رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رئيس الهيئة: الشتاء المقبل «ملوش ملامح» حتى الآن.. ولا تصدقوا السوشيال ميديا

د. أحمد عبدالعال
د. أحمد عبدالعال

 

 

 

عندما يطرق الخريف الأبواب معلناً قرب قدوم الشتاء، تقفز درجات الحرارة إلى بؤرة اهتمام المصريين، ويصبح السؤال درجة الحرارة كم هو أكثر سؤال يردده المصريون.

إجابة هذا السؤال لا تملكها إلا جهة واحدة وهى هيئة الأرصاد الجوية.

قد يظن البعض أن قياس درجات الحرارة هى عملية بسيطة ولا تحتاج إلى مجهود، ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً.

«الوفد» قضت يومًا داخل الهيئة العامة للأرصاد الجوية ورصدت العمل المتواصل على مدار 24 ساعة لا يتوقف بداية من جمع المعلومات فى 110 محطات رصد منتشرة داخل مصر تم رصدها على خرائط بطريقة يدوية، وإرسالها إلى المرحلة الثانية الخاصة بالتنبؤات.

وهيئة الأرصاد الجوية عمرها الآن يتجاوز 47 عاماً، فأنشئت بقرار جمهورى صدر عام 1971، وهى إحدى مؤسسات الأمن القومى فعملها يؤثر فى جميع قطاعات الحياة سواء على المستوى المحلى أو الإقليمى، نظرًا لعملية تبادل المعلومات التى تتم بصفة دورية بين هيئة الارصاد وجميع دول العالم، من خلال إرسالها لمنظمة الأرصاد العالمى.

بدأنا جولتنا داخل الهيئة بالحديث مع الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس هيئة الأرصاد الجوية، عن دور وظيفة هيئة الأرصاد الجوية.. فقال: «الهيئة مسئولة عن حفظ الأمن القومى وذلك من خلال إصدار التنبؤات الجوية لحفظ المنشآت العامة والخاصة كحدوث السيول والعواصف وهو ما يتيح فرصة للجهات التنفيذية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على تلك الممتلكات، كما أن من حق الهيئة حجب المعلومات الخاصة بالطقس فى حالة الحرب وهو ما حدث فى حرب أكتوبر عام 1973، حتى لا يتمكن العدو من اختيار الأجواء المناسبة له للهجوم.

سألته: هل تمتلك مصر أحدث وسائل التكنولوجيا فى تحديد درجات الحرارة.

فقال: جميع أجهزة الأرصاد الجوية الموجودة فى العالم لدينا ولدينا 110 محطات رصد على مستوى الجمهورية، إضافة إلى رادار الطقس الذى أصدر السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى العام الماضى قراراً بشراء أجهزة رادار للطقس وبالفعل تم التعاقد على شراء 3 رادارات، سعر الواحد 1.8 مليون دولار ويتميز الرادار الجديد بتحديد أماكن السحب، فبدلاً من إعلان وجود سحب ممطرة على جبال البحر الأحمر فعن طريق الرادار الحديث يمكن تحديد أماكن سقوط الأمطار وتأثيرها على أى قرية بالتحديد إلى جانب تحديد كمية المياة الموجودة بالسحب وميعاد نزول الأمطار، وهذا الرادار سيدخل مصر خلال أيام ولكن تجربته يجب أن تكون فى بداية فصل الخريف، لهذا سيدخل الخدمة العام المقبل.

وعدت أسأل رئيس هيئة الأرصاد: ما المؤهلات المطلوبة للعمل داخل هيئة الأرصاد الجوية؟، فقال: الهيئة بها نوعان من العاملين فى مجال رصد الطقس الأول وهو إخصائى جوى حاصل على شهادة جامعية من كلية العلوم تخصص فيزياء أو رياضة، أما الثانى وهو الراصد الجوى ويحمل شهادة ثانوية عامة ويشترط أن يكون علمى علوم ويحصل بعدها على عدة دورات تدريبية قبل اللحاق بالوظيفة داخل الهيئة.

ويبقى السؤال الأكثر ترديدًا فى الشارع المصرى عن مدى صحة توقعات الأرصاد الجوية؟ وأجاب رئيس هيئة الأرصاد: الهيئة العامة للأرصاد الجوية توقعاتها صحيحة بنسبة 100% فنحن نعلن توقعات الطقس لمدة 4 أيام والقاعدة تقول كلما زادت فترة التنبؤ، قلت مصداقيته. بهذا نحذر المواطنين من الشائعات المنتشرة على مواقع السوشيال ميديا حول إعلان هيئة الأرصاد أن الشتاء هذا العام أكثر برودة.

وقبل أن أنهى حوارى مع رئيس هيئة الأرصاد سألته: كيف ترى التغير المناخى فى مصر؟.. فقال: مصر كجميع دول العالم تعرضت للتغير المناخى، فالعام الماضى سجلت درجة الحرارة 33 درجة فى شهر فبراير وهذا لم يحدث من قبل، وهذا العام كانت الرطوبة فى فصل الصيف أعلى من معدلاتها، بالإضافة إلى تساقط الأمطار فى نهاية شهر أغسطس وذلك كان سبب الإعلان عن بدء فصل الخريف مبكراً، والدليل الآخر هو شتاء العام الماضى سقوط 120 مليون متر مكعب من المياه فوق رأس غارب فى ظاهرة لم تحدث من قبل، أما أوروبا فتعرضت

لموجات سقيع لم تحدث من قبل وفى الصيف تعرضت لدرجات حرارة عالية.

انتهى الحديث مع رئيس هيئة الأرصاد الجوية واتجهنا إلى المسئولين عن مراقبة الطقس.

والبداية كانت مع جمال محمد، كبير الفنيين والمسئول عن الرصد اليدوى، الذى قال: «عمل الأرصاد الجوية يتم بالاتفاق مع جميع دول العالم على الأماكن المحددة لوضع محطات رصد الطقس من درجات الحرارة وسرعة الرياح والشبورة والسحب ويتم ذلك كل ساعة.. فالهيئة مسئولة عن مراقبة الطقس وهو أمر ضرورى لسير حركة الطائرات والموانئ البحرية لتحديد سرعة الرياح وارتفاع الأمواج كما أننا نتلقى العديد من الاتصالات من المزارعين، لمعرفة هل هناك احتمال سقوط أمطار أم لا.

وأضاف: قياس درجة الحرارة يتم عن طريق كشك خشبى مرتفع عن الأرض مسافة متر ونصف مدهون باللون الأبيض، وله سقفان لمنع تسرب مياه الأمطار إليه ويحتوى على أربعة ترمومترات، الأول لقياس درجة الحرارة، والثانى متصل بزجاجة مياه ومتصل بقطعة قماش مبللة لقياس درجة الرطوبة ودرجة حرارة الندى، أما الترمومتر الثالث فيقيس درجة حرارة الشمس العمودية والرابع لقياس أصغر درجة حرارة، تسجل درجات الحرارة بهذه الطريقة فى جميع المحطات ويتم إرسالها عن طريق الفاكس للهيئة التى تقوم بتدوينها على الخرائط.

المرحلة الثانية

بعد أن ينتهى من الرصد اليدوى للطقس تبدأ مرحلة التنبؤ اليدوى على الخرائط الورقية، تحدثنا مع محمود شاهين، مدير مركز التحليل والتنبؤات فقال: يبدأ التنبؤ باستخدام قلم رصاص ليقوم بوضع بعض العلامات على خرائط لسطح الأرض وخرائط لطبقات الجو العليا، ونقوم بتحليلها يدويًا لمعرفة المرتفعات والمنخفضات الجوية، وتحدد أياً منها تؤثر على حالة الجو فى مصر لتضع التنبؤ الخاص بها، بعظها يحمل الرمز «L» وتعنى المنخفضات الجوية وأخرى الرمز «H» وتعنى المرتفعات الجوية.

ويكمل محمود قائلاً: « بعدها نبدأ الاعتماد على أجهزة الكمبيوتر عن طريق نظم عددية تساعد فى وضع التنبؤات الجوية، من خلال رصد اتجاه الرياح ونشاطها، ومعرفة الكتلة الهوائية التى تؤثر على حالة الطقس فى مصر، وأيضًا معرفة درجات الحرارة لليوم والأيام السابقة أيضاً.

ويوضح «محمود» أهمية دور هيئة الأرصاد الجوية خاصة فى مجال الطائرات لتحديد مساراتها، فلو أن هناك سحابة محملة بهواء بارد فإن دخلت الطائرة إلى تلك السحابة والتى يصل طولها عدة كيلومترات، فإن ذلك الهواء البارد سيتكثف على الطائرة وبالتالى توقف المحركات وتسقط الطائرة.

ويروى «محمود» عن أكثر الظواهر التى رآها خلال عمله، والتى تدل على التغيير المناخى أنه فى الشتاء قبل الماضى سجلت درجة الحرارة الصغرى 8 درجات وظلت الحرارة فى ذلك المعدل طوال اليوم ولم تتغير.