رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

30 عاماً على انتصار المفاوض المصرى واستعادة «طابا» إلى أحضان الوطن

بوابة الوفد الإلكترونية

كتب- محمد عيد:

 

30 عاماً مرت على حكم محكمة العدل الدولية بالفصل فى النزاع القائم بين الجانبين المصرى والإسرائيلى حول «نقطة حدودية» مختلف عليها بينهما، وهى التى أدت لتعطيل الانسحاب الكامل من إسرائيل لمدة 7 سنوات، بعد أن بدأ الانسحاب من سيناء كلها فى 1982.. فى مثل هذا اليوم 29 من سبتمبر عام 1988، «حكمت المحكمة وكسبنا القضية».

 

هذه المعركة الدولية حققت فيها مصر انتصاراً يضاهى فى نشوته انتصارات حرب أكتوبر المجيد، بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية فى مثل هذا اليوم حكماً بأحقية مصر فى طابا، وتبعيتها للسيادة المصرية بعد عامين من النزاع الدولى مع الكيان الصهيونى.

«عمود حديد طوله 70 متراً».. كان هو نقطة الخلاف بين الجانبين، كانت على العلامة 91، وكان هذا العمود مثبتاً فى نقطة استراتيجية مهمة، وحاولت إسرائيل إخفاءها بانتزاعها للاحتفاظ بها، لكن الجانب المصرى المشارك فى مفاوضات التحكيم استطاع إثبات أنها نقطة مصرية، من خلال الاستعانة بضابط بالجيش «اليوغسلافى» بقوات الطوارئ الدولية التابعة للأمم المتحدة، والذى أقر بأن تلك العلامة مصرية.

حاولت إسرائيل بعد الانسحاب من أرض سيناء الغالية أن تبقى على قطعة أرض مصرية، مؤكدة أنها أرض إسرائيلية، ولن تقبل بتسليمها لمصر، تلك الأرض هى مدينة طابا آخر المعاقل لقوات الاحتلال الاسرائيلى، لكنَّ الدولة المصرية استعادت ترابها من أرض سيناء، ولم تقبل أن تعود إليها منقوصة، فأخذت على عاتقها إعادة تلك البقعة المهمة. فعلى الرغم من أن مساحة طابا صغيرة تبلغ 1020 متراً، فإنها جزء من أرض الوطن وغالية وعزيرة؛ حيث أثبتت أن المصريين لا يفرطون فى شبر واحد من أرضهم مهما كلفهم ذلك، فنجحت القيادة السياسية فى استردادها ليرتفع علم مصر خفاقاً فوق أرض طابا، معلناً للعالم أجمع استرداد آخر نقطة حدود مصرية واستكمال السيادة المصرية على «أرض الفيروز».

كانت السيادة المصرية ترى، دائماً، أن أرض مصر لا تقبل التجزئة، وأن كل «حبّة» رمل فى منطقة طابا تمثل مصر كلها؛ لأنها جزء من ترابها، لذا كانت ملحمة طابا من الأحداث المهمة التى فرضت نفسها على الوجدان المصرى، بل والعربى أيضاً.

وتعد طابا آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة، وتمثل أهمية استراتيجية وسياحية، فهى تبعد عن مدينة شرم الشيخ نحو 240 كيلومتراً، وتجاورها مدينة إيلات، وتمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالاً وشرم الشيخ جنوبًا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء.

رحلة استعادة «طابا» بدأت منذ انتهاء الحرب، وسعى «السادات» لتحقيق السلام، وإنهاء سنوات من الرصاص والدم، ذلك بأن تبدأ مرحلة «معركة المفاوضات والأدلة» بدلاً من معركة السلاح، واستكمل الطريق من بعده الرئيس الأسبق «مبارك»، وكما تسلم «سيناء» فى بداية عهده، أصر على أن يستعيد «طابا كاملة»، ورغم تأخر موعد التسليم «سبع سنوات كاملة»، فإن مصر استطاعت الدفاع بالوسائل المقنعة، والقدرة على إثبات حقها، والاعتماد على متخصصين، لتصدر «وزارة الخارجية» بعدها «الكتاب الأبيض» الذى يقص تاريخ استعادة الأرض «سيناء» وقصة التحكيم الدولى.

قررت مصر أن تكون معركتها لتحرير «طابا» قانونية دبلوماسية تستخدم فيها جميع الوثائق والمخطوطات التى تحصل عليها من دور المحفوظات العالمية؛ لكى تثبت للعالم أجمع أن حق مصر لا شك فيه وغير قابل للتنازل.

وفى يوم 13 مايو 1985 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 بتشكيل اللجنة القومية العليا لطابا من أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية، وهذه اللجنة تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا والتى أخذت على عاتقها إدارة الصراع فى هذه القضية مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق، ومن أهمها الوثائق التاريخية التى مثلت نسبة 61% من إجمالى الأدلة المادية التى جاءت من ثمانية مصادر، وقد نصت مشارطة التحكيم على أن المطلوب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، أى فى الفترة بين عامى 1922 و1948 وبالرغم من ذلك فإن اللجنة المصرية بدأت البحث فى الوثائق بدءاً من ثلاثينيات القرن التاسع عشر والوثائق فى الفترة اللاحقة على عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها.

 

فريق التحكيم الدولى

الذى عرف حينها بـ«اللجنة القومية لاسترداد طابا»، أشرف عليه الدكتور عصمت عبدالمجيد، وزير الخارجية حينها، وترأسه الدكتور وحيد رأفت، القيادى الوفدى، الخبير القانونى، وبعضوية كل من الدكتور مفيد شهاب، والباحث والمحقق التاريخى الدكتور يونان لبيب رزق، الذى قدم خرائط ووثائق قديمة تثبت «مصرية طابا»، منها «جواب» أرسله جندى إنجليزى لزوجته أثناء الحرب العالمية الأولى، يحدثها فيها أنه يتكلم من «مصر» عند نقطة طابا الحدودية.

كما ضم الفريق، أيضاً، كلاً من الدكتور نبيل العربى، مساعداً فى إتمام الإجراءات وأوراق القضية، واللواء عبدالفتاح محسن، مدير المساحة العسكرية الأسبق، وقائد عمليات القوات المسلحة المصرية فى حرب اليمن، وكمال حسن على، قائد إحدى فرق الإمداد فى حرب أكتوبر، وحامد سلطان، أستاذ القانون الدولى بجامعة القاهرة.

معركة طابا كان شهادة على قدرة المصريين على مواجهة العدو الإسرائيلى، سواء فى الحرب أو فى المفاوضات، فقد كان أداء فريق التفاوض المصرى الذى ضم خبراء من جميع الاتجاهات السياسية على أعلى مستوى، وأدار معركة وطنية بامتياز، وقدّم كل الوثائق على أحقية مصر فى السيادة على طابا، حتى رضخ العدو الإسرائيلى فى النهاية، رغم محاولات المراوغة المعهودة بتسليم طابا ومنشآتها إلى مصر، حتى بلغت الملحمة ذروتها برفع العلم المصرى على طابا يوم 19 مارس 1989.

وتكون فريق التفاوض من 9 شخصيات مصرية استطاعوا تحقيق حلم الشعب برفع العلم على أرض طابا وهم:

وحيد رأفت.. القيادى الوفدى

الدكتور وحيد رأفت، رجل المعارضة، القيادى الوفدى، نائب رئيس حزب الوفد، أستاذ قانون دولى مصرى، حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، عام 1926، دبلومات القانون العام والقانون الدولى الخاص والاقتصاد الدولى، ودبلوم معهد الدراسات الدولية العليا من باريس فى العام نفسه، دكتوراه فى القانون العام من جامعة باريس، عام 1930.

درس بكلية الحقوق، جامعة القاهرة، وعمل أستاذاً مساعداً بالكلية، وأستاذ كرسى القانون عام 1940، ثم قاضياً بمحكمة الإسكندرية المختلطة فى فبراير 1942، ثم مستشار بمجلس الدولة بالقاهرة، عام 1946 حتى عام 1952، ثم رئيس إدارة الفتوى والتشريع بدولة الكويت عام 1964، وخبيراً قانونياً لسمو أمير الكويت حتى عام 1972، وقد اختاره المجمع العلمى المصرى فى مارس 1980 عضواً عاملاً به.

ورشح ليكون العضو المصرى فى هيئة التحكيم بين مصر وإسرائيل حول نزاعهما على حدودهما وخاصة فى منطقة طابا عام 1982، وقد قدم الدكتور وحيد مذكرة قانونية للدفاع عن حق مصر فى طابا، ولكن رفضت مناقشتها، واعترض هو على هذا النهج، ورشح بدلاً منه الأستاذ الدكتور حامد سلطان، عميد أساتذة القانون الدولى فى العالم العربى.

لكنَّ الدكتور وحيد رأفت استمر فى المشاركة فى اللجنة القومية، والإسهام باقتدار عظيم فى مداولاتها وسافر إلى جنيف مرة واحدة فى أكتوبر 1986 لحضور اجتماع تسمية رئيس المحكمة، وبعد ذلك رحل الدكتور وحيد عن عالمنا فى مايو 87 أى قبل أن تبدأ هيئة التحكيم بعشرة أشهر، وبالتالى لم تسنح له للمشاركة فى التفاوض على استرجاع طابا.

 

نبيل العربى

الدكتور نبيل العربى، أمين عام جامعة الدول العربية منذ 15 مايو 2011، وزير خارجية مصر من 7 مارس 2011 فى حكومة رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف، يصف الإعلام الإسرائيلى بأنه «رجل معادٍ لإسرائيل».

تخرج فى كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1955، وحصل على ماجستير فى القانون الدولى، ثم على الدكتوراه فى العلوم القضائية من مدرسة الحقوق بجامعة نيويورك.

وترأس وفد مصر فى التفاوض، لإنهاء نزاع طابا مع إسرائيل 1985 - 1989، وكان أيضاً مستشاراً قانونياً للوفد المصرى أثناء مؤتمر كامب ديفيد للسلام فى الشرق الأوسط عام 1978.

وعمل سفيراً لمصر لدى الهند 1981 - 1983، وممثلاً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة فى جنيف 1987 - 1991، وفى نيويورك 1991 - 1999.

 كما عمل مستشاراً للحكومة السودانية فى التحكيم بشأن حدود منطقة أبيى بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.

وعمل قاضياً فى محكمة العدل الدولية من 2001 إلى 2006، وكان عضواً بلجنة الأمم المتحدة للقانون الدولى من 1994 حتى 2001، ويعمل عضواً فى محكمة التحكيم الدائمة فى لاهاى منذ 2005.

شغل منصب رئيس مركز التحكيم الدولى، والقاضى السابق بمحكمة العدل الدولية والذى كان ضمن القضاة الذين أصدرت حكماً تاريخياً فى يونيو عام 2004 بإدانة الجدار الفاصل التى تبنيه إسرائيل واعتبرته غير قانونى.

 تم تكليفه فى ديسمبر 2009 بإعداد الملف المصرى القانونى لاستعادة تمثال الملكة نفرتيتى من برلين.

وفى 4 فبراير 2011 م تم تعيينه عضواً فى لجنة الحكماء التى تم تشكيلها أثناء اندلاع ثورة 25 يناير عام 2011.

أبرز إنجازاته.. حل أزمة المصريين العالقين فى تونس والذين نزحوا هرباً من عمليات القتل التى ترتكبها كتائب القذافى، وحل أزمة المهندس المصرى المحتجز فى سوريا بتهمة الجاسوسية والإفراج عنه، وساهم فى نجاح المصالحة الفلسطينية بين شقيها فتح وحماس، بعد شقاق دام أربع سنوات، وتمكن من إعادة العلاقات المصرية الإيرانية.

 

مفيد شهاب

الرجل الأول فى الدفاع عن قضية مصر لاسترداد طابا، وهو رئيس جامعة القاهرة الأسبق ووزير التعليم العالى الأسبق وشغل منصب وزير المجالس النيابية والشئون القانونية من رجال القانون المصريين.

وهو حاصل على ليسانس الحقوق من جامعة الإسكندرية عام 1956، ودرجة الدكتوراه من جامعة باريس 1963.

وشغل منصب عضو الرابطة الطلابية للقانون الدولى بلاهاى 1962، وعضو اللجنة القومية الخاصة بطابا 1984-1988، وعضو هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا أمام التحكيم الدولى 1986-1988،

وعضو اللجنة القانونية التابعة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان بالقاهرة 1985، وعضو هيئة التحكيم الدولية بلاهاى 1988،

ورئيس لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى التابعة لمجلس الشورى 1989-1997، ورئيس جامعة القاهرة 1993-1997.

 

يونان لبيب رزق

مؤرخ مصرى معاصر، رأس قسم التاريخ الحديث فى كلية الأداب بجامعة عين شمس، وعضو لجنة التاريخ بالمجلس الأعلى للثقافة، وعضو مجلس الشورى، والمجلس الأعلى للصحافة.

حاصل على ليسانس الآداب قسم تاريخ من كلية الآداب بجامعة عين شمس سنة 1955 ثم ماجستير التاريخ الحديث من جامعة عين شمس سنة 1963 ودكتوراه فى التاريخ الحديث من جامعة عين شمس سنة 1967.

حصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1995، وجائزة مبارك فى العلوم الاجتماعية عام 2004، وتوفى قى 15 يناير 2008 بعد صراع طويل مع قلبه المريض.

 

كمال حسن علي

ولد كمال حسن على فى حى عابدين، وكان أبوه من عائلة عريقة فى أسيوط وكان قائد عمليات القوات المسلحة المصرية فى حرب اليمن.

تولى منصب مدير سلاح المدرعات ثم قائداً عاما للقوات المسلحة عام 1973م وكان قائداً للفرقة 21 العسكرية المسئولة عن إمداد الجيش المصرى بالدبابات خلال حرب 1973 فرئيسا لجهاز المخابرات العامة المصرية عام 1975م، فوزيراً للدفاع عام 1978م،وتولى رئاسة مجلس الوزراء كما تولى منصب وزير الخارجية، وأثناء عمله الأخير تولى مسئولية المفاوضات العسكرية مع إسرائيل بعد اتفاقية كامب ديفيد وأكمل جانبها السياسى فى استرجاع طابا.

اشترك فى حروب مصر ضد إسرائيل منذ 1948م،وحتى 1973م، وقام بتدوين مذكراته فى كتاب باسم «مشاوير العمر» وركز فيه على حرب 1948، ثم مشواره فى الخارجية ومشوار المخابرات ومشوار رئاسة الوزراء، وتوفى فى مارس 1993.

 

عبد الحليم بدوي

السفير عبد الحليم بدوى مندوب مصر الدائم الأسبق بمنظمة الأمم المتحدة بنيويورك، وأحد أعمدة الدبلوماسية المصرية، وهو ابن العالم الجليل عبد المجيد باشا بدوى أول قاض عربى ومصرى بمحكمة العدل الدولية، وهو الذى وقع عن مصر اتفاقية إلغاء الامتيازات الأجنبية عام 1937، ووقع ممثلا عن مصر ميثاق الأمم المتحدة بسان فرانسيسكو.

 

حامد سلطان

الدكتور حامد سلطان، أستاذ القانون الدولى، رئيس لجنة التحكيم الدولية عن الجانب المصرى فى قضية استرجاع طابا، وكان ليس من ضمن المرشحين فى لجنة التفاوض، ولكن بعد الخلاف بين اللجنة ووحيد رأفت تم اختيار دكتور حامد بدلاً منه لاستكمال المفاوضات.

 

عبد الفتاح محسن

عبدالفتاح محسن قائد بالقوات المسلحة، وشارك فى معركة التبة ‏86‏ فى دير البلح بفلسطين أثناء حرب‏1948، وكان ضمن وفد مصر فى نظر قضية التحكيم حول شريط طابا الحدودى، وكان مدير هيئة المساحة العسكرية الأسبق،توفى عن عمر يناهز‏79‏ عاما‏.‏

وكانت إسرائيل تعرفه جيدا كمفاوض ذكى يدعم وجهة نظر مصر ومواقفها بالمنطق المستند للوثائق والخرائط الدقيقة، وكانت ترى فيه رجل مهنة محترف وممتاز، والراحل الكريم من مواليد محافظة الدقهلية فى ديسمبر‏1924‏، وتخرج فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة فى يونيو‏1948‏ ثم من الكلية الحربية فى أغسطس من نفس السنة وحضر عدة دورات تدريبية فى الولايات المتحدة الأمريكية فى الجيش الأمريكى وعلى مختلف الأجهزة المتعلقة بمجال عمله‏، وفى عام‏1982‏ عين مستشاراً للتعمير والتنمية‏.

السفير حسن عيسى

السفير حسن عيسى أول قنصل عام لمصر فى إيلات؛ حيث شهد على خروج آخر جندى إسرائيلى من طابا أو من سيناء بشكل عام، وتعرض لمحاولة اغتيال فى بيروت، حين كانت السفارة المصرية مهددة فى العاصمة اللبنانية خلال التوقيع على اتفاقية «كامب ديفيد».

تعلم السفير حسن عيسى اللغة «العبرية» ليتعامل مع الإسرائيليين، ليأمن مكرهم وخطط إخضاعهم بالمفاوضات، معتبرًا ذلك مسئوليته وواجبه على أنه عين لمصر فى إسرائيل حتى تمكن من إتمام اتفاقية طابا، وجهت له العديد من الاتهامات بالخيانة، بسبب تعامله مع إسرائيل.

توفى فى شهر فبراير من العام 2012 عن عمر يناهز 74 عامًا، وقد شغل الراحل منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الشرطة والشعب لمصر منذ عام 2009، إيمانًا منه بأهمية تحسين العلاقة بين الطرفين.

وقد شارك فى عدد كبير من المؤتمرات الجماهيرية قبل ثورة «25 يناير» بين مسئولى أقسام الشرطة فى المحافظات المختلفة والمواطنين فى مبادرة من الجمعية لتحسين العلاقة بين الشرطة والشعب.

 

وثائق تركيا

لا عجب أن ''تركيا'' كانت تمتلك خرائط هامة وموثقة لأملاكها الواسعة أيام ''الإمبراطورية العثمانية''، وكان من ضمن الخرائط تلك التى تعود لعام 1906، والتى تثبت حدود ''الولاية المصرية'' وحدودها مع ''فلسطين''، وفيها ظهرت ''طابا'' كاملة ضمن الأراضى الواقعة لسيادة الوالى المصرى، وهنا رحبت الحكومة والخارجية التركية بإعطاء تلك الخرائط لمصر؛ لتكون دليل قوى يقدمه فريق التحكيم لهيئة المحكمة.

''حجة إسرائيل: كتاب مدرسة مصري''.. ففى تصريح سابق للدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشئون القانونية والنيابية الأسبق، و أحد أعضاء فريق التحكيم الدولى حينها، قال إن الفريق فوجئ بتقديم إسرائيل لخريطة منشورة وتدرس فى الكتب المدرسية المصرية تظهر أن طابا خارج الأراضى المصرية، إلا أن المحكمة لم تعول عليها لأنها لم تكن تعتمد إلا على الخرائط الأصلية القديمة.

''كنا متأكدين من حقكم فى طابا''.. اعتراف قاله روزان شابتاى، أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى، عقب نطق هيئة التحكيم الدولية بأحقية مصر فى النقطة الحدودية، وقال فيما معناه: ''كنا متأكدين أن طابا مصرية، لكن لم نكن نعتقد أن مصر ستستطيع أن تدافع عنها فى المعركة القانونية، لكنكم استخدمتم أسلوبًا علميًا رصينًا وقدمتم مستندات دامغة على مصريتها''.

وفى 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم فى جنيف بسويسرا فى النزاع حول طابا، وجاء الحكم فى صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية، وذلك فى حضور وكيلى الحكومتين، وأعضاء هيئة الدفاع لكلا الجانبين، بأغلبية 4 أصوات واعتراض واحد من الجانب الإسرائيلى، وفى 19 مارس عام 1989، كان الاحتفال التاريخى برفع علم مصر معلنًا السيادة على طابا وإثبات حق مصر فى أرضها.

لقد جاءت ملحمة استرداد طابا تأكيدا لصلابة الارادة المصرية وقدرتها على صيانة التراب المصرى وعدم الخضوع للمزايدات التى كان يمكن الانسياق اليها الدخول فى متاهات تعرقل عودة هذا الجزء الغالى من أرض الوطن، كما أن الانتصار فى قضية استعادة طابا وعودة الحق لأصحابه يرجع الى كفاءة المفاوض المصرى وتكاتف كافة قيادات وأجهزة الدولة فى ادارة الأزمة والاحتكام الى الشرعية الدولية والقضاء الدولى واتباع أسلوب علمى ناجح لحل النزاعات الدولية بالطرق السلمية والتمسك باحكام القانون الدولى فى ظل توافر عناصر القوة.