عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيول كشفت المستور

بوابة الوفد الإلكترونية

تحقيق: نادية مطاوع - اشراف : نادية صبحى

 

تقدر بـ51 مليار متر مكعب سنوياً

«نعمة» وليست «نقمة»

 

السيول نعمة حولتها يد الإهمال إلى نقمة، ففى الوقت الذى تعانى فيه مصر من مشكلة نقص المياه ودخولها فى مرحلة الفقر المائى، نجدها تهدر كميات من المياه تقل قليلاً عن حصتها من مياه النيل، فقد قدر تقرير لمنظمة الزراعة العالمية «الفاو» كمية الأمطار التى تسقط على مصر سنويا بحوالى 51 مليار متر مكعب أى أقل من حصتها من مياه النيل بـ4 مليارات فقط، ويكفى أن نذكر أن وزارة الرى قدرت الأمطار التى سقطت خلال الأيام الماضية بـ50 مليون متر مكعب، ومع ذلك فشلت الحكومة فى الاستفادة من هذه الكميات الكبيرة التى لو حسن استخدامها لزادت موارد مصر المائية لما يقرب من الضعف، ولتمكنت من زراعة ملايين الأفدنة، ومع تفاقم مشكلة المياه فى مصر أصبحت الاستفادة من مياه الأمطار والسيول ضرورة، بدلاً من أن تغرق بها البلاد والعباد، وهناك دول كثيرة نجحت فى الاستفادة من هذه الأمطار وجعلتها مصدراً للخير والرخاء.

كشفت السيول التى شهدتها البلاد فى الأسبوع الماضى عن كارثة ليست جديدة على مصر، وهى الإهمال فى التعامل مع مياه الأمطار، ففى كل مرة تتعرض البلاد لموجة أمطار سواء كانت كثيفة أو خفيفة تغرق الشوارع، وتتوقف حركة السير وتتداعى الطرق والمنازل فى بعض المحافظات كلما كانت السيول شديدة، وفى كل مرة يخرج المسئولون بتصريحات حول التعامل مع مياه السيول وتجنب مخاطرها، وتتكرر الكارثة وتذهب تصريحات المسئولين هباء، إلا أن الخبراء أكدوا أن مياه الأمطار نعمة كبيرة يجب الاستفادة منها، خاصة أن تقرير منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» أكد أن كمية هذه الأمطار تصل إلى 51 مليار متر مكعب، وإن كانت هذه النسبة مبالغاً فيها، إلا أن وزارة الزراعة أكدت فى تقاريرها أن كمية الأمطار التى يمكن الاستفادة بها تصل إلى 13 مليار متر مكعب وهى كمية كافية لزراعة 600 ألف فدان، ومع ذلك ففى كل مرة تسقط فيها الأمطار على هيئة سيول لا نرى إلا نقمتها، بينما نعمتها لا نعرف عنها شيئاً.

وعن هذه النعم يتحدث الدكتور نادر نورالدين أستاذ موارد المياه بجامعة القاهرة، مشيرا إلى أن حجم الأمطار التى تسقط على مصر سنويًا تقدر بنحو 51 مليار متر مكعب مياه سنويًا، طبقًا لتقديرات منظمة الفاو، ولكن لا يتم الاستفادة سوى من 1.3 مليار فقط، والتى تسقط على مناطق الدلتا، أما المناطق الصحراوية فلا توجد بها مخرات السيول وهو ما يؤدى إلى عدم الاستفادة من المياه

وطالب بضرورة أن تقوم الدولة بعمل مخرات للسيول فى المناطق الصحراوية، تمر أسفل الطرق الرئيسية وتصب فى خزانات، وهذه المياه يمكن استخدامها فى الزراعة أو الشرب كما يحدث فى عدد من دول الخليج.

يذكر أن وزارة الرى والموارد المائية بالتعاون مع جهاز الخدمة الوطنية قد قامت بإنشاء أكبر بحيرة لتجميع مياه السيول والأمطار بالغردقة، للاستفادة من حوالى ٥ ملايين متر مكعب من المياه، ويأتى هذا المشروع ضمن خطة الحكومة لحماية الاستثمارات والمنشآت البترولية ومطار الغردقة الدولى والممتلكات الخاصة للمواطنين والتى تقدر بـ٥٠ مليار جنيه، فضلًا عن الاستفادة منها فى شحن الخزان الجوفى وتوفير المياه للمجتمعات الرعوية والقرى المحيطة بها، وتتضمن هذه الخطة إنشاء عدد من السدود والبحيرات الصناعية بمحافظات البحر الأحمر والصعيد بتكلفة تقدر بـ400 مليون جنيه، إلا أن هذه المشروعات لم يتم الانتهاء من تنفيذها رغم أن السيول تمثل كوارث دائمة لمصر منذ عشرات السنين.

وتوصى تقارير منظمة الفاو مصر بضرورة الاستفادة من مياه الأمطار، حيث تكفى أمطار الساحل لزراعة 2 مليون فدان، كما أن السيول التى تسقط على منطقة رأس غالب تكفى لزراعة 100 ألف فدان، كذلك السيول التى تسقط على جبل علبة، وكل هذه الكميات لا يستفاد بها.

تجارب عالمية

كثير من دول العالم تستفيد من مياه الأمطار والسيول فى الزراعة والشرب أيضاً، ففى اليابان توجد أنهار صناعية تم شقها بطول المدن، ويصل عمقها إلى 40 متراً ومبطنة بالأسمنت حتى لا تتسرب

المياه إلى جوف الأرض، ويختلف حجم كل نهر عن الآخر حسب كمية المياه المتوقع سقوطها فى المدينة، حيث تم إنشاء شبكات خاصة لصرف المطر على جانبى الشوارع، بحث لا تزيد المسافة بين كل بالوعة صرف وأخرى على 100 متر، ولذلك لا تغطى مياه الأمطار الشوارع، هذه المياه تنقلها شبكة صرف خاصة إلى الأنهار الصناعية، التى تستخدم مياهها فى زراعة الأرز، كما تم إنشاء قناطر عليها للتحكم فى تصريف المياه وتوليد الكهرباء، وتنتهى هذه الأنهار على المحيط لتصرف ما تبقى بها من مياه زائدة عن الحاجة.

وهناك دول عربية نجحت فى الاستفادة من مياه الأمطار مثل تونس التى نجحت فى تجميع مياه الأمطار فى بحيرات لتعيد الروح إلى الواحات التى هجرها سكانها فى الصحراء التونسية بعد أن نضبت المياه بها، كذلك نجحت سوريا فى استخدام أساليب فعالة وغير مكلفة فى حصاد الأمطار كالسدود والبحيرات الصناعية، مما أدى إلى توفير كميات مناسبة من الأمطار، يستفاد منها فى سقى الماشية بصورة أساسية وتستخدم أيضاً لأغراض الرى وتغذية المياه الجوفية بصورة ثانوية.

كما بدأت المملكة العربية السعودية فى تنفيذ مشروع للاستفادة من مياه الرى تحت عنوان: «حصاد وخزن المياه» من خلال السدود القائمة وإنشاء حفائر تخزينية يتم اختيارها بعناية إضافة إلى إنشاء سدود ترابية وركامية للاستفادة من مياه الأمطار فى الزراعة والرى والشرب والاستهلاك المنزلى أيضاً.

ويطالب الدكتور محمد عصام الدين أستاذ المياه والأراضى بكلية الزراعة جامعة القاهرة بضرورة الاستفادة من مياه الأمطار أسوة بهذه الدول، خاصة أن مصر تعانى من أزمة نقص المياه وزيادة عدد السكان، وأشار إلى أنه يجب عمل خريطة للسيول ودراسة لدورتها وأماكن سقوطها، مشيراً إلى أن طريقة حصاد هذه المياه تختلف من مكان لآخر، ففى سيناء والأماكن الصحراوية المكشوفة يتم إنشاء مخرات للسيول إما أن تصل إلى نهر النيل أو تترك لإمداد الخزان الجوفى، أما فى القاهرة والمدن فلابد من إنشاء نظام صرف لتجميع المياه على أن يتم توصيله بنهر النيل لإمداده بالمياه، أما الأمطار التى تسقط على الدلتا والأراضى الزراعية فيمكن الاستفادة منها بتقليل فترات الرى للمحاصيل المزروعة، والأمطار التى تسقط على الساحل الشمالى فيمكن تجميعها فى أحواض لإمداد الخزان الجوفى بها.

تجربة مدينة الشيخ زايد

يذكر أنه عند تصميم مدينة الشيخ زايد القريبة من القاهرة تم إنشاء نظام صرف للمطر بها فى الشوارع وأعلى أسطح العمارات، هذه المياه تستخدم لرى حدائق المدينة، فلماذا لا يتم تعميم هذه التجربة والاستفادة من تجارب الدول الأخرى للاستفادة من مياه السيول والأمطار رأفة بمصر والمصريين؟

 

إقرأ آيضاً

 

مطلوب خطة قومية لمواجهة الكوارث الطارئة

 

1200 مدينة وقرية يهددها الطوفان

 

أسباب غرق «التجمع الخامس» ونجاة «مصر الجديدة»