رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الخلع عقاب الزوج المرتشي

بوابة الوفد الإلكترونية

الحرام بياخد الحلال ممكن نعيش أيام كئيبة وقاسية بسبب الفلوس الحرام.. لن أستطيع إطعام أبنائى من أموال أبيهم. طلبت منه كثيراً الابتعاد عن هذا الطريق، لكنه أبى، فقررت الفرار بأولادى من هذا الزوج الذى أعمته شهوة الكسب غير المشروع.

بهذه الكلمات، بدأت الزوجة كلماتها الحزينة مستكملة كلامها قائلة: بالرغم من أننى تزوجت زوجى بطريقة الصالونات، فإننى عشقته بسبب دماثة خلقه وطيبة قلبه ونقاء روحه.. كان مثالاً للشاب الطيب المجتهد البار بأسرته وأهله.. الحق يقال عندما سأل والدى عنه عندما تقدم لطلب يدى فوجئ بسيل من الشكر فى أخلاقه.. بدون أن أشعر وقعت فى حبه.. تمنيت الزواج به.

بعد عامين من الخطوبة، تم الزفاف فى حفل خيالى لا يمكن أن يسقط من مخيلتى.. عشت مع زوجى الحنون أجمل أيام حياتى، ولأن الله أراد أن يتمم نعمته علىّ، رزقنى الله بالبنين والبنات...

وبسبب صعوبة الحياة طلبت من زوجى السماح لى بأن أنزل إلى مجال العمل، خاصة أن أبنائى وصلوا إلى سن مناسبة ليتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم.. لكنه رفض وطلب منى تحمل الظروف الصعبة التى نعيشها.

وقرر هو البحث عن فرصة عمل أخرى وبدأ فى البحث عنها وبالفعل بعد عدة أشهر اتصلت به إحدى الشركات التى قام بتقديم أوراقه لها لشغل إحدى الوظائف بها طار زوجى من الفرح وشعر بأن الله استجاب لدعائنا بفتح باب رزق جديد له.. قرر زوجى العمل ليل نهار ليتمكن من توفير احتياجات أسرتنا الصغيرة..

وخلال أشهر قليلة، تمكن زوجى من تسديد جميع ديونه وبدأت أحوالنا المالية فى الاستقرار شعرت بالسعادة وبدأت أفكر فى كيفية تدبير نفقاتى حتى أدخر بعض الأموال البسيطة لمستقبل أولادى.

لا أنكر أننى عشت مع زوجى فى سعادة، خاصة أننى قررت أن أكمل حياتى فى استقرار مادى وهدوء نفسى.. لكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن كعادتها، ففى أحد الأيام تلقيت اتصالاً من مجهول رفض أن يفصح عن هويته أكد لى أن زوجى يتلقى رشاوى مالية مقابل إنهاء بعض الأعمال غير المشروعة. لم أصدق نفسى من هول الصدمة انتظرت عودته من عمله واجهته بالمعلومات الواقعة تحت يدى، لكنه أنكر واتهمنى بالجنون، وحاول أن يبرر ما حدث بأن زملاءه يشعرون بالحقد والكراهية تجاهه. لم أقتنع بكلامه ولم أصدق ما قاله لى، حاولت أن أعيده إلى رشده، كان يرفض الاستماع لى.. بين ليلة وضحاها كرهت حياتى معه

وتمنيت أن أحصل على الطلاق منه حتى أتمكن من الفرار بأولادى من جحيم أمواله الحرام، لكنه رفض أن يمنحنى حريتى، فقررت رفع دعوى خلع عليه.

وقفت الزوجة أمام القاضى تروى له مأساتها: حاولت سيدى أن أصدق كلام زوجى وأن من وشى به كاذب ومجرد ادعاءات وأحقاد بين زملاء العمل، ولكننى تساءلت من أين كل هذه الأموال وكيف استطاع زوجى فى هذه الشهور القليلة أن يسدد ديونه ونعيش فى هذا الرغد من العيش وبدأت أدخر مبالغ كبيرة.

حاولت مع زوجى أن يجيب عن تساؤلاتى وأن يريح قلبى وضميرى حتى أطمئن على حياتى وحياة أولادى من لعنة المال الحرام، ولكنه كان يتهرب منى ولم تكن لديه إجابة سوى أن من أبلغنى كاذب وأن زملاءه يرغبون فى هدم حياته، حاولت مرات ومرات أن أصل إلى الحقيقة وطلبت منه بأن يأتى بمفردات راتبه من الشركة كى أطمئن على ما يجلبه لى من أموال، ولكن كل محاولاتى باءت بالفشل، وفشل هو فى إثبات براءته.. ووصلت إلى هنا أمامك سيدى، رفض الطلاق بالحسنى وأنا رفضت استكمال حياتى معه وإطعام أولادى بأموال مشكوك فى مصدرها «مال حرام» وأمام كل ذلك كان لا بد علىّ أن أحافظ على أولادى وأنفذ تعاليم دينى وأبتعد عنه لأنه يرفض كل محاولاتى بإثبات براءتى أو الطلاق، فكان باب الخلع هو الباب الوحيد الذى بقى مفتوحًا أمامى وها هى أوراقى بين يديك سيدى وكالعادة هذه الأسباب أيضًا تنال من حقوق الله. فالرشوة من المحرمات.. فأنا أيضًا سيدى أخاف ألا أقيم حدود الله، ولكن بطريقة أخرى.