عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أب بلا رحمة.. تبرأ من طفلته هربًا من نفقتها

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

كتبت - أمنية إبراهيم

هاجر طفلة لم يتعد عمرها 12 عاماً.. حظها العثر جعلها تحمل اسم أب عديم الرحمة انفصل عن والدتها خلال عامها الأول من عمرها عاشت محرومة من وجود الأب فى حياتها، كانت تتلهف لنطق كلمة بابا.. عاشت يتيمة بالرغم من أنه على قيد الحياة.

أما الأب فقد قرر أن ينسى وجود هاجر وأنها على قيد الحياة كون أسرة جديدة بعد أن تزوج من أخرى وأنجب البنين والبنات 11 عاماً مرت من حياة هاجر ابنته الكبرى لم يفكر فى يوم من الأيام أن يسأل عنها أو حتى يطمئن على أحوالها.. لم يفكر أن يرى صورة حديثة لها.. كانت هاجر دائماً تقول لنفسها إنها لو اجتمعت مع والدها فى نفس المكان ووقعت عيونهما على بعض لن يكتشف الأب أنها ابنته ولن تكتشف أنه والدها.

فى أحد الأيام أصرت الطفلة على معرفة أسباب هجران والدها لها ولأمها لتبدأ الأم فى رواية قصتها القصيرة مع طليقها والتى لم تكلل بالنجاح، روت الأمر بنبرات حزينة قائلة: تزوجته بعد قصة حب لكنى اكتشفت أن الحب وحده لا يكفى لتكوين حياة أسرية مستقرة خاصة مع متطلبات الحياة القاسية وعدم وجود الدخل الثابت لتلبية أبسط احتياجات الأسرة.. سرعان ما تحول الحب إلى فتور أصبح المنزل الصغير بارداً، باتت الليالى تشبه بعضها حتى عرفت الخلافات والمشادات الكلامية طريقها وبدأ الجيران فى سماع صراخنا ليل نهار على أتفه الأسباب.

لا أعرف حتى الآن كيف تبدل الحب إلى كره ولا العشق إلى جحيم ليالِ طويلة كنت أقضيها فى نحيب وعويل على حالى بسبب فشلى فى حياتى حتى قرر زوجى الانفصال عنى لم يشفع لى وجودك فى حياتى انفصل عننا ورحل فى صمت دون أن ينظر خلفه قطع صفحة حياته معنا دون تفكير.

عشت أياماً قاسية خاصة وأننى لا أملك دخلاً ثابتاً كى نعيش منه نزلت إلى مجال العمل لأتمكن من توفير قوت يومنا.. حياتى كانت قاسية وبائسة جداً ليالٍ طويلة كنت أعمل أكثر من 12 ساعة يومياً حتى أوفر طلباتنا بسبب صعوبة الأيام قمت برفع دعوى نفقة على زوجى لأتمكن من تلبية أهم احتياجاتنا اليومية وبعد صراع طويل حكمت المحكمة لصالحى بـ 120 جنيهاً.. تخيلى 120 جنيهاً فقط.

اعتبرتها فى بادئ الأمر أنها النواة التى سأعتمد عليها لكن سرعان ما تغيرت الأحوال وزادت الأسعار بشكل مبالغ فيه.. أصبحت النفقة لا تكفى قوت يوم واحد وحتى أتمكن من الإنفاق عملت ليل نهار دون كلل أو ملل لكنى فى كثير من الأحيان كنت أفشل فى توفير نفقات المنزل الصغير كل هذا كنا نعيشه.. والدك لم يهتم بنا كانت كل

اعتباراته بزوجته الجديدة وأولاده منها انتهت الأم من سرد قصتها مع زوجها تساقطت الدموع على وجنتى الطفلة شعرت بأن الهموم والقهر زادوا داخل قلبها الرقيق وبين ليلة وضحاها شعرت بأنها أكبر من سنها وأنها لابد من أن تتحمل المسئولية مع والدتها.

لم يكن أمام الأم وهاجر سوى التقدم بدعوى قضائية للمطالبة بزيادة النفقة تماشياً مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة، لكن ما حدث من والد هاجر كان فوق الخيال حيث فاق حدود العقل والاحتمال فقد تجرد الأب من مشاعر الأبوة تماماً وصد ابنته معلناً بصوت جهورى حاد فى قاعة المحكمة أنه تبرأ منها للأبد مطالباً بالابتعاد عن طريقه وعن طريق أشقائها منه.

سقطت الطفلة مغشياً عليها على الأرض لم تشعر بنفسها إلا ووالدتها تقف بجوارها تصرخ فزعاً عليها..

أفاقت الطفلة من إغماءتها.. ودموعها لا تتوقف تتساءل كيف تحجر قلب أبيها إلى هذا الحد كيف تحول إلى حجر.. كيف طاوعه لسانه ليعلن على الملأ أنه لا يريدها فى حياته ليته كان قد خبأ هذه الرغبة حتى لو كانت تلك الحقيقة.. لماذا لم يراع مشاعرها.. ألم يشعر أنه جاءت إلى المحكمة فقط لتراه وتعرف أسباب كرهه لها وعدم قبولها فى حياته.. حتى لو كان كره حياته مع أمها ما هذا الذنب الذى جنته هى كى يفعل بها ذلك.. إنها لم تره منذ 11 عاماً رغم أن أمها كانت تقول إنه كان يحبسها، أين هذا الحب هل كرهه لأمها يستدعى أن ينبذها من حياته ويصرخ للقاضى لا أريدها فى حياتى.. دموعها لا تتوقف صدمتها كبيرة.. ليتنى لم أسألك يا أمى عنه ليتنى لم أره.. ليتى ما سمعت منه كانت هناك صورة جميلة له فى مخيلتى ولكنها انتهت أنا أيضاً لا أريدك يا أبى.