عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«بالحجم العائلى».. اسم على مسمى!

بوابة الوفد الإلكترونية

بقلم - حنان أبو الضياء

بعيداً عن الرؤى التنظيرية والبحث عن نقاط القوى والضعف فى الأعمال الدرامية، وهى ركيزة أساسية فى نقد الأعمال الفنية، يبدو مسلسل «بالحجم العائلى» وكأنه اسم على مسمى، فهو من الأعمال الفنية الكوميدية التى قد يجد مشاهدو الأسرة الواحدة غايتهم فيها، على مختلف توجهاتهم الفكرية، وتفاوت أعمارهم، فقد تشاهده من منطلق أنه عمل ذو طابع خفيف مكتوب بقصد التسلية، استخدم مبدعوه أساليبهم الدرامية لإحداث الشعور بالبهجة والسعادة، ويمكنك العبور به إلى مرحلة العمل الكوميدى الاجتماعى القادر على طرح المشاكل الأسرية ومناقشتها بأسلوب يعتمد على طريقة الرائع فطين عبدالوهاب والتى غالباً ما تكون تلك الكوميديا مغلفة بإطار رومانسى فى قالب قصة عاطفية، وفى «بالحجم العائلى» تتشعب القصص العاطفية وتختلف فى أزماتها ولكنها جميعاً تدفعنا إلى التمسك بالأمل، وعدم الاستسلام للأزمات، وبالطبع يمكن الخروج عن المنطق فى تقديم بعض المشاهد، فالمعالجات الكوميدية للقضايا تميل إلى هذا المنحنى فى بعض الأحيان.

ويخطئ من يصنف مسلسل «بالحجم العائلى» فى سياق أعمال الفخرانى السابقة والتى اعتاد فيها المشاهد من الفخرانى من عزف منفرد فى الأداء واختيار الشخصية فى كل مسلسل مختلف كلياً وجذرياً عن العمل السابق مثل شخصياته فى «ونوس، دهشة، الخواجة عبدالقادر، شيخ العرب همام، شرف فتح الباب، سكة الهلالى، عباس الأبيض فى اليوم الأسود، الليل وآخره، نصف ربيع الآخر»، فالطرح الإبداعى فى تلك الأعمال ذو منحنى مختلف تماماً فى أسلوب المعالجة والهدف من تقديم العمل الدرامى، ولكن علينا تصنيفها ضمن رؤى درامية أخرى قدمها الفخرانى، وخاصة أن «بالحجم العائلى» تعد عودة لتجارب الفخرانى مع الدراما الخفيفة والتى بدأها بأيام المرح «صيام صيام، جحا المصرى» وكانت قمتها مع مسلسل «يتربى فى عزو» تلك الأعمال يتبارى فيها أداء الفخرانى مع الشخصية التى يؤديها وكأنه يعيد اكتشاف نفسه فى عالم الكوميديا محاولاً إيجاد خلطة فخرانية ذات نكهة مميزة عن سابقيه فى مقدمى تلك النوعية من الأعمال، وكانت سابقاً يتعمد مؤلفو تلك الأعمال إلى إبراز الفخرانى كدنجوان مثل دوره فى «المرسى والبحار، وحمادة عزو» أو صاحب رؤية فلسفية خاصة كما فى «أوبرا عايدة، جحا المصرى» ولكن فى «بالحجم العائلى» جنح به السيناريست محمد رجائى من خلال شخصية السفير السابق نادر إلى كوميديا تحتوى على نزعة إنسانية أعمق من تلك التى تضمنتها أعمال الكوميدية الأخرى، محاولاً من خلال تلك الشخصية الانتصار للضعف البشرى، فشخصية نادر ليست مثالية، ولا مستهترة ولكنها أقرب إلى البشر كما هم يجب أن يكونوا نموذجاً إنسانياً ليس بالضعيف المغلوب على أمره، ولا بالقوى الغالب على الأمر ولكنه ما بين هذا وذاك ومن هنا يكون الطرح الكوميدى أصعب لأن الضحك يجب اقترانه دوماً بأمر ما غير طبيعى وغير

منطقى أطروحات تقترب من عالم نجيب الريحانى وشخوصه الإنسانية العازفة على أنشودة من الألم النفسى الذى تخرج منه الكوميديا وهو قريب من أسلوب ستيف مارتن وروبن ويليامز.. وبالحجم العائلى ينهج نحو الأعمال الفنية المرتبطة بالشاطئ كخلفية تفرض عليها المعالجات الدرامية التى تميل إلى البساطة واستغلال الأماكن الطبيعية فى التصوير، وهناك سلسلة من الأفلام التى بنيت على تلك الفرضية التصويرية ومنها الزواج على الطريقة السعيدة، العزاب الثلاثة شاطئ المرح، بل هناك المسلسل التليفزيونى الأمريكى «سفينة الحب» المعتمد فى تفاصيله على التواجد فى البحر.

ولأن الفكرة هى العنصر الأساسى لأى عمل درامى ومن خلالها نستطيع توظيف ما تريد قوله وخاصة إذا كنت تريد أطروحة كوميدية لا تعتمد على أسلوب الفرس، وبالتالى يجب أن تكون هذه الفكرة واضحة المعالم ويمكن التعرف عليها بسهولة، وهذا يظهر بوضوح بداية من الحلقة الأولى فى المسلسل وربما من التتر التشويقى للعمل، ومن هنا يكون على السيناريست والمخرج مسئولية أكبر تجاه الحبكة وبناء الأحداث المتوقعة مسبقاً، وخاصة أن الصراع بين الشخصيات فى بالحجم العائلى محكوم على تصرفاتهم السابقة وأفكارهم التى يعرفها المشاهد عنهم منذ الوهلة الأولى، وبالتالى كان العمل معتمداً فى تصاعده الدرامى فى كل أنواع الصراع فى معالجات الشخصية الدرامية، وإن غلب عليه فى بعض الأحيان الصراع النفسى وخاصة عند معرفة يحيى الفخرانى بعض الأمور عن أبنائه، الذين يخفونها عنه بتحريض من والدتهم ميرفت أمين.

وفى النهاية هناك مساحة من الخصوصية فى أسلوب هالة خليل الإخراجى تبدو واضحة فى اختيار الكادرات، وفى اربط بين وصفات الفخرانى للطعام وحالته الإنسانية، وربما هذا يذكرنى بفيلم Like water for chocolate المأخوذ عن رواية بنفس الاسم ويحكى قصة حب فتاة مكسيكية لشاب لا تستطيع الزواج منه بسبب تقاليد العائلة، ولعشقها للطهى تعبر عن مشاعرها من خلاله.