رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الأمل.. يداوي الألم

بوابة الوفد الإلكترونية

«فيها حاجة حلوة حاجة حلوة بينا.. حاجة كل ما دا تزيد زيادة فيها إن.. فيها نية صافية فيها حاجة دافية.. حاجة بتخليك تتبت فيها سنة سنة».. عبرت تلك الكلمات للشاعر أيمن بهجت قمر عن المجتمع المصرى الذى بالرغم من كل ما يحمله من تناقضات وسلبيات، إلا أنه ما زال هناك ما يجعلنا نشعر فيه بالدفء والأمل الذى نراه فى عيون البعض منا فيعطينا الإحساس بالتفاؤل.. ونحن نعرض هنا بعض النماذج المضيئة التى أعطت للحياة طابعاً خاصاً، هؤلاء حاولوا إضفاء السعادة على من حولهم، وقاموا بتحدى كل الصعاب من أجل تحقيق أحلامهم.

ومع بدء العد التنازلى لعام 2017 بكل الأحداث المؤلمة والمرة.. يبقى الخير فى مصر.. إلى يوم الدين.

تحت شعار يستحقون الحياة

دار «بسمة» تؤوى المشردين وتوفر لهم الحياة الكريمة

 

محمود درج – مؤسس دار بسمة لإيواء المشردين بمحافظة الشرقية - طالب فى كلية الهندسة قرر هو ومجموعة الشباب بلغ عددهم 150 متطوعا عمل مبادرة من نوع خاص من خلال تبرعات الأهالى فأنشأوا داراً لإيواء المشردين ونقلهم من الشوارع للإقامة بالدار مع توفير أوجه الرعاية لهم.. وتحمل الدار شعار» يستحقون الحياة».. وقد بدأ الأمر عندما كان «محمود» يسير فى الشارع، فوجد شخصا نائما أسفل الكوبرى بشعر طويل وذقن طويلة فتحدث معه وحاول مساعدته فاكتشف أنه مريض نفسيا وقام «محمود» بتنظيفه وحلاقة ذقنه وقص شعره وتغيير ملابسه ثم اكتشف بعدها أن هذا الشخص المشرد متغيب عن أسرته منذ 7 سنوات ثم تعرف عليه أهله وجاءوا بعد ذلك لاستعادته. ويحكى «محمود» قائلاً: قمنا فى البداية بتأجير شقة صغيرة وأخذنا جميع التراخيص اللازمة لإشهار الجمعية ثم قمنا بتأجير شقتين إحداهما للرجال والأخرى للسيدات وبعد أسبوع واحد امتلأ المكان بأكمله، فقمنا بتأجير مكان أكبر يضم 14 غرفة يسكنها 120 نزيلاً، وقد تمكنا من إنقاذ 170 حالة من الشارع ورجع منهم 40 حالة لأسرهم.. وتوفى منهم حوالى 14 كانوا مصابين بأمراض مزمنة.. باختصار أن هدف هؤلاء الشباب هو القضاء على ظاهرة التشرد فى مصر وقد نجحوا بالفعل فى تحقيق حلمهم وإنشاء الدار التى يعيش فيها هؤلاء المشردون بكرامة.

لمدة ساعة يومياً

مطعم يقدم الكبدة والشاورما مجاناً للفقراء

 

إذا دخلت ميدان المساحة بمنطقة الدقى، من الساعة الخامسة وحتى الساعة السادسة مساء ستجد زحاماً غير عادي أمام مطعم كبدة وشاورما الذى يقدم خلال تلك الساعة وجبات مجانية للفقراء. تلك المبادرة التى قام بها مجموعة من الشباب فكروا فى عمل هذا المشروع مع التركيز على أن يكون جزء منه فى إطار خيرى. وأمام المطعم كانت هناك طوابير طويلة ينتظرون دورهم من أجل الحصول على ساندوتشات الكبدة والسجق. وكان لنا لقاء محمود حسن - أحد أصحاب المطعم- قائلاً: «اخترنا هذا التوقيت من الخامسة حتى السادسة لأنه وقت خروج الموظفين وتتكون الوجبة التى نقدمها من 4 ساندوتشات كبدة أو سجق وواحد شاورمة مع طبق سلطة، وذلك حتى تكون الوجبة مشبعة...وتابع: يأتينا ما يقرب من 200 طلب خلال الساعة المجانية وبفضل هذا العمل الخيرى أصبحت لنا شهرة واسعة وزاد إقبال المواطنين على المطعم طوال اليوم. وأضاف «محمود» أن تلك الساعة المجانية هى من رأسمال المشروع ومكسبه، كما يمكننا أيضاً مساعدة الحالات الإنسانية التى تأتينا فى أوقات أخرى غير تلك الساعة المجانية.

وأضاف: أما بالنسبة لأسعار الساندوتشات فى الأوقات العادية فسعر ساندوتش الكبدة والسجق 3 جنيهات بأنواعها وسعر ساندوتش الشاورما 8 جنيهات الكايزر ويتم تقديمه مع طبق سلطة مجاناً.

ومما يلفت النظر هو أن إدارة المطعم أتاحت الفرصة لتشغيل عدد كبير من الشباب الذين لم تكن لديهم خبرة ولكنهم اكتسبوها من خلال عملهم فى المطعم.. ومن المقرر افتتاح فروع أخرى للمطعم فى أنحاء القاهرة لتحقيق مزيد من التكافل بين كل فئات المجتمع.

إيمان كريم: الكرسى المتحرك دفعنى للتفوق دراسياً وخوض انتخابات النادي

 

كانت تجلس على كرسيها المتحرك ويضىء وجهها تلك الابتسامة المشرقة التى لا تفارقها والتى تشع حيوية وإيجابية تملأ المكان كله.. إنها إيمان كريم – التى تحدت الإعاقة، فبعد الحادث الذى تعرضت له فى سن الـ14 وجدت نفسها تعيش حياتها على كرسى متحرك.. لم تفقد الأمل ولكنها تفوقت دراسياً واتجهت للعمل العام والتطوعى حتى أصبحت أستاذاً لعلم اللغة الألمانية وعضو هيئة تدريس بإحدى الجامعات الخاصة.. وقامت «إيمان» بالترشح فى انتخابات نادى الصيد المصرى فى لجنة الطفولة وبالفعل فازت نظراً أن لديها أفكاراً كثيرة من أجل تنمية شخصية الطفل نفسياً واجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً.. نفذت «إيمان» ورش عمل لإعادة تدوير المخلفات والحفاظ على البيئة، وورش عمل أخرى لتعليم الإتيكيت (آداب السلوك الصحيح) كما اهتمت أيضا بالأنشطة الفنية للأطفال وكيفية تنمية مهاراتهم وذلك من سن 12 سنة وحتى 17 سنة، فتلك الفئة العمرية على حد قولها مهمشة ومهملة.. لذا كان من الضرورى التركيز عليها. وتهتم «إيمان» بالجانب الأخلاقى والخدمى فهى على حد قولها تستكمل مسيرة زوجها الراحل العميد يسرى عبدالعزيز صاحب العلامات الواضحة فى العمل الاجتماعى. وتعد «إيمان» عضواً بارزاً فى مجلس أمناء مؤسسة الحسن لإعادة تأهيل مستخدمى الكراسى المتحركة حتى يصبحوا أعضاء فاعلين وناجحين فى المجتمع.. وتقوم بدعم ذوى الاحتياجات الخاصة فى النادى رياضياً واجتماعياً.. وقد نجحت بالفعل فى جذب الشباب والأطفال مرة أخرى الى النادى لما تتمتع

به من فكر جديد للتطوير وإصرار على بناء شخصية الطفل نفسياً واجتماعياً وثقافياً وأخلاقياً.. باختصار أن إيمان هى نموذج فريد للتحدى والتصميم على تحقيق أحلامها مهما كانت الصعاب التى تواجهها.

محمد القوصى: حققت أحلام مئات الأطفال مرضى السرطان في10 سنوات

 

أحلام الأطفال لا تتحقق إلا بما هو جديد.. بتلك الكلمات بدأ «محمد القوصى» مؤسس صفحة My dream we make dreams come true والتى يقوم فيه بتحقيق الأحلام البسيطة للأطفال مرضى السرطان...ومثل بابا نويل الذى يطوف على المنازل فى الأعياد ليقدم للأطفال الهدايا والمفاجآت‏,‏ يصعد محمد القوصى درج مستشفى معهد الأورام الجامعي‏,‏ لا يرتدى البدلة الحمراء ولا قناع الرجل ذى اللحية البيضاء ولا يحمل صندوق الهدايا‏..‏ فقط بابتسامته الودودة يطرق أبواب غرف الأطفال القابعين فى أسرتهم يواجهون ببراءتهم مرضاً قاسيا‏ًًً,‏ يطلب منهم ببساطة أن يخبروه بأحلامهم‏,‏ يذهب فيعتقدون أنه لن يعود‏,‏ وما هى إلا أيام قليلة حتى يجدونه أمام نفس الباب حاملاً معه‏..‏ الحلم‏!‏

عشر سنوات مرت, حقق خلالها «القوصى» الذى طبق فكرة حقق حلم للأطفال مرضى السرطان فى مصر مئات الأحلام البسيطة لأطفال كانوا قد اعتقدوا أن الحياة قد خلت إلا من سرير المستشفى والألم وغرف العمليات, فعاشوا أياماً من السعادة نسوا خلالها مرضهم ولو مؤقتاً.. يحكى لنا عن حكايات الأطفال وأحلامهم, عن تجربته فى العمل التطوعي, وعن أحلامه القادمة لأطفال مصر...فماذا قال:

فكرة تحقيق الأحلام للأطفال المرضى ليست فكرتى لكنها معروفة عالمياً, وفى أمريكا مؤسسة كبيرة تعمل على تحقيق الأحلام وعندما استهوتنى الفكرة وقررت تطبيقها فى مصر خاطبت تلك المؤسسة العالمية التى عرفت أنها تنفذ الفكرة فى بعض دول العالم وليس فى أمريكا فقط, وذلك حتى أستفيد بخبراتهم ولا أبدأ من نقطة الصفر, لكنهم أجابونى بأن مصر ليست على خارطتهم القريبة!

والفكرة ببساطة كما نفذتها هى أن أختار عشوائيا طفلا مريضا بالسرطان فأطرق باب غرفته فى المستشفى وأحكى له قصة علاء الدين والمصباح السحرى ثم أقول له تخيل لو ظهر لك المارد الذى يحقق الأحلام فبماذا ستأمره؟ بعد ذلك أعمل على تحقيق حلمه وأعود إليه به فى أقرب وقت!

ويقول القوصى: فى البداية حاول البعض إحباطى وتذكيرى بأننى سأحتاج إلى مبالغ طائلة لكن إيمانى بالفكرة ورغبتى فى إضافة لحظات من السعادة لهؤلاء الأطفال الذين تقلصت حياتهم إلى جدران المستشفى جعلنى أبدأ وأنا متفائل وواثق من نجاح الفكرة فتوجهت بها إلى معهد الأورام الذى احتضن الفكرة وقدم لى كل التسهيلات لتنفيذها على الفور.

وأضاف القوصى: كنت قبل كل شيء أشرح للأطفال أن الشفاء ليس من ضمن الأحلام التى أستطيع تحقيقها لهم لأنه بيد الله, فيما عدا هذا كانت أحلامهم غاية فى البساطة بل أبسط مما قد يتخيل إنسان, وذلك شىء متوقع جدا لأنهم جميعا أتوا من بيئات بسيطة وأحلامهم بسيطة وكنت قد أدركت ذلك مسبقا من خلال عملى معهم فى المشروعات السابقة.. كانت الأحلام تبدأ من مجرد الحصول على دمية تتكلم, وتنتهى بالحصول على دراجة أو تليفون محمول أو كمبيوتر أو لقاء أحد المشاهير.

وأكد «القوصى» أن المعهد القومى للأورام يتعاون معه طوال تلك السنوات لتحقيق أحلام الأطفال وبالتحديد فى جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان.. حيث تجد العديد من الأحلام البسيطة وهى عبارة عن دراجات وألعاب تنتظر أصحابها عندما ياتون لتلقى العلاج فى المعهد.. وتتلقى الجمعية كل أنواع المساعدات لتحقيق حلم الأطفال مع التواصل مع جهات معينة للتبرع وكل ما تتمناه الجمعية هو أن يتحقق أحلام جميع الأطفال المرضى.