رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف تحولت الضربات العسكرية الثلاثية لصالح الأسد ؟

الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الاسد

قد يظن البعض أن الهجوم العسكري الامريكي البريطاني الفرنسي على سوريا سيزعزع من استقرار السلطة السورية، وعلى رأسها الرئيس بشار الاسد، أو الداعمين له، وأبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

لكن بالنظر الى توابع وتداعيات الضربات العسكرية، سنجد أن الأسد هو اكثر المستفيدين من الهجمات التي شنتها القوى الثلاث على بلاده، بل يمكن القول أنه كان في أشد الحاجة الى مثل هذا الهجوم لقطف ثمار النتائج التي كانت في صالحه بلا أدنى شك.

فجر السبت الماضي، شنت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا هجوما عسكريا صاروخيا على عدد من القواعد والمنشات التابعة للنظام السوري في العاصمة السورية، دمشق، وبمحيط مدينتي حمص وحماة، وذلك ردا على الهجوم الذي وقع في السابع من ابريل الجاري على مدينة دوما السورية بالاسلحة الكيماوية والذي اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 70 شخصاً واصابة المئات بينهم نساء واطفال.

بشار الواثق

في أول رد فعل له عقب الهجمات الصاروخية على بلاده، نشر احد المواقع التابعة للنظام السوري مقطع فيديو صبيحة الهجمات للرئيس السوري بشار الاسد وهو يدلف الى مقر عمله حاملا حقيبة اوراق ويرتدي بدلة انيقة ويمشي بخطى واثقة، في اشارة منه الى انه لم يتأثر بالهجمات وانه متواجد في العاصمة دمشق التي أتت الضربات بالقرب منها، بالاضافة الى انه لا زال على راس السلطة السورية التي تحاول الدول الغربية الاطاحة به.

وخلال اتصال هاتفي مع الرئيس الايراني حسن روحاني، قال الاسد أن هذا "العدوان" لن يزيد سوريا والشعب السوري إلا تصميماً على الاستمرار في محاربة وسحق الإرهاب في كل شبر من تراب الوطن.

وأضاف الأسد ان الضربة العسكرية جاءت “نتيجة لمعرفة القوى الغربية الاستعمارية الداعمة للإرهاب أنها فقدت السيطرة، وفي الوقت نفسه شعورها بأنها فقدت مصداقيتها أمام شعوبها وأمام العالم”، مشيرا الى أن “العدوان يأتي بعد أن فشل الإرهابيون بتحقيق أهداف تلك الدول حيث زجت بنفسها في الحرب على سوريا”.

من جانبهم، ومع شروق شمس يوم الهجمات، قام السوريون ومع شروق شمس يوم الهجمات، بالنزول إلى ساحة الامويين بالعاصمة السورية دمشق ملوحين بالاعلام السورية رافعين بصور الرئيس السوري بشار الاسد.

 وابرزت صحيفة واشنطن بوست الامريكية، هذه التظاهرات الحاشدة للسوريين المنددة بالهجوم العسكري الثلاثي ، معتبرين انها محاولة للنيل من سيادة واستقلال سوريا، ورافضين للتدخلات الاجنبية في شئون البلاد، محذرين من تكرار سيناريو الحرب على العراق في العام 2003.

الدعم الروسي

عقب الهجمات، أعلنت الحكومة الروسية أنها ستعيد النظر بشان تزويد سوريا بمنظومات الدفاع الجوي الصاروخية "اس 300". وقال الفريق سيرجي رودسكوي، رئيس مديرية العمليات العامة في هيئة الأركان الروسية، أن روسيا رفضت عدة طلبات من بعض الشركاء الغربيين بتزويد سوريا بمنظومة اس 300، مشيرا الى انه وبعد ما جرى من هجمات صاروخية على سوريا، ستنظر موسكو في هذه المسألة ليس فقط فيما يتعلق بسوريا ولكن بالنسبة للدول الاخرى ايضاً.

وقبل شن الدول الثلاث هجماتها العسكرية على سوريا ببضعة أيام، أكد

السفير الروسي في لبنان، ألكسندر زاسبيكين، أن روسيا عازمة على إسقاط الصواريخ الأمريكية الموجهة نحو سوريا والرّد على مصادر إطلاقها.

وأشار زاسبيكين في تصريحاته بالتحذيرات التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس أركان القوات المسلحة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، حول عزم روسيا إسقاط الصواريخ الموجهة نحو سوريا والرد على مصادر إطلاقها.

واعتبر زابيسكين أن الحملة الأمريكية الغربية ضد بلاده تأخذ طابعا استراتيجيا؛ مؤكدًا أن لدى موسكو كل الوسائل اللازمة للصمود والمواجهة.

المواقف المنددة للهجوم

اكتسب بشار الاسد من خلال هذه الهجمات دعما دوليا كبيرا، ليس من ناحية التأييد بالطبع ولكن من خلال التنديد بالهجمات الصاروخية على بلاده، حيث وصفها البعض بانها انتهاك للقانون الدولي، فيما رأي البعض الاخر أنها محاولة لانتهاك السيادة السورية.

أدان الرئيس الروسي الهجوم الصاروخي على سوريا مضيراً الى ان التحركات الأمريكية في سوريا زادت الكارثة الإنسانية سوءا وسببت المعاناة للمدنيين فضلا عن إلحاق الضرر بالعلاقات الدولية.

واعتبرت كل من الصين ولبنان الضربات العسكرية انتهاكاً للقانون الدولي.

كما اعتبرت العراق الهجوم بأنه تصرف "خطير" من شأنه جر المنطقة الى تداعيات خطيرة تهدد أمنها واستقرارها وتمنح الاٍرهاب فرصة جديدة للتمدد بعد أن تم دحره في العراق وتراجع كثيرا في سوريا.

ووصف حزب الله الهجوم بأنه تأييد صريح ومباشر لعصابات الإجرام والقتل والإرهاب الصهيونية التي طالما رعاها ومولها ووفر لها أسباب الدعم المادي والسياسي والإعلامي.

وأكد الرئيس الايراني حسن روحاني على دعم بلاده لسوريا. فيما ادانت الجزائر الهجوم العسكري الثلاثي مشيرة إلى انه كان يتعين على الدول الثلاث انتظار نتائج التحقيقات في الهجوم الكيماوي على دوما.

ووصف زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيرمي كوربن الضربات العسكرية، والتي شاركت فيها بلاده، بأنها "عمل مشكوك في شرعيته"، مضيفاً إنه ينذر بتفاقم الصراع، ويقلل فرص المحاسبة على ارتكاب جرائم الحرب واستخدام الأسلحة الكيميائية.

كما نددت كل من حركة فتح وحماس والمقاومة الفلسطينية والحشد الشعبي الى جانب الدول العربية التي فضلت التزام الحياد والصمت وعدم الرد.