رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدائل آمنة.. للمبيدات القاتلة

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق - حسام أبو المكارم:

ارتفعت فى السنوات الماضية معدلات استخدام المبيدات الكيماوية من أجل الحصول على أفضل إنتاج للمحاصيل الزراعية، ما تسبب فى انتشار العديد من الأمراض، نتيجة لتسرب المواد السامة داخل الخضار والفاكهة، والتى تصل فى النهاية لمن يتناول تلك الخضراوات والفاكهة، الأمر الذى جعل وزارة الزراعة تبحث عن بديل عصرى آمن للمبيدات، من أجل التخلص التدريجى من استخدام المبيدات فى رش المحاصيل الزراعية بعد أن أثبتت الدراسات والتجارب أنها أحد أهم مسببات السرطان.

وللحد من الإسراف فى استخدام المبيدات السامة، والحفاظ على صحة الإنسان وزيادة خصوبة التربة الزراعية، استطاعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى توفير منتجات جديدة بديلة للمبيدات، أنتجتها وحدة بدائل المبيدات بالإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية.

وطرحت وزارة الزراعة تلك المنتجات بالجمعيات التعاونية الزراعية بالقرى بالمحافظات المختلفة، وضمت منتجات: الصابون البوتاسى، كبسولات الجاذبات الجنسية لجميع أنواع المصائد بأنواعها، والمادة اللاصقة للشيتات الورقية.

وأكدت الوزارة أن طرح تلك المنتجات يأتى فى إطار خطة الوزارة للتوسع فى مبادرة الزراعة النظيفة، والتى من شأنها الحد من استخدام المبيدات وترشيد استهلاكها، والتخلص من الأعداء الحيوية للنبات بطريقة آمنة لا تؤثر على النبات أو الصحة العامة، بما يساهم بشكل كبير فى الحفاظ على الثروة النباتية لمصر وتنميتها.

وأكدت وزارة الزراعة أن تلك المنتجات تعد أكثر أماناً من المبيدات الاخرى، وليس لها تأثيرات سلبية على النباتات أو الحاصلات الزراعية، وتؤدى فى النهاية إلى الحصول على منتج له جودة عالية وآمن للإنسان والنبات.

ومن جهته قال الدكتور ممدوح السباعى رئيس الإدارة المركزية لمكافحة الآفات الزراعية إن الكبسولات والجاذبات تم طرحها فى الجمعيات التعاونية الزراعية بأسعار مخفضة لرفع العبء عن كاهل المزارعين، حيث تكافح الآفات المختلفة لجميع أنواع المحاصيل ومنها: دودة ورق القطن، دودة اللوز القرنفلية، ودودة اللوز الأمريكية، والشوكية، والدودة القارضة، دودة ثمار العنب، التوتا ابسلوتا، وذباب الفاكهة.

 

تفتح الأبواب المغلقة

استخدام المبيدات الحيوية بديلاً للكيماوية يساهم فى فتح مزيد من الأسواق فى المجتمع الدولى أمام المنتجات المصرية من الخضراوات والفاكهة، هكذا أعرب محمد عبدالنبى صاحب أحد محال بيع وتوزيع المبيدات الكيماوية.

وأكد عبدالنبى أن وزارة الزراعة منذ سنوات عديدة كانت تتولى مكافحة الحشرات وأمراض النباتات، من خلال طائرات رش المبيدات، وتفعيل دور الجمعيات الزراعية، وجهود المهندس الزراعى الذى كان يقوم بالمرور داخل الحقوق لمعرفة أنواع الآفات والحشرات وكيفية القضاء عليها لمعالجة المحاصيل للحصول على إنتاج أفضل.

وتابع: تعميم فكرة الاعتماد على المبيدات الحيوية فى مصر يحتاج إلى تكاتف المؤسسات المعنية، وتفعيل الدور المنوط بالجمعيات الزراعية حتى تصل تلك الفكرة للفلاح، مشدداً على ضرورة غيضاح مزايا المبيد الحيوى ومدى أهمية فى الترويج للسلع بأعلى عائد مادى حتى يطبق الفكرة على المحاصيل المختلفة.

وأوضح على عبدالسلام حامد أن الاعتماد على المبيدات الحيوية يساعد الزراعة على التخلص من الفيروسات والحشرات دون الضرر بالأراضى، مشيراً إلى أن الإسراف فى استخدام المبيدات الكيماوية يؤثر على صحة الإنسان ولا يأتى بالنتائج الأفضل.

وتابع: «الفلاح أصبح لعبة فى يد شركات المبيدات الكيماوية نتيجة للأسعار المرتفعة التى تفرضها على العبوات، ما يجعل الفلاحين مجبرين على الشراء للحفاظ على المحاصيل»، مطالباً الحكومة بضرورة الاهتمام بالمزارعين وتوفير كافة احتياجاتهم للحصول على أفضل النتائج للمحاصيل المختلفة.

وأشار حامد إلى أن المبيدات الكيماوية هى السبب الرئيسى فى حظر دخول بعض المحاصيل إلى دول العالم خاصة الفراولة والفلفل والبطاطس، مشيراً إلى أن الدولة تحتاج إلى حاصلات طبيعية لا تحتوى على أى من المخصبات الكيميائية، والكثير من المزارعين يتغاضون عن هذه الإرشادات طمعاً فى الحصول على أكبر عائد مادى، لذلك نحتاج فى مصر إلى تشريعات صارمة تحدد الأمر والأهم فى ذلك أن يتم تطبيقها.

 

أزمة غياب الرقابة

قال محمد برغش الفلاح الفصيح إن بدائل المبيدات التى طرحتها وزارة الزراعة مهمة للحفاظ على المحاصيل الزراعية وحماية الإنسان من الأمراض التى تسببها، لافتاً إلى أن تحقيق أفضل النتائج للمبيدات التى تسعى الزراعة لتعميمها على الأراضى يأتى من خلال تدريب الفلاحين على استخدامها بالشكل الجيد وتنظيم ورش عمل فى المراكز للاطلاع على نتائجها قبل تطبيقها أو استخدامها فى الزراعات المختلفة.

وأكد الفلاح الفصيح أن المبيدات الحيوية لا تستطيع تحقيق نتائج جيدة إلا من خلال منظومة متكاملة من الزراعات والمساحات الكبيرة، وأن تكون بعيدة عن محاصل تستخدم مبيدات كيماوية حتى لا تؤثر على نتائج الحيوية، مشيراً إلى أن عدم وجود رقابة قوية من الدولة ساعد على انتشار المبيدات الكيماوية التى تضر بصحة الإنسان وتدمر الأراضى الزراعية.

وشدد برغش على ضرورة مجابهة الغش الذى يتعرض له الفلاح من مبيدات كيماوية ضارة نتيجة انتشار مصانع بير السلم لصناعة المبيدات والكيماويات الزراعية، مطالباً بضرورة تفعيل دور الجمعيات الزراعية ومنح رجال الزراعة الضبطية القضائية لملاحقة التجار الذين يروجون لمواد قاتلة.

وعن المحاصيل الملائمة لبدائل المبيدات التى طرحتها وزارة الزراعة، أكد الدكتور إلهامى الأسيوطى، أستاذ بمعهد بحوث أمراض النباتات، أن المبيدات الحيوية التى أتاحتها وزارة الزراعة بالجمعيات التعاونية الزراعية بالقرى، من الصابون البوتاسى، كبسولات الجاذبات الجنسية لجميع أنواع المصائد بأنواعها، والمادة اللاصقة للشيتات الورقية تستخدم للحشرات فقط وليست الأمراض التى تصيب الزراعات المختلفة.

وأضاف الأسيوطى أن كافة المبيدات الكيماوية التى يستخدمها الفلاح لها تأثير خطير على صحة المواطنين.

وتابع: «إن المكافحة الحيوية من أهم مشاكلها أيضاً أن نتائجها

لا تكون سريعة بل تحتاج إلى وقت كافٍ».

وأكمل الأسيوطى، أن استخدام المبيدات الحيوية يتوقف على مدى قناعة الفلاح بهذه الوسيلة، قائلاً: «الفلاح ليست له قناعة إلا بالمبيد الكيماوى، وبالتالى لا يعلم الكثير عن المكافحة الحيوية، ومزاياها، وفوق هذا فإنه تعوَّد على المبيدات الكيماوية، وبالتالى فإنه يلجأ إلى ما يعرفه ويبتعد عن الجديد».

ولفت الدكتور صلاح فليفل رئيس بحوث متفرغ – مركز البحوث الزراعية ، إلى أن المبيدات الحيوية تختص بحشرات معينة وليس لها علاقة بأنواع المحاصيل المختلفة.

موضحاً: يجب أن تخضع للتجارب لمدة عامين حتى يتم التأكد من أنها غير ضارة على صحة الإنسان أو النبات أو تؤثر على خصوبة الأراضى الزراعية.

وأضاف فليفل، أن المشكلة التى تواجه استبدال المبيدات الحيوية مكان الكيماوية هو عدم التمكن من الوصول إلى الفلاح الصغير، واقتصارها على الشركات والقطاعات الكبيرة التى تعمل فى مجال الزراعة المصرية، مطالباً بضرورة إعادة دور الجمعيات الزراعية والمشرفين على الأراضى لمشاركة الفلاحين داخل المحاصيل المختلفة لتوعيتهم وتعريفهم بأهمية الحفاظ على الأرض واستخدم المبيدات التى تطرحها الزراعة.

وقال: أتمنى أن يكون لدى الدولة دور رقابى شديد جداً تشترك فيه الرقابة على المبيدات فى غاية الأهمية، وتسمى إدارة مركزية للرقابة على المبيدات والأسمدة، ويكون لها حق الضبطية القضائية للحد من التوسع فى استخدم المبيدات الكيماوية.

وأضاف، أن البلاد خالية من المبيدات المسرطنة، لافتاً إلى أن لجنة المبيدات التابعة للوزارة تتحرى الدقة فى تسجيل كافة الأدوية والمبيدات، وأنه يتم استبعاد ورفض أى مبيدات تقع عليها شبهة فى الخارج ويمنع استخدمها ودخولها مصر.

وتحدث قائلاً: «الاعتماد على المبيدات الحيوية فى مكافحة الحشرات وأمراض النباتات الزراعية، يوفر فرصة كبيرة جداً إلى تصدير المنتجات والمحاصيل المصرية طبقاً للشروط التى تضعها الدولة للتصدير، ما يعود بالنفع على الفلاحين والبلاد بشكل عام».

 

8 آلاف طن سنوياً

تستخدم مصر أكثر من 8 آلاف طن سنوياً من المبيدات، بتكلفة تصل إلى 900 مليون جنيه، وحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من 26 مليون إنسان فى العالم يتعرضون للتسمم بالمبيدات سنوياً، يموت منهم 220 ألف فرد سنوياً.

 يصل حجم الإنفاق على المبيدات، مقارنة بمستلزمات الإنتاج الزراعى فى مصر حوالى 6٪، بتكلفة قدرها 60 جنيهاً للفدان.

 وحسب دراسة صادرة عن وزارة الزراعة، فإن عدد المركبات المسجلة فى مصر، بناء على الاسم العام 205 مبيدات، و573 مستحضراً تجارياً، وتعد المبيدات الحشرية ذات السمية الحادة الأعلى تسود فى الدول النامية، بينما تسود مبيدات الحشائش فى الدول المتقدمة.

وتبلغ كمية المبيدات الرواكد فى قارة أفريقيا 100 ألف طن تصل تكلفة التخلص منها 500 مليون دولار.

وحسب نفس الدراسة، فمبيدات الحشائش تمثل 48٪ من الاستهلاك العالمى، تليها المبيدات الحشرية 25٪، تليها المبيدات الفطرية 24%. ويعتبر محصول الذرة من أكثر المحاصيل استهلاكاً للمبيدات على مستوى العالم، تليه الخضر والفاكهة، ثم فول الصويا ثم القطن، وتعتبر الصين من أكبر منتجى ومستهلكى المبيدات على مستوى العالم.

ويعتبر معهد الإيكاما فى الصين هو الجهة الوحيدة المانحة شهادة التسجيل، التى تعبر عن جودة وأمان المبيد، وتعتبر الهند أكبر دولة مصدرة للمبيدات إلى مصر بكمية تبلغ 1600 طن، تليها الصين 900 طن، ثم ألمانيا 880 طناً، وبلجيكا 700 طن.

 وتستورد مصر المبيدات من 27 دولة، وتصل حالات التسمم بالمبيدات فى الدول النامية إلى 13 ضعف الدول المتقدمة، والتى تستهلك 85٪ من الإنتاج العالمى، وسجلت أعلى نسبة فى الإصابة بمتبقيات المبيدات على زراعتها، فهى الإسكندرية والبحيرة والقاهرة والجيزة، التى سجلت أعلى معدلات فى تلوث الزراعات بالمبيدات ومتبقياتها.