رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مليارديرات ودول يتسابقون على شراء "الذهب"

الذهب العالمى_ارشيفيه
الذهب العالمى_ارشيفيه

كتب – الأمير يسرى :

يبدو أن هناك تسابقا عالميا على شراء الذهب أو بالأحرى تخزينه وأن الأمر ليس مقتصراً على مستثمرين كبار بل أنه يتم من قبل دول صناعية كبيرة ومليارديرات كبار فى توجه يستهدف الوصول إلى ملاذات آمنة تحسباً لمخاوف من حرب تندلع هنا أو هناك أو أزمة مالية عالية تضرب شرقاً وغرباً .

المشهد الأحدث فى هذه التطورات كان بطلها الملياردير المصرى نجيب ساويرس الذى أحدث حالة جدل واسعة فى الأوساط الاستثمارية عندما أعلن عن توجهه لتحويل نصف ثروته المقدرة بنحو 5.7 مليارات دولار " الى ذهب بسبب ما اعتبره أزمة خطيرة محدقة بالعالم .

" التحول الى الذهب " المسنود على تقارير اقتصادية موثوقة أذكت المخاوف المتزايدة من احتمالية دخول العالم فى أزمة مالية عالمية ثقيلة تفوق بكثير الأزمة المالية العالمية فى 2008 فى ظل قلق مالى واستثمارى من ارتفاع معدل ديون الشركات العالمية " عابرة القارات " إلى مستويات تفوق أصولها وليس فقط قدراتها على خدمة الدين .

 والأمر لا يبدو قاصراً على الأشخاص لأن دولا صناعية كبرى فى العالم كانت على مدار السنوات الأربع الماضية تقوم بعمليات تجميع منظمة للذهب وتحديداً منذ عام 2014 .

فقد كشفت إحصائيات مجلس الذهب العالمى أن قائمة الدول الأكثر حيازة للذهب تضم 6 دول صناعية من عداد دول العالم الأول حيث تضم هذه القائمة بالترتيب كلا من الولايات المتحدة، وألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، والصين ثم روسيا .

ووفقاً لهذه الإحصائيات فإن كلا من روسيا والصين اندفعتا بقوة لاقتناء الذهب بشكل مدروس وفنى لبناء مراكز دون أن يؤثر ذلك على زيادة أسعار الذهب فى الأسواق العالمية حيث تمكنت الصين من زيادة حيازتها للذهب من مستوى ألف طن فى 2014 الى نحو 1900 طن لدى بداية العام الجارى وهو ما يعنى أن الصين ضاعفت ملكيتها تقريباً بنحو 900 طن .

وما حققته الصين فى هذا المجال، تمكنت روسيا من تنفيذه أيضاً كونها زادت ملكيتها من ألف طن تقريبا فى 2014 الىنحو 1883.8 طن فى بداية هذا العام .

وتعليقاً على هذه التطورات قال الخبير الاقتصادى شريف دلاور :ما أعلنه الملياردير المصرى نجيب ساويرس من تحويل نصف ثروته ذهباً كان يقتضى أولاً الإجابة عن ماهية الأصول التى تم تصفيتها أو يجرى تصفيتها لشراء الذهب .

وأضاف دلاور :هذه التوجهات نحو الذهب سواء على مستوى الأشخاص أو المؤسسات يعزز المخاوف من أزمة مالية عالمية تلوح فى الأفق بشكل يجعل البعض يبحث عن مخاطرة أقل .

وأشار إلى أن ديون الشركات العالمية التى بلغت مستويات خطيرة يمكن أن تكون نواة لأزمة مالية عالمية مشدداً على أن الشركات التى تعانى ديوناً خطيرة تتمدد فى كل دول العالم من الصين الى أمريكا مرورا بأوربا .

وحذر دلاور من أن التحول الى الذهب يمكن أن يكون فخاً يتم نصبه لتصفية بعض الثورات فى ظل صراع اقتصادى عالمي يمكن أن يذهب ضحيته بعض المستثمرين لافتاً الى أن الذهب قبل سنوات شهد ارتفاعات متتالية أعقبها عملية انخفاض قاسية أدت لتبخر الكثير من الثورات حول العالم .

وذكر دلاور أن نظرية الملاذ الآمن للذهب سقطت تماماً ولم تعد قائمة منذ التخلى عنه كاحتياطى للعملات وبالتالى لم يعد

هناك ملاذات آمنة ولكن توجد درجات لمخاطر الاستثمار تختلف من أداة لأخرى .

وتطرق دلاور لمخاطر التوتر السياسى فى الشرق الأوسط الذى يحمل مؤشرات خطيرة لمواجهات إقليمية وعالمية مستدركاً بالإشارة إلى أن هذا الصراع مازال تحت السيطرة معتبراً أن تحوله إلى نزاع حربى من ِأنه أن يشعل العالم وبالتالى سيؤدى لارتفاع أسعار عدد من السلع الإستراتيجية كالنفط والذهب مشدداً على أن مكاسب النفط وقتها ستكون أعلى بما يجعل الإندفاع نحو شراء العقود المستقبلية للنفط أكثر جدوى من شراء الذهب .

من ناحيته قال سكرتير عام شعبة الذهب بالاتحاد العام للغرفة التجارية هاني ميلاد أن توجه الأشخاص والمؤسسات لشراء الذهب كقرار استثمارى مرتبط بصاحب القرار في المقام الأول إلا أن المعطيات الإقتصادية تشير الى أن مثل هذه التوجهات لها ما يبررها سواء على مستوى أسعار الذهب التى تتعالى بوتيرة مقبولة سنوياً أو من حيث الخوف من من القنوات الإٍتثمارية الأخرى كالبورصات .

وأشار ميلاد الى أن نذر التهدئة بين الكوريتين دفع أسعار الذهب الى الهدوء فى الترة الأخيرة مشيراً الى أن العالم يشهد بؤر صراع ملتهية فى بقاع أخرى كالشرق الأوسط معتبراً أن أى انفجار للوضع سيؤدى الى إرتفاع لأسعار الذهب .

ولفت ميلاد الى أن بعض الدول تقوم بعملية تخزين للذهب بطرقة فنية وعلى مهل بحيث لا تؤثر على زيادة الأسعار .

ولفت ميلاد الى أن المؤشرات تشير الى أن مصر على سبيل المثال تتجه نحو تخزين الذهب وتضمينه كجزء من الإحتياطى النقدى الأجنبى معتبراً أن هذه التوجه يشكل خطاً مغايراً لما كان عليه قبل سنوات .

 

وعن تأثيرات هذا التحول على أسعار المشغولات الذهبية فى مصر استبعدت مصادر تجارية هذا التأثير على أساس أن تجار الذهب فى مصر هم فى حقيقة الأمر تجار مصنعية وليس تجار ذهب يبحثون عن الربح فى سعر المشغولات الذهبية بعيداً عن أسعار الذهب فى البورصات العالمية .

ويرى البعض أن تجار الذهب فى مصر متحفظون للغاية ولا يندفعون نحو الاستثمار بالذهب خوفا من تجارب سابقة لعب خلالها بعص التجار على احتمالية ارتفاع أسعار الذهب لتتبخر أموالهم فى النهاية جراء خسائر مؤلمة.