رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تلميذ صنايع والبخت ضايع

بوابة الوفد الإلكترونية

بين الأمل وخيبة الرجاء يعيش طلاب التعليم الفنى فى رحلة البحث عن وظيفة أو فرصة مؤقتة لمواجهة أعباء الحياة، والسبب ببساطة أن غالبيتهم تخرج ولم يحمل سوى اسم المؤهل فقط فى غياب التدريب وقلة الخبرة داخل العديد من المدارس.

التعليم الفنى الذى أنشئ بهدف مد سوق العمل بالكفاءات المدربة ذات الخبرة، خرج عن مضمونه وجدواه وأصبح مفرخاً للبطالة وعبئاً على الدولة.

التعليم الفنى فى مصر أصابه الضعف فى جوانب عدة ليس فقط فى الإمكانيات والمخصصات المالية الخاصة بالتعليم الحكومى، ولكن أيضاً فى منتجه الأساسى وهو الطالب والمعلم الذى يقع على عاتقه مسئولية بناء وتكوين شخصية الطلاب، ومن ثم زادت حالة السوء التى تعانيها المدارس الفنية من ضعف تأهيل بعض المعلمين، وتكدس الفصول، وفشلت الإدارات التعليمية فى تطبيق جودة النظام التعليمى المطلوب كما ينبغى.. كل ذلك يقف عائقاً كبيراً فى تقديم مستوى تعليمى متميز يحقق ما ننشده من تخريج جيل مؤسس مهنياً وتقدم منظومة التعليم فى مصر.

٢ مليون طالب ٥٠٪ منهم فى التعليم الصناعي، و١٩٪ فى التعليم التجاري، و٣١٪ فى التعليم الزراعي، كما تبلغ عدد مدارس التعليم الفنى ٢٠٠٠ مدرسة على مستوى الجمهورية، إضافة إلى ٦٠٠ مركز تأهيلى موزعة على ٢٧ محافظة، ويبلغ عدد مدارس التعليم الصناعى ٩٤٧ مدرسة بمحافظات مصر المختلفة، منها ٧٥٠ مدرسة بالمدن، و١٩٧ مدرسة بالريف، فيما يبلغ إجمالى الفصول ٢٤ ألفاً و٤٨٢ فصلاً بالمدن، و٤ آلاف و٥٠١ فصل بالريف، وبلغ إجمالى الملتحقين بالتعليم الصناعى ٨٥٦١٢٦ طالباً.

«الوفد» التقت طلاب التعليم الفنى لنقل مشكلاتهم ومعرفة مدى استعدادهم وتأهيلهم للالتحاق بسوق العمل.

كشف يوسف عبدالرحمن، فى الصف الثانى الصناعى بالتعليم الفنى، أن التعليم المتوسط يخرج طلاباً عبئاً على مصر فمن يدخل التعليم الفنى فى الغالب يدخله لحصوله على مجموع منخفض فى الإعدادية ولا يرتبط بالشخص المبتكر، وإنما مرتبط بالفقراء لأن أولاد الغلابة المتعلمين فى مدارس حكومية فى الغالب هم طلاب مدارس الصنايع، الذين لا تمكنهم قدراتهم المالية المحدودة من الالتحاق بالمدارس الخاصة. وقال إن المدارس لا يوجد بها تعليم، مضيفاً: «كنت فى إحدى المدارس الصناعية بمنشية نصر توجد معدات بها ولكنها موجودة بالمخازن ولا تخرج وانتقلت بعدها لمدرسة بمصر القديمة المدرسون يستغلون الطلاب من أجل الدروس الخصوصية ويتم تهديدنا بدرجات أعمال السنة، أو يتم الاتفاق مع المدرسين على الغياب للعمل فى الورش وفى نهاية العام ندفع المبلغ المطلوب من أجل النجاح».

ويشرح على محسن، طالب بمدرسة مبارك كول، أبعاد المشكلة قائلاً: «التعليم على غير المتوقع قبل دخولنا المدرسة الصناعية كان يقال لنا سنتعلم فى شركات عالمية مثل تيوتا ومرسيدس وغيرهما، ولكننا فوجئنا بأننا نتعلم فى ورش خاصة مملوكة لأشخاص عاديين.. بمعنى آخر أن الواحد كان وفر فلوسه وراح اتعلم فى الورشة مباشرة، دا غير أن الشغل الذى يتقاضى عليه العامل 1000 جنيه نتقاضى عليه 100 جنيه.. يا بلاش ولو افترضنا ذهبنا للتدريب فى مصنع بيكون علشان نجمع الزبالة من المصنع وتنظيف الأرضيات».

ونوه حسن عبدالمجيد، طالب بمدرسة أحمد ماهر الثانوية، إلى أن مشكلات التعليم الفنى الحقيقية هى قلة احتكاك الطلاب بالمعدات الجديدة الموجودة بالورش الملحقة بتلك المدارس لتدريب الطلاب عليها فى مختلف تخصصات التعليم الصناعى، وما يتم هو التعليم النظرى فقط».

وأشار حسن إلى أن «بعض المدارس تقوم بتعليم طلابها كمدارس التعليم الكهربائى، حيث يتم تنفيذ الدروس عملياً، أما التخصصات الأخرى كالتعليم على آلات الخراطة، نضطر إلى الذهاب إلى بعض الورش لنتعلم المهنة التى سنعتمد عليها بعد التخرج».

أحد مدرسى التعليم الفنى -رفض ذكر اسمه- أكد أنه على

الرغم من إعلان الوزارة عن تطوير مناهج التعليم الفنى، إلا أنها ما زالت خالية من أى معايير علمية ولا تتناسب مع الثورة الصناعية الهائلة التى نعيشها».

 

وجه آخر

على عكس ما يحدث داخل بعض مدارس التعليم الفنى، التقينا بعدد من طلاب مدرسة «الجيزة الكهربية»، حيث أشار الكثير من الطلاب إلى أنهم يتلقون التعليم الفنى بكل بساطة، حيث يقومون بإجراء تدريبات عملية على الكهرباء والنقاشة والمحارة.

«محمد أحمد» طالب بالصف الثانى قسم تكييف وتبريد، أكد أنهم يتدربون عملياً على المعدات وأن المدرسة تتابع الطالب داخل المدرسة وخارجها، حتى إن بعض المدرسين يسندون بعض الأعمال للطلاب المتفوقين نظير أجر مناسب.

معاناة أخرى تنتظر مصطفى محمود بعد التخرج، حيث أكد أن سوق العمل بالنسبة لخريجى التعليم الفنى سيئ، حيث أن معظم الخريجين لا يجدون عملاً بالشركات الكبرى وليس أمامهم طريق إلا العمل الخاص، وهو أمر فى غاية الصعوبة أو اللجوء إلى أحد المقاولين للعمل لديه، وهنا نكون أمام معادلة أخرى وهى الطرد من العمل فى أى وقت.

أكد ثروت فايق مدير عام بالتربية والتعليم أن سر فشل التعليم الصناعى هو رأس المال، فهم يهتمون بفئة معينة من الطلبة الذين يعملون فى الورش لأنهم يأتون بعائد مادى لهم فى نهاية العام، أما الطلبة البعيدون عن العمل بالورش فهم المظلومون إلى جانب عدم الانضباط الأمنى داخل المدارس الذى أسفر عن انتشار المخدرات والعنف بين الطلبة، وهذا هو السبب فى أننا نرى نسبة النجاح فى المدارس الصناعية 100% ولا يوجد من يرسب فى أى مادة.

ويؤكد ثروت أن مساحة المدارس كبيرة مما يجعل السيطرة على الطلاب بها صعباً فنجد الفصول مهجورة، أما المناهج التعليمية الموجودة غير مرتبطة بالبيئة المحيطة، أما مدرسو الورش فهم غير مؤهلين لتعليم الطلبة رغم وجود منح كثيرة تأتى من الخارج لتدريب المعلمين، ولكن فى النهاية المحصلة صفر.. أما الجانب التربوى لديهم غير موجود وهو أهم عوامل فشل الطلبة عملياً.

ويرى ثروت، أهمية وجود تدريب أسبوعى للطلاب، حيث كان يتم الاتفاق مع أصحاب المصانع والشركات بالتنسيق مع المدارس فى الماضى وكان هناك اهتمام بالجانب العملى، فطلاب الثانوى التجارى على سبيل المثال كان يتم تدريبهم بالبنوك وبهيئة التأمينات، وطلاب الثانوى الصناعى أقسام النجارة يتم تدريبهم بمصانع الأثاث المنزلى.

 

 

إقرأ ايضاً......

 

 

«سبوبة» تطوير التعليم الفنى
مصر تلقت 252 مليون دولار فى 14 عاماً لتخريج «عاطلين»