عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجلد العقدى يهدد 2٫3 مليون رأس ماشية

بوابة الوفد الإلكترونية

 

تحقيق - حمدى أحمد / إشراف: نادية صبحي

 

بشكل مفاجئ وسريع ضرب مرض الجلد العقدى -أحد الأمراض المستوطنة فى مصر- ماشية محافظة بنى سويف، فقتل خلال ساعات 100 بقرة.

الانتشار السريع لهذا المرض رغم معرفة موسمه الذى يبدأ مع الصيف، أدى إلى غلق جميع أسواق الماشية فى المحافظة وعددها 12 سوقاً، الأمر الذى قد يؤثر على أسعار اللحوم الحمراء خلال شهر رمضان المعروف بالاستهلاك الكثيف لها من جانب المصريين.

الجلد العقدى يعود تاريخ ظهوره فى مصر إلى عام 1988، وتسبب فى خسائر اقتصادية كبيرة فى الثروة الحيوانية المصرية، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحكومة فى تحصين الماشية منه إجباريًا ومجانًا بشكل سنوى، إلا أنه فى عام 2014 تم تعديل قانون الزراعة وسمح للوزارة بتحصيل رسوم نظير التحصين تبلغ 8 جنيهات للمصل الواحد ما أدى إلى تهرب بعض المربين من تحصين الماشية الخاصة بهم.

خبراء الطب البيطرى يحذرون من خطورة انتقال هذا المرض إلى المحافظات الأخرى فى حالة تكاسل وإهمال الحكومة عن مقاومته ومكافحته فى بنى سويف، مؤكدين أن هذا المرض وغيره من الأمراض التى تصيب الحيوانات مثل الحمى القلاعية قد تؤدى إلى تناقص الثروة الحيوانية فى مصر تدريجيًا والتى تقدر بنحو 230 مليار جنيه.

حالة الطوارئ القصوى أعلنتها مديرية الطب البيطرى فى بنى سويف عقب اكتشاف بؤر انتشار المرض، من أجل تحصين الماشية والحد من انتشار الجلد العقدى فى المناطق المجاورة.

التخلص من الماشية النافقة فى المصارف أو الترع أو حرقها، كان السبيل أمام الفلاحين والمربين فى بؤر اكتشاف المرض ببنى سويف.

162 ألف رأس ماشية، هو عدد الماشية التى تم تحصينها حتى الآن ضد هذا المرض، تتمثل فى 105 ألفاً و792 بقرة، 56 ألفاً و410 جواميس، وفى الوقت نفسه تم تحصين 121 ألف رأس ماشية ضد الحمى القلاعية تتمثل فى 106 آلاف و922 بقرة، 12 ألفاً و840 رأس جاموس، 1856 أغنام، 129 معزة، وفقًا لتقرير صادر عن مديرية الطب البيطرى بمحافظة بنى سويف.

وبحسب وزارة الزراعة، فإن حجم الإنتاج الحيوانى يقدر حاليًا بنحو 2.3 مليون رأس ماشية.

ووفقاً للدكتور خالد العامرى، نقيب الأطباء البيطريين، فإن حجم الإنتاج الحيوانى حالياً يتعدى الـ230 مليار جنيه.

هيئة الخدمات البيطرية من جانبها أرادت طمأنة المواطنين حول مدى انتشار المرض وتحوله إلى وباء، حيث قال الدكتور ابراهيم محروس، رئيس الهيئة، إنه لا توجد مشكلة فى حالة تحصين الحيوان ضد الجلد العقدى، وعمليات التحصين الحلقى تتم حالياً حول البؤر المصابة.

وأضاف «محروس» أن الإصابات ليست بالموقف الوبائى وأنها محدودة، وأوقفنا التحصين مؤقتاً للحمى القلاعية فى الأبقار، ويتم التحصين للجاموس لحين انتهاء الحملة على مرض الجلد العقدى، لافتًا إلى أن التحصينات متوافرة لدى الهيئة البيطرية.

أوضح الدكتور سامى طه، نقيب الأطباء البيطريين السابق، أن مرض الجلد العقدى المنتشر حاليًا فى بنى سويف يصيب الأبقار بشكل أساسى، ويرجع تاريخ ظهوره فى مصر إلى عام 1988.

وقال «طه»: إنه بعدما ظهرت آثاره السلبية على الثروة الحيوانية فى هذا العام وتسبب فى خسائر كبيرة، بدأت الحكومة بتحصين الماشية منه عن طريق اللقاحات سنوياً بشكل يشبه تحصين مرض جدرى الضأن، مشيرًا إلى أن هذا المرض يصيب جلد الحيوانات ويتميز بالحمى وظهور عقد على الجسم.

وأوضح نقيب الأطباء البيطريين السابق، أن الدولة جعلت التحصين ضد هذا المرض إجبارياً ومجانياً، ولكن بعض المربين كانوا يتهربون من تطعيم المواشى الخاصة بهم وبذلك تقع المسئولية عليهم، واستمر هذا الوضع حتى عام 2014 فى عهد الرئيس المؤقت عدلى منصور، حيث تغير قانون الزراعة بالسماح لوزارة الزراعة فى تحصيل أموال مقابل التحصين.

«الظهور المفاجئ والقوى للمرض هذا العام فى بنى سويف مرعب ومن الممكن أن ينتقل إلى محافظات أخرى إذا لم نتمكن من السيطرة على الموقف بسرعة».. بهذه الكلمات أكد الدكتور سامى طه، خطورة الموقف، مشيرًا إلى أنه لا بد من استنفار جميع الأجهزة بالمحافظات المختلفة للاستعداد والحد من انتشار المرض.

وطالب نقيب الأطباء البيطريين السابق، بضرورة العودة إلى التطعيم والتحصين الإجبارى والمجانى مرة أخرى لهذا المرض، لأن الثروة الحيوانية ستنكمش فى حالة عدم مقاومة مثل هذه الأمراض، وإذا استمرت الحكومة على نفس النهج فى التعامل مع الأمراض التى تصيب الحيوانات، لافتًا إلى أن حجم الثروة الحيوانية فى مصر قبل تعويم الجنيه كان 140 مليار جنيه، ما يعنى أنها تقترب من 250 مليار جنيه حالياً، وقد نخسرها تدريجيًا بسبب انتشار مثل هذه الأمراض.

وتابع: «الدولة تستورد لحوماً من الخارج سواء مجمدة أو حية بقيمة تقترب من 1.9 مليار دولار، بينما لا تريد توفير اللقاحات للمربين والتى لا تتكلف سوى 250 مليون جنيه.. ولو وفرنا هذه اللقاحات سيكون أفضل من خسارة الثروة الحيوانية التى تقدر بـ250 مليار جنيه».

وحول تأثير غلق أسواق الماشية فى بنى سويف عقب انتشار مرض الجلد العقدى على أسعار اللحوم أثناء شهر رمضان، قال «طه»: «بالتأكيد الأسعار ستتأثر بهذا الأمر فى شهر رمضان وسترتفع ولكن بشكل محدود».

 

مطلوب تحصين مبكر

الدكتور عادل عبدالعظيم، الأستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة، قال: إن مرض الجلد العقدى ليس بجديد على مصر، فهو مرض موسمى يظهر فى الصيف مع اشتداد الحرارة وانتشار الحشرات خاصة فى مناطق بعض الزراعات، مثل قصب السكر.

وأضاف «عبدالعظيم» أن هذا المرض يؤثر بشكل مباشر على الحيوانات ولا ينتقل للإنسان، حيث تعانى الحيوانات التى تصاب به من التورم فى الرقبة والذيل وظهور عقد على الجلد، فضلًا عن نقص الإنتاج من الألبان، وقد يموت عدد كبير من الحيوانات المصابة به، واصفًا إياه بالمرض الخطير.

وأشار الأستاذ بكلية البيطرى بجامعة القاهرة، إلى أن مواجهة ومقاومة هذا المرض تكون من خلال التحصين المبكر للماشية وليس قبل فصل الصيف بفترة قليلة كما يحدث الآن، كما يجب مراعاة القواعد والضوابط أثناء التحصين والتطعيم، بحيث يكون فى ذيل الحيوان وليس تحت الجلد، كما يحدث حالياً، قائلًا: «الحكومة بتستسهل وده السبب فيما وصلنا إليه».

وتابع: «اللقاح لا بد أن يكون محفوظًا فى درجة حرارة معينة، والمربون يقبلون على تحصين الماشية الخاصة بهم ولا يتهربون من ذلك، لأن هذا التهرب قد يؤدى إلى إصابة الماشية، ثم يبيعونها فى الأسواق رغم علمهم بأنها مريضة»، مؤكدًا أن هذه السلوكيات الخاطئة من جانب المواطنين تعد أحد الأسباب الرئيسية فى انتشار الأمراض.

ولفت «عبدالعظيم» إلى أن التحصين كان فى الماضى بالمجان لأن ميزانية الطب البيطرى كانت كافية

وعادلة، ولكن حاليًا الميزانية ضعيفة والتحصين أصبح بالجهود الذاتية، مطالبًا هيئة الطب البيطرى رغم ضعف الميزانية بالقيام بدورها فى التحصين وإعادة التحصين فى المواعيد المحددة، ومعاملة أبناء الحيوانات بشكل سليم ومعرفة ما إذا كانت الأم تم تحصينها من قبل أم لا.

وحول تأثير قرار غلق أسواق الماشية فى بنى سويف على أسعار اللحوم أثناء شهر رمضان، قال الأستاذ بكلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة: إن غلق الأسواق إجراء سليم ولن يؤثر كثيراً على الأسعار، متابعاً: «الأحسن إننا نقفل الأسعار ونمنع انتشار المرض للأماكن المجاورة ولا نفتحها علشان أسعار اللحمة ما تتأثرش؟.. بالتأكيد غلق الأسواق أفضل».

 

تحذير: اللحوم الحمراء دليل إصابة بـ«الصفراء»

هناك عدة أمراض مستوطنة فى مصر تصيب الماشية، تتمثل فى الجلد العقدى والحمى القلاعية والسل والبورسيلا وحمى الوادى المتصدع.

وبمناسبة شهر رمضان ونمط الاستهلاك الكثيف للحوم من جانب المصريين، وظهور مرض الجلد العقدى فى محافظة بنى سويف.. ومن هنا يثور السؤال: كيف نعرف اللحوم المصابة بالأمراض والفاسدة؟

من المهم معرفة أن اللحوم السليمة لها عدة مواصفات، أبرزها أن يكون لونها وردياً بالنسبة للأبقار وأغمق قليلاً بالنسبة للجاموس، أنسجتها مترابطة، موجوداً عليها ختم المدبح، ملمسها ناعم، ولا تكون لها روائح نفاذة.

أما اللحوم الفاسدة أو المريضة فتكون رائحتها كريهة غير محببة، غير متماسكة وعند الضغط عليها بالإصبع تترك علامة واضحة، وملمسها يكون لزجاً وبها ظهور كثيف لمياه مخلوطة بالدم.

وإذا كان لونها أحمر، فذلك دليل على إصابة الحيوان بمرض الصفراء نتيجة التهابات فى الكبد، وإذا كان لونها أخضر فإنه يدل على وجود التهابات بكتيرية، وفى حالة ظهور اللحمة بلون أبيض متجمد تسمى «لسعة فريزر»، وهذا دليل على أنها لحم مجمد بطريقة خاطئة.

كما أنه إذا كانت اللحمة لينة بشكل ملحوظ، فهذا دليل على إصابتها باحتقان، وإذا كان لونها أحمر داكناً زيادة عن اللازم مع وجود دم غزير بها، فهذا دليل على ذبحها بطريقة خاطئة تسببت فى كتم الدم، وتعتبر من أخطر أنواع اللحوم التى يتناولها البعض، وتسبب لهم مشاكل صحية.

 

مدير الطب البيطرى فى بنى سويف: «الناموس» المتهم الأول فى انتشار المرض.. وإغلاق 12 سوقًا إجراء احترازى

وكشف الدكتور طارق الوكيل، مدير عام الطب البيطرى بمحافظة بنى سويف، أن هناك عدة أمراض مستوطنة فى مصر هى الجلد العقدى والحمى القلاعية والسل والبورسيلا وحمى الوادى المتصدع.

وقال «الوكيل»: إن الحالات المصابة بمرض الجلد العقدى ظهرت فى شكل عقد جلدية على أجسام الأبقار وحبوب جلدية على أجسام الجاموس والأغنام، مشيرًا إلى أنه ينشط خلال الفترة الحالية من السنة مع ازدياد انتشار «الناموس» الناقل الرئيسى للفيروس بين الأبقار والأغنام.

وأشار مدير عام الطب البيطرى ببنى سويف، إلى أن المرض ينتقل عن طريق لدغ الناموس لرؤوس الماشية وينتشر بين مثيلاتها، ولذلك أرسل عدة مذكرات إلى مديريتى الصحة والزراعة للقيام بدورها فى مقاومة الناموس من خلال رش المبيدات وإطلاق السيارات الخاصة بذلك لتجوب المدن والقرى، ولم تستجب أى من الجهتين الحكوميتين لطلبه.

ولفت «الوكيل» إلى أنه جرى اكتشاف 3 بؤر فى بنى سويف بها إصابات مرض الجلد العقدى، الأولى كانت فى 24 أبريل الماضى بقرية الديابية التابعة لمركز الواسطى، والثانية اكتشفتها أجهزة الطب الوقائى يوم 30 أبريل بمدرسة الثانوية الزراعية بمدينة بنى سويف، أما البؤرة الثالثة فجرى اكتشافها يوم 7 مايو الماضى فى قرية هربشنت بمركز ببا، وتم عزل البؤر المرضية الثلاث وتحصين المواشى بها على مساحة 10 كيلومترات لكل بؤرة.

وتابع: «كإجراء احترازى جرى إغلاق أسواق الماشية على مستوى المحافظة ومنع تداول الماشية لحين الانتهاء من التحصينات لمدة تصل إلى 3 أسابيع وأن عدد الأسواق التى جرى إغلاقها 12 سوقاً».

وأوضح مدير عام الطب البيطرى ببنى سويف أن الإجراءات الوقائية المتبعة تبدأ بالإبلاغ والعزل والعلاج والتحصين فى نطاق بؤرة الإصابة، ثم السيطرة على الأسواق بالتنسيق مع الوحدات المحلية، والسيطرة على حركة الحيوانات وانتقالها خلال فترة انتشار المرض، مناشدًا مديرية الصحة تكثيف برامج مقاومة الحشرات، خاصة حملات مكافحة البعوض.

كما ناشد المربين والمزارعين بالاستجابة والتعاون مع حملات التحصين للحد من انتشار المرض، مشيرًا إلى أن محافظ بنى سويف وجه بوقف التحصينات ضد الحمى القلاعية مؤقتًا للتركيز فى تتبع بؤر الجلد العقدى ومعالجتها فى قوافل وحملات مركزة.