أصحاب النبي.. عبدالله بن عمر أول الرافضين للفتنة

وجدي زين الدين

عبدالله بن عمر أول الرافضين للفتنة في الإسلام تعلم من أبيه عمر بن الخطاب خيراً كثيراً وتعلم الخير كله من رسول الله «صلي الله عليه وسلم».. قالت فيه عائشة رضي الله عنها: (ما كان أحد يتبع آثار النبي «صلي الله عليه وسلم» في منازله كما كان يتبعه «ابن عمر».. لقد قضي عمره الطويل المبارك علي هذا الولاء الوثيق، حتي لقد جاء على المسلمين زمان كان صالحهم يدعو ويقول «اللهم ابق عبدالله بن عمر ما أبقيتني»)..وقالوا عنه: «لم يكن من أصحاب رسول الله أحد أشد ضرراً من ألا يزيد في حديث الرسول أو ينقص منه من عبدالله بن عمر».. وكذلك كان شديد الحذر في فتواه يخاف أن يجتهد في فتوي فيخطئ في اجتهاده وكان ينأي عن مناصب القضاء.. واعتذر لعثمان بن عفان عندما طلب منه أن يشغل منصب القضاء.. لقد كان ابن عمر يصلي ويتلو القرآن، ويذكر ربه كثيرا وكان كأبيه يهطل دموعه حين يسمع آيات النذير في القرآن.. وقلما كان يأكل طعامه

وحده فلابد أن يكون معه أيتام أو فقراء لطالما كان يعاتب بعض أبنائه حين يدعون للأغنياء ولا يأتون معهم بالفقراء.. ولقد كان المال بين يديه خادماً لا سيداً وكان وسيلة لضرورات العيش لا للترف وأعانه الله علي هذا الجود الواسع زهده، فما كان ابن عمر يتهالك علي الدنيا ولا يسعي إليها ولا يرجو منها إلا ما يستر الجسد من لباس ويقيم الأود من طعام. ومات ابن عمر وهو مثل أبيه في الفضل كان عمر في زمان له فيه نظير وكان ابن عمر في زمان ليس له فيه نظير هذه كانت مقولة الناس عنه.. وفي العام الثالث والسبعين مات ابن عمر رضي الله عنه.