رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وقف كوريا الشمالية للبرامج النووية والصاروخية..مناورة أم استسلام؟

زعيم كوريا الشمالية
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون وأسلحة نووية

كتب- شريف الجنيدى:

أعلنت كوريا الشمالية وقف برامجها النووية والصاروخية، السبت الماضي، في خطوة اعتبرها البعض بأنها ستسهم في تهيئة بيئة إيجابية للغاية لنجاح القمة المرتقبة بين الكوريتان وتلك القمة بين بيونج يانج وواشنطن.

ودأبت كوريا الشمالية، خلال أعوام، على إجراء التجارب النووية والصاروخية، ضاربة بعرض الحائط الإدانات الدولية ومتحدية الأمم المتحدة والقانون الدولي.

ما سر الرغبة الملحة لكوريا الشمالية في امتلاك الاسلحة النووية ؟

يقول محللون أن كوريا الشمالية ترى أن التجارب الصاروخية بمثابة قوة الردع الوحيدة في مواجهة العالم الخارجي الذي يسعى إلى تدميرها، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

وأضاف المحللون أن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ينظر إليها باعتبارها رمزاً للتعبير عن القوة حيث تتيح للبلد الذي يملكه تصويب قوة نارية هائلة على أعدائه رغم وجودهم على الطرف الآخر من الأرض.

كما أن الهدف الرئيسي والحقيقي لإنفاق المال والوقت والجهد على تطوير هذه الصواريخ هو استخدامها لحمل الأسلحة النووية.

لماذا تراجع كيم جونج أون؟

يقول محللون أن هناك أسبابا عديدة دفعت كيم جونج أون لوقف برنامجه النووي والصاروخي، أولها أن زعيم كوريا الشمالية يرى أن بلاده نجحت في تصميم الأسلحة النووية، مشيرين إلى أن التجارب الأخيرة التي أجرتها بيونج يانج أكدت أنها تمتلك القدرة على توليد قوة نووية قادرة على تهديد الولايات المتحدة.

وأشار مراقبون إلى أن التجربتين النوويتين الخامسة والسادسة اللتين تم تنفيذهما في سبتمبر 2016 و2017 كانتا بمثابة علامة مهمة في الاختبارات النووية، حيث أنتجتا رأسا نوويا متماسكا ومطابقا للمعايير، والذي يمكن تحميله على أي من الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة وطويلة المدى.

وقال خبراء عسكريون أن القوة التدميرية لتلك الأسلحة قد تفوق القنبلة الأمريكية على ناجازاكي بمرتين أو ثلاثة.

وأضاف المراقبون أن كيم سيسعى مقابل وقفه لبرنامجه النووي والصاروخي للحصول على اعفاءات دولية، بهدف التركيز على بناء الاقتصاد وتحسين مستوى المعيشة، بحسب ما أعلن في بيانه السبت الماضي.

وأوضح المراقبون أن مخاوف الزعيم الكوري الشمالي تمثلت في الوضع الاقتصادي المزري للبلاد، حيث يشعر كيم بأن هذا الوضع أصبح يؤثر سلبا على النخبة السياسية المقربة، وأنه لا فائدة من سياسة توجيه الأسلحة الثقيلة ضد قطاعات المجتمع، والتي تضررت مصالحها الصناعية وإنتاجها الزراعي وتجارتها من جراء العقوبات

الدولية المفروضة على عموم الدولة.

ويخشى كيم جونج أون من خسارة أهم حلفاؤه الاستراتيجيين والداعم الأول للنظام في بيونج يانج وهي الصين، وذلك بعد أن فرضت بكين عليه حظرا شبه كامل في كل ما يتعلق ببرنامج الاسلحة، على الرغم من استحواذها على ما يقارب من 90 في المائة من إجمالي تجارة كوريا الشمالية في العالم الخارجي، إلى جانب كونها أكبر مورد للطاقة لكوريا الشمالية، بالاضافة إلى انها أكبر مستورد للفحم وبعض المعادن الثمينة.

إلا أن المراقبون أكدوا أن القرار الذي اتخذه كيم، بغض النظر عن التأييد الدولي الكبير له، ليس كافيا، موضحين أن القرار كان يجب أن يحظى بإعلان هدم لمواقع التجارب النووية، وهو ما أكدته اليابان.

ونوه المراقبون إلى أن كوريا الشمالية قررت في عام 1999 وقف انشطتها النووية، إلا أنها عادت في 2006، محذرين من احتمالية عودة بيونج يانج إلى التجارب الصاروخية مجدداً.

إضافة إلى ذلك، فإن قرار كيم المفاجيء جاء "اختياريا"، من أجل عقد قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحين أن كيم سيستغل المفاوضات من أجل كسب المزيد من الوقت، بهدف تخفيف العقوبات الدولية على بلاده، دون أدنى نية للتخلي عن أسلحته النووية.

واعتبر المراقبون أن لقاء زعيم كوريا الشمالية بترامب بعد قرار التخلي عن برامجه الصاروخية هو بمثابة "النصر السياسي" والذي يعزز حضوره وشرعيته، حيث لم يقم أي زعيم كوري شمالي بلقاء رئيس الولايات المتحدة سواء كان والده أو جده.