رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإرهاب يستبيح حرمة المساجد ويستحل دماء المصلين

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ 219 عاماً، وبالتحديد فى 20 أكتوبر 1798، اندلعت وتيرة أحداث ثورة القاهرة الأولى ضد الحملة الفرنسية، التى قدمت على مصر فى يوليو من نفس العام، فعندما سمع المصريون بهزيمة الفرنسيين أمام أسوار عكا وقدوم أسطول العثمانيين إلى أبى قير، استجمعوا قوتهم وثاروا على المحتل، أى بعد حوالى 4 أشهر من قدومه، فما كان من نابليون إلا أن سعى لإخماد الثورة، حيث نصب مدافعه فوق مآذن جامع السلطان حسن، وانهالت القنابل منه ومن القلعة على الجامع الأزهر، مبعث الثورة، وكل ما يحيطه من بيوت وحوانيت، وقبل وقف الضرب، أرسل نابليون جنوده إلى الأزهر، فدخلوا الجامع بخيولهم عنوة وربطوها بصحنه وكسروا القناديل وحطموا خزائن الكتب ونهبوا ما وجدوه من متاع، وكان هذا الحادث هو أول اعتداء على مسجد فى تاريخ مصر الحديث.

لم يكن أحد يتخيل أن هذا المسلك المفرط فى العدوان والاستهانة بالمقدسات الإسلامية سيتكرر ممن يزعمون انتماءهم لهذا الدين الحنيف بل -وللسخرية- من أجل إقامة شرعه.

منذ انتهاء حقبة حكم جماعة الإخوان فى 2013، شهدت مصر أول مظاهر الاستهانة بالمقدسات الإسلامية والمساجد ردًا على إقصائهم عن الحكم، وذلك عندما حاصروا مسجد الفتح واستخدموا مسجد رابعة العدوية فى تخزين الأسلحة التى كانوا يعتزمون ترويع الآمنين بها.

وتوالت بعد ذلك الاعتداءات على بيوت الرحمن، حيث تعرض عدد من المساجد لعمليات تفجير من جانب خلايا تابعة لهذه الجماعة الإرهابية، ففى 2016 تم تفجير مسجد بمنطقة العريش، بزرع عبوات ناسفة حوله، لكن المسجد كان مهجورًا والمنطقة خالية من المارة حينها، ما أدى إلى مرور الحادث دون خسائر فى الأرواح، كما سبق أن تعرض عاملين فيه للتهديد بالقتل.

أيضاً، استهدف تنظيم داعش الإرهابى أضرحة الطرق الصوفية عام 2013، إذ فجّر ضريح الشيخ سليم أبوجرير بقرية مزار، وضريح الشيخ حميد بمنطقة المغارة وسط سيناء، وفى نوفمبر 2016 أعلن التنظيم ذبح الشيخ سليمان أبوحراز، أكبر مشايخ الطرق الصوفية فى سيناء، بدعوى التكهن، وادعاء معرفة الغيب.

لكن تفجير مسجد الروضة الذى وقع الجمعة الماضية بمدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، أدى إلى استشهاد 235 شخصًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، وهو التفجير الأكبر

الذى يستهدف مسجد ويوقع هذا العدد من المدنيين فى مصر والعالم، واستخدمت فيه عبوات ناسفة زرعها الإرهابيون خارج المسجد، كما هاجموا المصلين بالأسلحة الثقيلة والآلية.

وبالرغم من أن ثمة عمليات إرهابية جرت فى مساجد عدة حول العالم، فإنها تختلف عن هذا الحادث بحجم الخسائر الكبيرة التى تسبب فيها تفجير مسجد الروضة، فحادث تفجير مصلين فى مسجد فى صلاة الفجر فى مدينة موبى جنوب شرق نيجيريا الذى وقع قبل عدة أيام، أسفر عن مصرع 50 قتيلاً.

أما تفجير مسجد الإمام الصادق فى حى الصوابر فى الكويت فى 26 يونية 2015 أثناء أداء صلاة الجمعة، فقد أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً، وجرح 227.

وأسفر تفجير مسجد قوات الطوارئ فى مدينة أبها جنوب السعودية يوم 6 أغسطس 2015 أثناء أداء صلاة الظهر بالمسجد عن مقتل 15 شخصاً.

كما قتل 23 شخصًا فى تفجير انتحارى استهدف مسجدًا خلال صلاة الجمعة شمال غربى باكستان فى سبتمبر 2016.

وقتل أكثر من 60 شخصًا فى تفجير استهدف مسجداً، حين كان المئات من الشيعة يؤدون صلاة الجمعة فى بلدة شيكاربور بولاية السند فى باكستان منذ نحو عامين.

ويغلب على هذه التفجيرات أنها كانت دائمًا فى إطار اختلاف مذهبى، كالمساجد التى فجرها تنظيم داعش (الذى ينسب نفسه إلى المذهب السنى) فى مساجد للشيعة فى الكويت والعراق وصنعاء وباكستان، بعكس استهداف داعش نفسه لمسجد سنى يصلى به مسلمون سنة.