رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أبطال المهمات الصعبة..معركة جبل المر نموذجًا

أرشيفية
أرشيفية

كانت معركة جبل المر مقالاً حياً وشاهداً على ما قام به المقاتل المصرى فى وجه التحدى لأحدث الأسلحة، فقد أذاقت العدو مرارة الهزيمة، فجبل المر معروف للمدنيين والعسكريين على حد سواء فى قطاع السويس، فالجبل ومدفعياته كان مصدراً ملازماً لكل اشتباك عانت منه مدينه السويس حتى قامت حرب رمضان المجيدة وتمكنت إحدى وحدات الفرقة التاسعة عشر المشاة والتى تعمل فى النسق الثانى للفرقة من أن تطور الهجوم فى عمق العدو وتستولى على جبل المر واضطر العدو للانسحاب تحت ضغط قواتنا فى فوضى وارتباك تاركاً عدة وعتاداً يستعرضها المواطنون حالياً فى المتحف الحربى شاهدة على عظمة وقدرات المقاتل المصرى الباسل.

ولموقع جبل المر أهمية كبيرة: يعتبر جبل المر هيئة حاكمة مسيطرة تقع شرق قناة السويس بحوالى 13 كم وجنوب الطريق الرئيسى (الشط/متلا) وبذلك فإنه يتحكم فى جميع طرق الاقتراب الموجودة بهذه المنطقة غرباً وشرقاً والتى من أهمها وادى مبعوق – وادى المر – الطريق الطولى – الطريق العرضى.

يبلغ ارتفاع الجبل 117 متراً وطوله حوالى 8 كيلو مترات ويعتبر من الموانى الطبيعية حيث تحيط به الغرود الرملية التى يتراوح عمقها من 1-2 كم من جميع الاتجاهات، نتيجة لسهولة المراقبة من أعلى الجبل لمعظم تحركاتنا أمكن العدو الحصول على معلومات عن قواتنا.

بالنسبة لقوات العدو التى كانت تحتل الموقع: 2 سرية دبابات، سرية مشاة ميكانيكية، 2 سرية مقذوفات موجهة مضادة للدبابات، بطارية مدفعية 25 رطل، كتيبة مدفعية 155 مم ذاتية الحركة.

أما عن قواتنا: الوحدات الفرعية للواء الثانى المشاة الميكانيكى، وكانت مهمته استكمال إنشاء رأس كوبرى الفرقة شرق القناة بالاستيلاء على منطقة جبل المر بعد أن تتم وحدات النسق الأول للفرقة الاستيلاء على النقط القوية للعدو شرق القناة وتم تجميعه خلال ليلة 4/5 أكتوبر على الموقع الثانى عبر قناة السويس اعتباراً من يوم 6 أكتوبر سعت 1600.

وتمكنت الكتيبة السادسة المشاة الميكانيكى صباح يوم 7 أكتوبر من صد هجوم مضاد للعدو وقع عليها بقوة سرية دبابات.

أما الكتيبة الخامسة المشاة الميكانيكى فقد كلفت صباح 8 أكتوبر بسد الثغرة بين لوائى النسق الأول للفرقة وفى الساعة 0745 يوم 9 أكتوبر خصص قائد الفرقة المهمة إلى قائد اللواء بتطير الهجوم والاستيلاء على جبل المر والتعزيز عليه وكانت فكرة قرار قائد اللواء للهجوم تتلخص فى الكتيبتين 6 مشاة ميكانيكى والكتيبة 5 مشاة ميكانيكى، أما السرية من الكتيبة 22 فتعمل كاحتياطى للواء وفى حوالى الساعة 0830 صباح يوم 9 أكتوبر قصفت مدفعيتنا موقع جبل المر، حيث قامت مدفعية اللواء الثانى المخصص للهجوم بالاشتراك مع بعض وحدات مدفعية الفرقة 19 مشاة بتدمير العدو بالنيران، تمكنت القواذف الفردية المضادة للطائرات

والمحمولة على الأكتاف من إسقاط طائرة «سكاى هوك» وأسر طيارها

وفى الساعة 0945 اشتبكت كتيبة الدبابات مع الدبابات المخندقة والمقذوفات المضادة للدبابات للعدو ونجح العدو خلال الاشتباك فى تدمير عدد كبير من دبابات الكتبية وركز العدو وقصفه النيرانى على مركز القيادة المتقدم للواء بعد اكتشافه له، فأمر قائد اللواء بانتشار المركز والتقدم بعربات منفردة.

لتحقيق الاتصال بالهدف فى موقع جبل المر دارت معارك على مستوى السرايا محاولة اقتحام الجبل فاستخدمت الكتيبة السادسة الأرض والساتر بمهارة التغلب على نيران العدو، أما الكتيبة الخامسة اليسار نجحت فى الاستيلاء على الميول الغربية لقمم سلسلة التباب الشمالية لجبل المر.

كان لنجاح الكتيبة الخامسة فى تحقيق مهمتها الفضل فى تمكين الكتيبة السادسة من اقتحام الجبل فى مواجهتها واستطاعت الاستيلاء على نقطة المثلثات 117 وهى أعلى نقطة فى الجبل.

وفى تمام الساعة 1230 استطاع اللواء أن يسيطر تماماً على جبل المر فتم دفع السرية المشاة واستولت على القطاع المتوسط من الجبل واستمر الافراد فى تحسين مواقعهم وإقامة التجهيزات الهندسية ورصد الألغام فى الاتجاهات الهامة.

لقد كان الاستيلاء على جبل المر الأثر الحاسم فى نجاح معركة رأس كوبرى الفرقة 19 من خلال السيطرة على جبل المر حرمت العدو من استخدام مرابض مدفعيته ضد قوات الفرقة، أصبحت أجناب العدو وتحركاته معرضة لنيران كثيفة من قواتنا المحتلة جبل المر، حرمان العدو من معاودة القيام بهجمات مضادة على باقى قطاع رأس كوبرى الفرقة البحرية.

تم حرمان العدو من استخدام الطائرات الهليوكبتر فى أعمال الاستطلاع.

ترك العديد من الخسائر بميدان المعركة: 3 طائرات مقاتلة، 10 دبابات، عربة نصف جنزير، مدفع 155 مم ذاتى الحركة صالح للعمل، مدفع 25 رطلاً صالحاً للعمل، عربة مقذوفات موجهة س س 11، عشرات القتلى والأسرى، معسكر كامل مزود بجميع وسائل الإعاشة.