رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفانوس «الصاج» يسترد عرشه ويزيح «الصينى»

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت- نسمة أمين:

تصوير: أحمد بسيونى

لشهر رمضان الكريم فرحة خاصة فى قلوب المصريين، فهم ينتظرونه من العام إلى الآخر لمعايشة روحانياته، التى تجعله شهراً مميزاً عن بقية الشهور، ففى هذا الشهر  يمارس المصريون العديد من العادات التى تبث البهجة فى نفوسهم، وتبعث السعادة والسرور.

ولم تكتمل فرحة المصريين إلا بفانوس رمضان، فمن أحد الطقوس الهامة فى مصر  منذ العصر الفاطمى أن يشترى كل طفل فانوساً وأن تعلق الزينة والفوانيس فى الشوارع والحوارى المصرية، فأول من عرف فانوس رمضان هم المصريون، وتعتبر مصر هى المركز الرئيسى فى تصدير الفانوس الرمضانى للدول العربية والإسلامية ومختلف بلدان العالم.

للفانوس الصاج التقليدى بهجة خاصة فى نفوس المصريين، فعلى الرغم من تقدم الزمن واختلاف العصور والأجيال إلى أن المصريين لا يزالون حريصين على شراء الفانوس الصاج المزخرف بالزجاج الملون.

وتعد شوارع منطقة السيدة زينب، والغورية، من أشهر المناطق فى صناعة الفوانيس الصاج، فتجد جميع الورش فى هذه المناطق مستمرة طوال العام فى التفنن فى صناعة فانوس رمضان ليقدموه، للزبائن قبل حلول الشهر الكريم، ورصدت جريدة الوفد كيفية صناعة هذه الفوانيس بشكلها التقليدي، وما يعانيه العاملون حتى يصل الفانوس إلى هذا الشكل.

ففى إحدى حوارى الغورية، توجد ورشة عم «أحمد»، الذى يعمل فى صناعة فوانيس رمضان منذ 40 عاماً، ويستمتع كثيراً بهذه المهنة رغم ما بها من صعاب، مشيراً إلى أنهم يعملون طوال شهور السنة ماعدا شهر رمضان يأخذها العاملون إجازة سنوية ويعودون إلى العمل بعد عيد الفطر المبارك.

وأشار عم أحمد، إلى أن صناعة الفوانيس الصاج تعد حرفة يدوية يتوارثها الأبناء من الآباء، ففى أغلب الأحيان يكون من يعملون فى صناعة الفوانيس من عائلة واحدة ويكاد يكونون من أسرة واحدة أيضا، فالأب يساعده أبناؤه حتى يتشربوا الصنعة منه ويتولوا الأمر من بعده، مشيرا إلى أنه فى بعض الأحيان يتفوق الأبناء على الأباء ويتمكنون من صناعة الفوانيس بشكل أفضل مما كان يصنعه آباؤهم.

ولفت إلى أن الإقبال على شراء الفوانيس الصينى أصبح يقتصر على الأطفال فقط، فالأباء يشترونه لأطفالهم من أجل إدخال السرور على نفوسهم، بينما يحرص الكبار على شراء الفانوس الصاج والمزخرف بالزجاج الملون.

وبين عم أحمد كيفية تصنيع الفانوس من الصاج والزجاج الملون، موضحاً أنه يمر بثلاث مراحل حتى يكتمل تصنيعه، وهذه المراحل تعد مواد رئيسية فى عملية التصنيع.

أولاً: يتم تقطيع الصاج بمقاسات معينة تختلف من فانوس لآخر ويرجع ذلك لحجم الفانوس وتصميمه وفى هذه المرحلة يتم

تصنيع القبة وقاعدة الفانوس.

ثانياً: يتم تقطيع الزجاج وتلوينه وزخرفته والكتابة عليه حسب تصميم كل فانوس.

ثالثاً: عملية التجميع واللحام، حيث يتم فيها تركيب أجزاء الفانوس السابقة ليخرج الفانوس بشكله النهائى.

وأمام ألسنة اللهب المشتعلة يجلس عم «مجدى»، لممارسة عمله داخل ورشتة الصغيرة بالسيدة زينب، ليصنع الفوانيس المزخرفة، بالزجاج الملون الذى يميز فوانيس رمضان، مستخدماً النيران وبعض الأدوات الأخرى فى صناعة هذه الفوانيس.

وأوضح عم «مجدى»، أن الإقبال على شراء الفوانيس الصاج لهذا العام من قبل المواطنين أصبح متزايداً عن جميع الأعوام السابقة، على الرغم من ارتفاع أسعار السلع وصعوبة المعيشة، إلا أن هناك عدداً كبيراً من الشعب المصرى حريص على شراء الفوانيس لاعتبارهم أنه أحد أهم المظاهر الخاصة بالاحتفال برمضان.

وتابع: أن هناك بعض الزبائن يطلبون أشكالاً خاصة من الفوانيس كل حسب رغبته، وهو يصنع لهم ما يطلبونه، لافتا إلى أنه يصدر أيضا الفوانيس الصاج إلى بعض الدول، لذلك فهو يبدأ فى تصنيع الفانوس بعد عيد الفطر مباشرة، ليتمكن من تصنيع كافة الطلبيات التى كلف بها للتصدير.

وأوضح عم «مجدى»، أن الفوانيس الصاج يبدأ أسعارها من 10 جنيهات حتى 5000 جنيه، على حسب الحجم والمواد المستخدمة فى صناعته، فكلما كان حجم الفانوس كبيراً والخامات المستخدمة فى صناعتها ذات جودة أفضل، كلما ارتفع سعره، مؤكدا أن العديد من الزبائن يفضلون الفانوس ذا الشكل الفخم والجودة العالية والحجم الكبير.

ولفت عم «مجدى»، إلى أن أصحاب الفنادق يذهبون إليه كل عام وقبل حلول شهر رمضان المبارك لشراء الفانوس الذى يصل حجمه إلى خمسة أمتار، موضحاً أن هذا الفانوس يصل ثمنه إلى أكثر من 5000 جنيه.