عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر والكويت.. علاقات راسخة لا تهتز

بوابة الوفد الإلكترونية

رسالة الكويت - عبدالمنعم السيسى:

فى الوقت الذى تحاول فيه بعض الجهات الصيد فى الماء العكر للنيل من العلاقات المصرية مع اشقائها من دول الخليج أثناء وقوع أحداث فردية وخاصة مع دولة الكويت، تزداد هذه العلاقة رسوخا وتخرج بعد أى حادثة أكثر وتوطيدا ونماء بعد أن تتم معالجة تلك المشاكل والأحداث الفردية طبقا للإجراءات القانونية، ويحصل كل صاحب حق على حقه بالكامل سواء فى مصر أو فى الكويت.

فتنة وشائعات

ويلاحظ أنه مع كل واقعة فردية تحدث هنا أو هناك تشتعل وسائل التواصل الاجتماعى للنفخ فى النار وإثارة الفتنة لدى الطرف الآخر. وانتشار الشائعات المغرضة من كلا الجانبين، والتذكير بحوادث فردية سابقة فى كلا البلدين، وزعم ضياع حق المعتدى عليه سواء أكان مصريا أو كويتيا، وذلك فى الوقت الذى كانت قد اتخذت فيه سلطات البلدين كافة الاجراءات القانونية، وصدور أحكام بإدانة المتهم، وعلى سبيل المثال وليس الحصر جريمة القتل التى راح ضحيتها فتاة كويتية وأمها السعودية بيدى مصرى بعد ان استدرجهما بحجة شراء أرض وتم القبض عليه وحكم عليه بالإعدام. وأيضا جريمة القتل التى راح ضحيتها شاب مصرى بعد أن دهسه كويتى بعد خلاف ومشاجرة نشبت بينهما، وألقى القبض عليه فى زمن قياسى وحكم عليه ايضا بحكم محكمة التمييز بالسجن عشر سنوات. وأيضا جريمة الاعتداء على الموظف المصرى وحيد رفاعى والذى اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعى بسبب الوحشية التى تعرض لها من قبل مواطن كويتى بسبب خلاف بسيط، وقيام وزيرة الهجرة بزيارة الكويت ومتابعة تطورات القضية والتأكيد على أن الحادثة فردية وليس هناك توجه عام تجاه المصريين على وجه التحديد وتقديم الجانى للمحاكمة وحبسه على ذمة القضية.

إخوان الفتنة

وتقول عائشة الرشيد الكاتبة والباحثة فى شئون الجماعات الاسلامية إن هذه الحوادث الفردية تعتبر مادة خصبة جدا للإخوان المسلمين، لإحداث وقيعة بين مصر ودول الخليج ودولة الكويت على وجه الخصوص. وأشارت الرشيد الى أن هناك اشخاصا من الجنسيتين المصرية والكويتية وأيضا بعض الجنسيات العربية والخليجية يتم تجنيدها للإساءة لكلا البلدين مع استخدام أسماء وهمية من الدولة الأخرى، لإحداث فتنة بين البلدين الشقيقين. يأتى ذلك فى الوقت الذى تدفع فيه بعض الجهات بأشخاص معينين للإساءة لمصر عن طريق مواقعها بالهجوم المستمر على العمالة الوافدة والمصرية على وجه التحديد، وتقابل هذه الشخصيات باستهجان كبير من الرموز الكويتية التى تؤكد على أهمية دور العمالة المصرية وخاصة فى المجالات المتخصصة كالقضاء والطب والهندسة والتعليم وغيرها من المجالات.

تفنيد

وقد ظهر فى الآونة الاخيرة تسريب فيديو حاولت من خلاله جماعة الإخوان المسلمين المحظورة الاساءة للعلاقة بين البلدين الشقيقين. وقد سارعت وزارة الخارجية المصرية لتفنيد تلك التسريبات التى تسعى للإساءة لعلاقات مصر مع شقيقاتها، واشارت الخارجية الى ما تم تداوله فى بعض وسائل الإعلام التابعة لتنظيم الاخوان الإرهابى من تسريبات تتناول بشكل سلبى علاقات مصر مع دولة الكويت الشقيقة وبعض دول الخليج، وأكد المستشار أحمد أبوزيد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن مصر تثمن عالياً وتقدر بكل إعزاز علاقاتها الراسخة والقوية مع دولة وشعب الكويت، وهو ما برهنت عليه تاريخيا مواقف الدولتين والشعبين فى تضامنهما مع بعضهما البعض فى مواجهة التحديات المختلفة. وحذر أبوزيد من خطورة الالتفات الى محاولات الوقيعة والإضرار بعلاقات مصر مع أشقائها العرب من قبل تنظيم الاخوان الإرهابى وأذرعه الإعلامية المعروفة، ومن يقف وراءها من دول وجهات تستهدف الإضرار بمصر. وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أنه على الرغم من سياسة وزارة الخارجية الثابتة بعدم التعليق على مثل تلك الأعمال المشبوهة التى لا تعبر إلا عن يأس مقترفيها، إلا أنه تقديرا وإعزازا للعلاقة الوثيقة التى تربط بين الشعبين المصرى والكويتى، واحتراماً لمواقف دولة الكويت الراسخة فى دعم مصر وشعبها، فقد آثرت أن تؤكد مجددا على موقفها تجاه دولة الكويت وأشقائها من دول الخليج المعروفة بدعمها لمصر واحترامها لإرادة شعبها.

حميمية

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية  الكويتى السفير خالد الجارالله، أن العلاقات الكويتية المصرية حميمية ومتميزة وراسخة.  وأعرب الجارالله عن أسفه من أن تكون هناك إساءة للعلاقات، مثمنا فى الوقت نفسه عاليا الرد المصرى، والبيان الذى صدر من وزارة الخارجية حيال مثل هذه المغالطات والافتراءات والدس فى العلاقة الكويتية المصرية المتميزة.

وشدد على أن العلاقات الكويتية المصرية حميمية ومتميزة وراسخة وتاريخية ولن تنال منها أى محاولات رخيصة.

وقد شكلت العلاقات الكويتية - المصرية طوال العقود العشرة الماضية نموذجا متميزا ورائدا للعلاقات التى يجب أن تجمع بين الدول العربية فى جميع الظروف باعتبارها ضمانة الأمن والاستقرار فى تلك الدول وصمام الأمان لشعوبها.

تنامٍ

وتشهد العلاقات بين البلدين تناميا ملحوظا فى مختلف المجالات، وطوال تلك العقود شهدت العلاقات الكويتية - المصرية محطات مهمة ستبقى محفورة فى سجل التاريخ وذاكرة الشعبين لعل أسماها مكانة وأغلاها ذكرى اختلاط دماء الشهداء من الشعبين الشقيقين فى عدد من الحروب التى شهدها البلدان، وبصورة خاصة حربا عامى 1967 و1973 وحرب تحرير الكويت عام 1991. والمستطلع لتلك المحطات التاريخية سيجد ان دولة الكويت قيادة وحكومة وشعبا لطالما أعلنت حرصها على تعزيز علاقاتها مع مصر، وتدعيم تلك العلاقات حفاظا على الأخوة التى تربط البلدين الشقيقين والمصالح المشتركة التى تجمعهما.

تاريخ

ويذكر التاريخ أن العلاقات بين مصر والكويت بدأت مع منتصف القرن التاسع عشر على المستوى الشعبى، قبل أن تبدأ على المستوى الرسمى حينما سافر طلاب العلم الكويتيون للدراسة فى الازهر الشريف والجامعات الأخرى، وانخرطوا فى الحياة المصرية ثم عادوا لنشر العلم فى الكويت، ومنهم الشيخ محمد الفارسى والشيخ مساعد العازمى. وفى عام 1942 بدأت العلاقات الثقافية بين البلدين بشكل رسمى متمثلة بالبعثة التعليمية الكويتية لمصر بالاتفاق بين وزير المعارف المصرى حينذاك الدكتور طه حسين ورئيس مجلس المعارف الكويتى الشيخ عبدالله الجابر الصباح، وكانت أول بعثة للطالبات الكويتيات عام 1956 فيما شهد عام 1959 افتتاح بيت الكويت بالقاهرة بحضور الرئيس جمال عبدالناصر. وعلى الصعيد العسكرى، عارضت دولة الكويت العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956 واهتمت القيادة الكويتية بدفع تبرعات الى القيادة المصرية.

مشاركة ثنائية

وقد شاركت دولة الكويت فى حربى 67 و73. وفى عام 1990 كانت العلاقات الكويتية - المصرية على موعد جديد حين أعلنت مصر رفضها غزو صدام حسين للكويت ووقوفها الى جانب الحق الكويتى، بل ودفاعها كشريك فى حرب تحرير الكويت. وعلى الصعيد السياسى كانت الكويت فى مقدمة الدول العربية التى سارعت الى تأييد التطورات السياسية فى مصر فى اعقاب ثورة 30 يونيو ودعمت الخطوات الايجابية لإرادة الشعب المصرى، حين أصدرت الحكومة الكويتية بيانا اكدت فيه ذلك فضلا عن دعمها الحكومة المصرية من اجل ترسيخ دعائم الديمقراطية والاستمرار فى خريطة الطريق التى رسمتها وفقا لبرنامج زمنى يكفل الاستقرار ويحفظ لمصر أمنها.

قديمة

قديمة هى العلاقات الكويتية - المصرية وتزداد متانة بمرور السنين، وستبقى دائما علامة مضيئة للتعاون والتنسيق، ووحدة المصير بين الأقطار العربية، وسيعمل الجميع معا لتعزيزها وتدعيمها حفاظا على المصالح المشتركة، والكيان العربى الواحد وتحقيقا للوفاق العربى بما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة ومحاربة الأفكار والتنظيمات المتطرفة.