى وأكد المحافظ أن تلك المبادرة تعد أحد أهم المبادرات التى تم إطلاقها مؤخراً بهدف فتح آفاق جديدة لتسويق الأثاث الدمياطى.