رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«جانيت لويز» ابنة طبيب الفقراء تتحكم فى السياسة النقدية الأمريكية

جانيت لويز
جانيت لويز

هى امرأة فولاذية.. صارمة.. قراراتها صادمة للأمريكيين أنفسهم أحياناً.. لكنها قرارات منقذة غالباً لأمريكا من أزمتها المالية خاصة الأزمة ما بين عامى «2008: 2010»، فبقرار منها تتحكم فى مستويات القوة النقدية للدولار الأمريكى، وتتحكم فى معدلات الاحتياطى الفيدرالى، وهى من تقرر طرح أو سحب مليارات الدولارات لإخراج بلادها من أى أزمة مالية، وهى خبيرة فى علاج أزمة البطالة، إنها اليهودية «جانيت لويز يلين» رئيسة المجلس الاحتياطى الفيدرالى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى أول امرأة تتبوأ هذا المنصب.

جانيت يهودية الأصل والديانة، من مواليد 13 أغسطس 1946، وُلدت وتربت فى منطقة عمالية فى حى بروكلين فى نيويورك، ورغم أن والدها كان طبيباً لم ينس تجربة سنوات الانهيار الاقتصادى عام 1929، حيث عاشت كل أمريكا تقريباً على حافة الإفلاس، وعن هذا تقول: «أتذكر قصص والدى ووالدتى عن تلك الفترة، كان والدى طبيب الفقراء، وكان يكتفى بدولارين تكاليف علاج عامل اشتكى بأنه لا يملك مالاً كثيراً، وأحياناً كان يعالجه دون مقابل.

تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف فى جامعة براون، وحصلت على شهادة البكالوريوس فى الاقتصاد عام 1967، ثم على الدكتوراه فى الاقتصاد من جامعة ييل عام 1971، متزوجة من جورج أكيرلوف، وهو اقتصادى حائز على جائزة نوبل وأستاذ فخرى فى جامعة كاليفورنيا.

وجانيت يلين كما هى خبيرة اقتصادية، فهى متحدثة مفوّهة، سجلت اسمها فى صفحات التاريخ الأمريكى حينما رشحها الرئيس باراك أوباما فى أكتوبر 2013 لخلافة بن برنانكى، لترأس بنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى «البنك المركزى».

وعلى الرغم من ثروتها الحالية، والتى حققتها من راتبها عن عملها المهم، إلا أنها لا تتخلى عن كونها كاتبة وباحثة، فقد نشرت بحوثاً فى موضوعات شتى، من بينها عصابات الشبان والأمهات العازبات، والسياسة النقدية المثلى والعلاقة بين الأجور والأسعار والتجارة، وهى تنتمى إلى الحزب الديمقراطى، وهى من أبرز المدافعين عن الإجراءات الاستثنائية للمركزى الأمريكى لتقليص نسبة البطالة، رغم ذلك تصنف مع الحمائم فى مجال السياسة النقدية، ودافعت عن سياسات لتقليص البطالة ودخلت فى حروب اقتصادية شرسة لمحاربة البطالة رغم مخاطر رفع معدل التضخم، واعتبرت أن الأولوية يجب أن تكون لسياسة تستحضر الاعتبارات الإنسانية «التشغيل» حتى

ولو ارتفع التضخم على النسبة المتوقعة، وهذا جعلها تتمتع بسمعة حسنة فى الوسط المالى، ومن أقوالها «إن البطالة ليست تجربة اقتصادية فقط، إنها أيضاً تجربة إنسانية وتجربة حزينة».

ومن خلال رئاستها البنك المركزى انتهجت سياسات قوية معالجة للأوضاع النقدية، منها شراء البنك المركزى كل شهر مليارات الدولارات من السندات والأسهم لتتدفق مليارات الدولارات فى الاقتصاد الأمريكى، وقالت: ليس هدفنا ترهيل الاقتصاد الأمريكى، هدفنا هو أن يجد العاطلون وظائف تفيدهم بدخلها، وتفيد الاقتصاد عندما ينفقون هذا الدخل»، ولا تؤيد يلين الإنفاق الحكومى الكبير، خوفاً من زيادة العجز في الميزانية، وزيادة مديونية الحكومة، كما أنها لا تريد فيضاناً من الدولارات المطبوعة خوفاً من التضخم، وما بعد التضخم.

حصلت جانيت على عدد من الجوائز، منها ميدالية ويلبر الصليب من جامعة ييل عام 1997، والدكتوراه الفخرية من جامعة براون عام 1998، والدكتوراه الفخرية من كلية بارد عام 2000، وأعلنتها مجلة فوربس عام 2016 واحدة من أقوى عشر شخصيات فى العالم، وكان ترتيبها السادس، ومؤخراً أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رسمياً عن ترشيح جيروم باول عضو مجلس محافظى الاحتياطى الفيدرالى خلفاً لجانيت يلين، حيث ستنتهى ولايتها فى فبراير الجارى، وأعلنت يلين فى رسالة لها رغبتها فى عدم البقاء بمنصبها، وقالت للأمريكيين: «أكتب إليكم لأبلغكم أنى أخطط على الاستقالة من منصب مجلس إدارة حكام نظام الاحتياطى الفيدرالى، وقد كان عملى امتيازاً وشرفاً وسيتولاه بعدى من يستحقه».