رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خبراء: المدارس المهنية الفنية تعمل على إصلاح ما أفسده "التوك توك"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كتب- محمود عبد المنعم:

حرصت الأسر في الماضي على إلحاق أبنائهم بمهن يضمنون بها الحد الأدنى من الكفاف، فألحقوهم بأعمال في ورش و مصانع من أجل أن يتعلموا مهنة حرفية تكون لهم مصدر رزقهم .

وتتميز مصر بوجود صنايعية في كافة المهن والمجالات، وتعد المناطق الشعبية خير شاهد على تاريخ الصانع المصري الذي عرف عنه إن "يديه تتلفن بالحرير"، -كناية عن الحرفية والمهارة الشديدة- ولكن مع ظهور "التوك توك" انتشر داخل الشوارع كما ينتشر السرطان المدمر في الجسم؛ ليدمر الكثير من القيم ويفسد الأخلاق والذوق العام، ويتسبب في الحوادث حتى وصل إلى تخريب المهن والحرف داخل المجتمع بعد أن أصبح مصدر كسب سهل وسريع فتحول الصنايعي إلى سائق توك توك .

 

واستطلعت "بوابة الوفد" آراء عددًا من الخبراء الاقتصاديين حول ظاهرة هجرة الصنايعية لأعمالهم، واتجاههم للعمل كسائقي تكاتك.

 

في البداية يقول محمد سائق "توك توك"يبلغ من العمر 25 عاما، إنه كان يعمل في مجال المحارة والدهانات في الماضي ولكن منذ ثلاث سنوات قام بشراء توك توك هو واثنين من أصدقائه يعملون في المعمار ويتناوبون عليه العمل.

 

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن الوردية الواحدة علي التوك توك 8 ساعات بـ100 جنية، ويعمل على مدار ثلاث ورديات.

 

وعن هجرة المهنة قال "المهنة كنت بتشغل يوم وعشرة لأ خاصة وأنا نقاش يعني مش كل يوم الناس تدهن بيته بس لو كان معايا صنعة تانية زي ميكانيكي أو سمكري كنت فضلت فيها".

 

بدوره قال محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية، إن الشباب الصغير في الماضي كانوا يحرصون على النزول إلى المجتمع الصناعي من أجل تعلم حرفة مهنية، ولكن بعد ظهور "التوك توك" بات الأمر مختلفًا، وأصبح الشباب يتوجه للعمل كسائق توك توك؛ لتوفير المكسب السهل السريع، فأصبح يستقطب معظم الشباب، وهو ما أثر على العمالة، وأحدث فجوة كبيرة أدت لندرة كبيرة في العمالة تعاني منها المصانع الآن.

 

وأضاف رئيس غرفة الصناعات الهندسية في تصريحات لـ"بوابة الوفد"، أن ابتعاد الشباب عن العمل، أو تعلم مهنة من أجل العمل على "توك توك" يحمل نظرة سطحية للحياة، مشيرًا إلى أن الشباب لا ينظرون إلى المستقبل خاصة وأنهم معرضون للخروج على المعاش في سن مبكر جدًا، وهو سن الـ40 وبعدها يصبحون عبئا هم وأسرهم على المجتمع بعد أن يصبحوا غير قادرين على العمل أو الكسب، و لا يملكون مظلة تأمين صحي أو اجتماعي.

 

وتابع أن الشباب الذين يعملون في المهن الحرفية المختلفة يظلون في مهنتهم حتى سن الـ60 أو الـ70 عامًا، وهذا بسبب أنهم أصحاب مهنة  ولديهم تأمين صحي واجتماعي، بالإضافة إلى أنهم يملكون خبره في مهنة، وهذا يتيح لهم الحصول على فرص عمل بشكل كبير لذا تصبح أوضعاهم المالية في تحسن مستمر.

 

وأوضح ان المدارس المهنية الصناعية تقوم ببناء جيل جديد من الشاب، يعتمد

على تعلم مهنة أو حرفة من خلال التدريب وتعلم أحد الحرف المهنية، ليقتحموا سوق العمل؛ لتعويض الشباب الذين لجأوا إلى العمل على التوك توك والميكروباص .

 

وشدد على أهمية مراقبة دخول التوك توك إلى مصر، ووضع حد لضمان عدم انتشاره، خاصة أنه يسير في الشوارع بلا أي ضوابط ولا تراخيص، وهو الأمر الذى يسهم بشكل كبير في انتشار الفوضى وإفساد الذوق العام للمجتمع من خلال السلوكيات المنحرفة التي تصدر من سائقيه، علاوة على الجرائم التي يستخدم بها .

 

ويرى الدكتور وائل النحاس؛ الخبير الاقتصادي أن انتشار "التوك توك" ساهم بشكل رئيسي في تخريب وتفريغ قطاع مهم بالمجتمع وهو قطاع المهن الحرفيةـ، الذي تحول عدد كبير من العاملين بهذا القطاع إلى سائقي توك توك.

 

وأضاف النحاس في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن المصانع والورش أصبحت تعاني من عدم وجود عمال؛ بسبب تواجههم إلى العمل على "التوك توك" والذي يوفر لهم عائد مادي كبير، يصل إلى 3000 جنيه شهريًا، مشيرًا إلى أن  مهنة سائق "التوك توك" أصبحت مهنة من لا مهنة له .

 

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن التوك توك ساهم أيضًا في زيادة معدلات التسرب المدرسي، بعد أن يترك الطالب المدرسة من أجل الحصول على المال بشكل سريع؛ ما تسبب في انحراف بعضهم عن الطريق الصحيح، وشجعهم في الآن ذاته على تعاطي المخدرات بسبب كثرة المال بأيديهم، لافتًا إلى أن التوك توك يُدمر الشباب ويتم استخدامه في ارتكاب الجرائم المختلفة .

 

وطالب النحاس بضرورة تقنين التوك توك، من خلال إعادة تصنيعه ليصبح علي شكل مركبة حضارية تحمل لوحات معدنية لمعرفة كافة المعلومات عن المالك و السائق و خط السير ووضع ضوابط قانونية للسائقين، مشيرًا إلى أن حال تم تقنين وضعه، يساهم ذلك في توفير الأمان والراحة للركاب، علاوة على القضاء على كافة السلبيات التى يتسبب فيها التوك توك بوضعه الحالي.