عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إحسان الله بالتيسير في أحكام الصيام

بوابة الوفد الإلكترونية

 

الدكتور عبد الوهاب القرش

كلما قلبنا النظر فى شعائر الإسلام وأحكامه تأكد لدينا إحسان الله علينا بأن يسر لنا هذا الدين، ووجدنا فى قلب التكاليف الرحمة كامنة. وما يمارس الإنسان عبادة من العبادات يوجد حرجاً ذات مرة أو مشقة إلا ويجد يد الإحسان اليسر تمتد إليه ورفع الحرج تخفف عنه بقدر حرجه.

ومن مظاهر هذا الإحسان والتيسير أننا إذا نظرنا فى عبادة الصيام نجد بعض المشقة فى ظاهرها، ولكن نجد الرفق كامناً بداخلها، فقد خفف الله سبحانه عن أصحاب الأعذار، وأباح لهم الفطر على هذا التفصيل:

المسافر والمريض: يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}(البقرة: 183-184).

ويقول تعالى:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}( البقرة: 185).

والذى عليه الجمهور أن المرض الذى يرخص للمسلم أن يفطر فى رمضان، هو المرض الذى يبيح له التيمم مع وجود الماء، وهو ما إذا خاف على نفسه لو تمادى على الصوم أو خاف على عضو من أعضائه، أو زيادة

فى المرض الذى بدأ به، أو تمادى فيه. وعن ابن سيرين: «متى حصل للإنسان حالة يستحق بها اسم المرض فله أن يفطر».

كذلك رخصة الفطر للصائم المسافر، إنما يقصد به السفر الذى تقصر فيه الصلاة، ولم ينص صلى الله عليه وسلم على اشتراط المشقة فى إباحة الإفطار، وفى الحديث عن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة فى رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه فشرب. ثم قيل له بعد ذلك: «إن بعض الناس قد صام. فقال: أولئك العصاة، أولئك العصاة». وفى لفظ: «فقيل له. إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء بعد العصر فشرب». والتعبير – هنا – بقوله صلى الله عليه وسلم (أولئك العصاة) إنما هو لمخالفتهم لأمره بالإفطار، وقد تعين عليهم، ويبنى ذلك على أن فعله يقتضى الوجوب.