رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى إعدام جيفارا.. رمز الثورات الذي بكى العالم عليه

تشي جيفارا
تشي جيفارا

تحل اليوم الذكرى الـ51 لإعدام أيقونة الثورات تشي جيفارا ، الثوري الكوبي، الطبيب والكاتب والزعيم السياسي وبطل حرب العصابات، الذي ثار من أجل الفقراء والمعدمين لانتزاع الحرية ومحاربة الظلم والاستغلال في أى مكان من العالم.

 

النشأة

ولد أرنستو تشي جيفارا في الأرجنتين، في 14 من يونيو 1928، وبالرغم من نشأته في أسرة تنتمي إلى الطبقة الوسطى، إلا أنه عاش فقيراً، ولذلك نمى إليه الشعور بالتعاطف مع الفقراء منذ وقت مبكر خاصة وأن أسرته كانت ذو ميول يسارية.

عانى جيفارا من الربو طوال حياته منذ كان طفلاً صغيراً، وفي سن الخامسة تمكن جيفارا من السيطرة على أزمات الربو الحادة التي كانت تصيبه، وأستطاع ممارسة الرياضة كركوب الخيل والرماية والسباحة.

 

البداية

إلتحق تشي جيفارا بكلية الطب بجامعة بوينس أيرس عام 1948م ، وقبل إنتهائة من دراسته قرر القيام برحلة مطولة عبر أمريكا اللاتينية مع صديق قديم له، وفي أثناء تلك الرحلة أصيب جيفارا وصديقه بالصدمة عند رؤيتهما لمدى الفقر المدقع الذي يعيش فيه السكان اللاتينيون، وكانت هذه بداية تحول تشي جيفارا من طبيب إلى ثوري.

 

 

إنجازاته الثورية

سافر جيفارا إلى غواتيمالا عام 1953 بعد تخرجه من كلية الطب، وشهد الإطاحة بحكوماتها اليسارية بتدخل من الولايات المتحدة، بعد محاولة الرئيس الغواتيمالي جاكوبو أربنز القيام بإصلاح زراعي حاربته آنذاك شركة الغذاء المتحدة المملوكة للولايات المتحدة الأمريكية، مما عزز قناعات تشي جيفارا بأن الثورة فقط يمكن أن تحقق العدالة لشعب أمريكا الجنوبية.

تعلم جيفارا كيفية إعداد ثورة فعالة، والإستعداد لأي تدخل عسكري للولايات المتحدة، وأدرك أنه لابد من تدريب جيش شعبي.

 

كوبا

عام 1955 تعرف جيفارا على الثوري الكوبي فيديل كاسترو في المكسيك، والذي حاول الذهاب مع بعض المقاتلين إلى كوبا للقيام بثورة على حكومة باتيستا المدعوة من الولايات المتحدة، وعام 1958 فر الديكتاتور باتيستا وأنتصرت الثورة،وأصبح جيفارا وزيراً للإقتصاد ثم للصناعة في كوبا.

وفي 1959 عين فيدل كاسترو جيفارا مسؤولا عن سجن لا كابانيا، حيث كان مسؤول عن تنظيم محاكمات صورية حكم فيها بالإعدام على عشرات السجناء رمياً بالرصاص إتهموا فيها بمعاداتهم للثورة، مما ألحق الضرر بسمعته حيث تم وصفه من قبل أهالي ضحايا المحاكمات بأنه جزار لاكابانيا الصغير.

 

 

الكونغو

في عام 1965 تم إرساله إلى الكونغو، وكون هناك وحدة قوامها نحو 100 من المنحدرين من أصل كوبي انضمت إليهم بعد ذلك بقليل.

حاول جيفارا تدريب القوات على حرب العصابات دعمًا لثورة هناك، لكنه غادرها في نفس العام عندما فشلت.

 

 

المحطة الأخيرة

عام 1967 إنتقل جيفارا إلى بوليفيا، للمشاركة في الثّورات فيها ضد الجيش البوليفي، ولكن عدم دعم السكان الأصليين للثوار، مع الظروف البيئية والجغرافية الصعبة، وتعرضهم لهجمات المدعومة من قبل القوات الأمريكيّة وأجهزة مخابراته، كل هذه الأسباب أدت في النهاية لفشل حركة الثوار في بوليفيا.

في يوم 7 أكتوبر أبلغ مخبر القوات البوليفية الخاصة عن موقع غيفارا وفرقته في معسكر بواد جورو، قامت القوات بمحاصرة المنطقة، وجرح غيفارا وأسر، وفي صباح ذلك يوم 9 أكتوبر أمر الرئيس البوليفي رينيه باريينتوس بقتل جيفارا.

وعندما جاء أمر إعدامه كان عليهم أن يقرروا من سيضغط الزناد، فقرروا تقديم هدية إلى جندي شاب يدعى تيران،وقالو له في عيد ميلاده بإمكانك أن تحصل على تشى.

دخل الجندي الشاب لكنه لم يستطع التغلب على نفسه والضغط على الزناد، فعاد مرة أخرى في حالة سكر وأطلق النار عليه، إلا أن جيفارا لم يمت، وكان هناك رجلاً من الإستخبارات المركزية، هو من أطلق النار عليه.

 

جيفارا وعبد الناصر

وصل تشي جيفارا في يونيو 1959 إلى القاهرة في زيارة لمدة خمسة عشر يوما لدراسة تجربة الإصلاح الزراعى في مصر، وكانت هذه هى أول مرة يلتقى فيها عبد الناصر وتشى جيفارا.

في هذا اللقاء الأول، روى تشى لعبد الناصر إنه عندما كان كاسترو يجابه المصاعب والنكسات، وهو يقود حرب العصابات في قمم التلال الكوبية في سنة 1956 كان يستمد كثيرا من الشجاعة من الطريقة التى صمدت بها مصر للعدوان الثلاثي البريطاني- الفرنسى- الإسرائيلى .

وقال إن عبد الناصر كان مصدر قوة روحية وأدبية لرجاله.

وكان عبد الناصر يرى خطط جيفارا للقتال في الكونغو بأنها "غير حكيمة" وحذر من أنه سيصبح مثل "طرزان" هناك وهي تجربة محكوم عليها بالفشل.

 

 

أقوال جيفارا

-لا تُحمل الثورة في الشّفاه ليثرثر عنها، بل في القلوب من أجل الشّهادة من أجلها.

-لا يهمني متى وأين سأموت، لكن يهمني أن يبقى الثوار منتصبين، يملؤون الأرض ضجيجاً، كي لا ينام العالم بكل ثقله فوق أجساد البائسين والفقراء والمظلومين.

-أنا لست محرّراً، المحرّرون لا وجود لهم، فالشعوب وحدها هي من تحرر نفسها.

-أؤمن بأنّ النضال هو الحل الوحيد لأولئك الناس الذين يقاتلون لتحرير أنفسهم.

-أحلامي لا تعرف حدوداً، كل بلاد العالم وطني، وكل قلوب الناس جنسيتي، فلتسقطوا عني جواز السّفر.

-إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجّه إلى مظلوم في هذه الدّنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.

-إنّ حبّي الحقيقي الذي يرويني هو الشّعلة التي تحترق داخل الملايين من بائسي العالم المحرومين، شعلة البحث عن الحرية والحق والعدالة.

- إذا فرضت على الإنسان ظروف غير إنسانية ولم يتمرد سيفقد إنسانيته شيئاً فشيئاً.

-إنّ أبشع استغلال للإنسان هو استغلاله باسم الدّين، لذلك يجب محاربة المشعوذين والدّجالين حتى يعلم الجميع أنّ كرامة الإنسان هي الخط الأحمر الذي دونه الموت.

- أتدري كيف أتمنى أن أموت؟ كما تمنّى بطل قصة جاك لندن؛ إمّا أن ينتصر أو يموت، وكثيرون سقطوا في طريق النّصر الطويل.

- عند الحاجة نموت من أجل الثورة، ولكن من الأفضل أن نعيش من أجلها.

-الدموع لا تسترد المفقودين ولا الضّائعين ولا تجترح المعجزات، كل دموع الأرض لا تستطيع أن تحمل زورقاً صغيراً يتسع لأبوين يبحثان عن طفلهما المفقود.

-إنّ من يعتقد أنّ نجم الثورة قد أفل فإنّه إمّا أن يكون خائناً أو متساقطاً أو جباناً، فالثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسّنديان، عميقة كحبنا الوحشيّ للوطن.

 

الوجهه الآخر لجيفارا

كان تشي جيفارا محباً للشعر كما ألف العديد من الأعمال شعرا ونثرا, ومن أعماله قصيدة ماريا العجوز التي تكشف عن جانب من شخصية جيفارا.

 

أهم أعماله

-ماريا العجوز ستموتي أحدثك بجدية كانت حياتك مسبحة من الصعاب

-أنكر عليك حياة الأمل ولا تطلبي الموت رحمة

-لتشاهدي غزلانك الهجين تكبر لا تفعليها لا تفعليها

من كتبه:

-حرب العصابات (1961)

-الإنسان والاشتراكية في كوبا(1967).

-ذكريات الحرب الثورية الكوبية (1968)

-الأسفار تكون الشباب والوعي!

-الإنسان الجديد

-لم انسى

 

في رثاء جيفارا

الكثير من الشعراء الشيوعيين وغير الشيوعيين رثوا تشي غيفارا ومن أشهرهم الشاعر أحمد فؤاد نجم في قصيدة جيفارا مات والشاعر عبد الرحمن يوسف في قصيدة على بعد خلد ونصف وقصيدة الشاعر الأمير طارق آل ناصر الدين، ورثاه الشاعر عمر حكمت الخولي في عدة قصائد، بأسمه الصريح كما في قصيدة ذكريات من لا يدري، وبالكناية عنه كما في العديد من نصوص ديواني أسفار الشرق الجديد.