رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«طارق».. روح أقوى من السرطان

مريض بالسرطان - ارشيفية
مريض بالسرطان - ارشيفية

كتب: أحمد سراج - اشراف: نادية صبحى

 

«هموت إمتى يا ماما»، سؤال كان أكثر قسوة من «السرطان نفسه».

لكن طارق صديق، البالغ من العمر 15 عاماً، هزم المرض الخبيث ومسحه من قاموس حياته، بعد أن اكتشف إصابته بورم قام الأطباء باستئصاله، وبعد إجراء التحاليل ظهر الورم من النوع الخبيث.. وروى والده مأساته لـ«الوفد» قائلاً: «كانت البداية بألم فى المعدة، وعندما اتجهنا إلى أحد الأطباء المشهورين بعلاج الأورام أخبرنا بأن السبب نزلة معوية وتناول أدوية لمدة أسبوع، تدهورت فيه حالته، وأصيب بحكة يصاحبها نزول دم من الفم، وعندما توجهنا إلى طبيب آخر طلب منى إجراء أشعة على الصدر وأخبرنى وقتها بأن لديه التهاباً رئوياً، ووصف لى أدوية أخرى استمر تعاطيها 10 أيام دون جدوى».

وأضاف: شعرت بأن الدنيا قد أغلقت أبوابها فى وجهى، وليس لدى أى سبيل لأحصل على طوق النجاة لابنى حتى كانت أيامنا التى نعيشها تشبه حالة العزاء بعد فراق عزيز تُوفى، ولكن طارق كان هو طوق النجاة لنفسه، فكان يشعر بمدى الحزن الذى نعيشه، وكان يأتى إلينا أنا ووالدته ليهون علينا، ويؤكد أن الله لن يتركه هكذا، وأن لديه أملًا فى الشفاء.

ابتسم «صديق» ابتسامة هادئة، وقال لـ«الوفد»: «مش هقول إنى كنت قوى واستقبلت مرض ابنى بشكل طبيعى، فالواقع هو أننى شعرت باليأس والاستسلام، وأن الموت يقترب من طارق، وأنتظره كل لحظة، وكانت حالتى النفسية سيئة للغاية، ومع أول جلسة علاج كيماوى كانت عيون الناس تسلم على بحزن، وتنظر إلينا بحزن، وشعرت بأننى فى كابوس، وكنت أرى الألم الذى يشعر به حينما تصل جرعة الكيماوى إلى عروقه».

ويكمل صديق: «أقنعت طارق بأن مرضه كأى مرض عادى رغم تساقط شعره، حيث إن جرعات الكيماوى كانت تصل إلى 5 ساعات حتى بدأنا نرى نتائج العلاج تظهر بوضوح، واختفى الورم بنسبة كبيرة، والآن نقوم بعمليات المتابعة فقط للتأكد من قتل المرض نهائياً».

أما منى عبدالكريم، فتروى حكايتها مع مستشفى سرطان الأطفال 57357، حينما توجهت بابنها معاذ قائلة: «حينما علمت أن ابنى مريض بسرطان الدم مكنتش عارفة أعمل إيه وأروح فين، قالوا لى أروح مستشفى 57357 مكنتش مصدقة أصلاً إن ابنى مريض بالمرض ده، ومكنتش مصدقة إنه ممكن يتعالج فى مستشفى 57 اللى كل الناس كانت بتقول عنها مستشفى بالواسطة والفلوس ومش بياخدوا غير أطفال واثقين من شفائهم، كنت بشوف إعلاناتهم، كنت بتعاطف مع الأطفال، بس كنت بقول إنهم بيتاجروا بمرض الأطفال لمصالحهم الشخصية، وجت اللحظة اللى بقيت جزء من

المستشفى بمرض ابنى، روحت المستشفى ومكنش عندى أى أمل فى قبول حالة ابنى أو حتى فى علاجه دخلت المستشفى وقاموا بإجراء كل التحاليل والإشاعات المطلوبة مطلبوش منى أى مقابل كل حاجة تتم بمهنية وسرعة كبيرة، وبإنسانية من غير حدود، طول الوقت كانت دموعى منهمرة بسبب حالة ابنى صعبة جداً، ونسبة المرض كبيرة لحسن حظى إنه كان فى مكان فاضى اتحجز فى نفس اليوم من غير ما يعرفوا أنا مين ولا غنى ولا فقير طول فترة علاج معاذ اللى بقالها أكتر من 3 سنين عشت حكايات كتير أوى اكتشفت إن مفيش واسطة، اكتشفت إن مفيش محسوبية، والدليل موجود جواها فى وجوه كل أب وأم أكتر ناس بتتعالج فيها ناس بسيطة جداً معاهمش حتى حق المواصلات اللى ممكن يجوا بيها يعالجوا ولادهم هيجيبوا واسطة منين، أنا شوفت الفقر بأبشع صوره جواها، شوفت الألم والوجع والدموع جوه عين كل أب وأم، عمرى ما حسيت بإنسانيتى غير فيها، كل الأحاسيس الحلوة الأمل والحب والإنسانية والحياة لقيتها جواها، رغم الألم اللى بنعيشوا بسبب مرضه».

وأضافت «منى»: العلاج الأهم أن عدد الأطفال الذين يعالجون فيها كثير، وحالات جديدة تضاف كل يوم بأعداد رهيبة، أطفال بتتعالج فعلاً، وأطفال شُفيت وتأتى للمتابعة، وآخرون مناعتهم ضعيفة، ويأتون ليعالجوا غير حالات الطوارئ الرهيبة. يومياً عدد أطفال كل يوم موجودة فى المستشفى فوق أى تخيل ليس كما يقال 300 طفل فقط، العدد ممكن يكون 10 أضعاف الرقم ده كل مكان فى المستشفى يُستغل لعلاج الأطفال «حتى لما بتقابلنا مشكلة بنقدر نوصل لأعلى إدارة فى المستشفى بكل سهولة»، وبدورهم يقدمون الحلول برحابة وسعة صدر.