عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بوكو حرام.. من نشر تعاليم الإسلام إلي جماعة إرهابية

جماعة بوكو حرام
جماعة بوكو حرام

كتب ــ عبدالفتاح يوسف:

 

عانت القارة السوداء كثيرا من الحروب والهجمات التي تستهدف المدنيين ولكن ظهور "بوكو حرام" واعتبار القيم الغربية التي فرضها المستعمرون البريطانيون مسئولة عن المشاكل التي تعاني منها نيجريا، جذب إليها كثيرا من الشبان العاطلين، بالتزامن مع دعوات تنتقد النظام النيجيري الفاسد لأهماله التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة المأهولة بغالبية من المسلمين، استطاعت "بوكو حرام" أن تسود شاشات وكالات الأنباء المهتمة بالشأن الإفريقي.

ولكثرة عملياتها المؤثرة علي النظام النيجيري والتي كان لها تأثير سيء وخطر علي تفشي الإرهاب بكامل إفريقيا حيث تمتد عملياتها إلي الكاميرون وجمهورية تشاد حاليًا، أصبحت من أخطر الجماعات التي يجب التخلص منها بالنسبة للنظام النيجيري وللقارة السوداء أجمع خاصة بعد إعلان مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي.

النشأة والبداية

بدأت "بوكو حرام" كجماعة متشددة تدعو إلي نشر تعاليم الدين الإسلامي في النظام التعليمي النيجيري واسسها محمد يوسف في " كناما" بولاية "يوبي" النيجيرية وعندما تم تأسيسها كانت تضم 200 شاب مسلم ناطق بالعربية فقط في 2002.

وفي عام 2009 بدأت مواجهات شرسة بين الجماعة والشرطة في مايدوغوري. وتدخل الجيش بقوة ما أدى إلى مقتل سبعمائة شخص كما ألقى القبض على محمد يوسف الذي أعدم بدون محاكمة.

ثم انتقل اتباع الحركة إلى العمل السري وهرب الناجون من كوادرها إلى الخارج وانخرطوا في التيار الجهادي العالمي، وقد كانت بوكو حرام جماعة مسالمة إلى حد كبير قبل مقتل مؤسسها، في 2014، وحينها أعلنت "بوكو حرام" الخلافة الإسلامية في شمال نيجيريا واسمها الرسمي هو "جماعة أهل السنة والجهاد" أما اسم "بوكو حرام" فهو يعني منع التعليم الغربي فكلمة بوكو في اللغة الهوسية تعني الدجل والضلال ويقصد بها الثقافات الغربية والتعليم الغربي وكلمة حرام هي كلمه عربية تعني منع.

الانضمام لداعش وانقسامها الداخلي

وأعلنت "بوكو حرام" بحسب بيان صوتي تم بثه عبر موقعها الالكتروني تبعيتها لتنظيم "داعش" وجاء الإعلان ببيان تحدث فيه زعيم بوكو حرام في 2015 "أبو بكر الشكوى" وهو يؤكد: "نعلن بيعتنا للخليفة وسنسمع ونطيع في العسر واليسر - في إشارة إلي زعيم داعش أبو بكر البغدادي -  وفي تاريخ 12 من مارس 2015 أعلنت "داعش" قبول البيعة.

وقد شهدت "بوكو حرام" في 4 أغسطس عام 2016 انقساما كبيرا في صفوفها عندما قامت "داعش" بتعيين "أبا مصعب البرناوي" ابن محمد يوسف، زعيما "لداعش" في غرب إفريقيا وأميراً علي الحركة وقد أعلن "أبا مصعب البرناوي" بعد تولية في بيان رسمي بمجلة "النبأ" التي يصدرها التنظيم أنه يعد بعدم مهاجمة المساجد والأسواق التي يستخدمها المسلمون وينشط فصيل البرناوي عند الحدود مع تشاد والنيجر، ويهدد بشن هجمات تستهدف الحكومة النيجيرية وجيشها وفي المقابل ينشط فصيل "الشكوي" في ولاية بورنو قرب الحدود مع الكاميرون، وقد تبنى عمليات تفجير انتحارية استهدفت مدنيين في عام 2016.

تطور وتمدد العمليات لدول الجوار

حصدت "بوكو حرام" في نزاع مع السلطات منذ عام 2009 أرواح 20 ألف شخص على الأقل، وأدي في ذروته إلى تهجير 2,6 مليون شخصا، و تحارب نيجيريا الجماعة الإرهابية بكل ما لديها من قوة حتى أن الرئيس النيجيري "محمد بخاري"

أكد في خطابه الأخير أن "بوكو حرام" قد هزمت بمواجهتها الأخيرة معهم، الأمر الذي لم يكن صحيحا حتى الآن.

وتطورت العمليات النوعية لبوكو حرام لتشمل الدول الحدودية مع نيجيريا مثل الكاميرون وجمهورية تشاد ذلك في عمليات إرهابية كما صرح مسبقاً العقيد "ديدييه بادججيك"، المتحدث باسم وزارة الدفاع الكاميرونية، إن في الوقت الراهن، تتغلغل جماعة بوكو حرام في الكاميرون، وقد قرر الجيش  الكاميروني تعزيز نظام الاستخبارات لمواجهة هذا التهديد على نحو فعال، وكانت قد قامت بوكو حرام بهجوم علي موقع عسكري في المنطقة و قد تم تنفيذه بمساعدة مخبرين محليين مما يستدعي تدخل مخابراتي سريع، ويشتبه في أن بعض أفراد الجماعة تدربوا على يد تنظيم القاعدة بالمغرب العربي بين 2012 و2013 في شمال مالي.

وذاع صيت بوكو حرام النيجيرية عالميا بعد اختطافها أكثر من 200 فتاة من مدرسة في بلدة شيبوك في ولاية بورنو في إبريل عام 2014، تحولت من جماعة إسلامية متشددة تطالب بمكافحة الفساد إلى حركة مسلحة أعلنت مبايعتها لداعش لتنتقل إلي صفوف الجماعات الإرهابية المحظورة دولياً، ولا تزال تشكل تهديدا لنيجيريا والبلدان المجاورة رغم تكبدها خسائر ميدانية.

وهناك أقاويل تؤكد إن بعض أعضاء الجماعة قد تلقوا تدريبهم على يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بين 2012 و2013 في شمال  "مالي" وقد بدأت في أكتوبر الماضي محاكمات جماعية شملت 1669 شخصا للاشتباه بانتمائهم لـجماعة بوكو حرام، بينهم نساء وأطفال وقد تم إطلاق سراح أكثر من 900 منهم لعدم كفاية الأدلة.

التأثيرات المجتمعية والدولية 

تسببت  أشكال العنف المختلفة أثناء المواجهات بين بوكو حرام والقوات النيجيرية إلى تهجير 2,6 ملايين شخص منذ 2009، وتدمير ممتلكات ومزارع في المناطق الريفية في شمال شرق البلاد، وتسببت بأزمة إنسانية ونقص حاد في المواد الغذائية.

وأيضاً إعلان الرئيس النيجيري محمد بخاري تعهده بالقضاء على بوكو حرام بعد سنوات من التقاعس في عهد سلفه غودلاك جوناثان، يجعل دائما هناك اشتباكات مشتعلة بين القوات ومن يشتبه بانضمامهم لتلك الجماعة وتعدد الهجمات الدامية والتفجيرات الانتحارية بشده مما يزيد حالة عدم الاستقرار.