رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأسرة المصرية في بداية عام دراسي جديد

بوابة الوفد الإلكترونية

جرس الحصة الأولى «ضرب»

< مذبحة="" الدروس="" الخصوصية="" «عرض="" مستمر»="" وإنفاق="" 30="" مليار="" جنيه="" كل="">

< الكتب="" الخارجية="" «شر="" لا="" بد="" منه»="" رغم="" زيادة="" أسعارها="">

< وساندوتش="" المدرسة="" يهزم="" شطارة="">

دق جرس طابور الصباح.. وفتحت المدارس أبوابها.. لتبدأ من جديد معركة الأسرة المصرية مع تكاليف عام دراسى تضرب ميزانية أى بيت فى مقتل.. ليستقطع الآباء من طعامهم وشرابهم وكسوتهم نفقات التعليم ما بين مصاريف مدارس وكتب خارجية وطوفان دروس خصوصية يترك جيوب رب البيت خاوية وكأنه «اشهار افلاس» لمواجهة انفاق إجبارى على كل مستلزمات العملية التعليمية التى أصبحت «مدفوعة الأجر مقدماً».

قضية ميزانية الدراسة التى توحشت وظهر لها أنياب ومخالب أصبحت أهم معركة، وأخطر تحدٍ يواجه كل أسرة مصرية على اختلاف مستواها الاقتصادى فالجميع أمام أزمة، الفقير المعدم كالموظف محدود الدخل والأرزقى الذى يكسب رزق يوم بيوم يتفاوت حجم الشعور بالمأساة لكن الجميع فى الهم واحد.. حتى من يلحقون أبناءهم بالتعليم الخاص.. أصبحوا من الشاكين المتعثرين.

لا يخلو بيت مصرى الآن من «التوهان» فى معركة أضاعت على الجميع فرحة انتقال الأبناء لسنة دراسية جديدة وباتت الأمهات مهمومات حتى بتدبير «ساندوتش المدرسة»!!

تحديات عديدة تواجه الأسرة المصرية مع بداية العام الدراسى الجديد، دروس خصوصية «اجبارية» ثمن الحصة الواحدة يصل لـ500 جنيه فى بعض المناطق وتستهدف جودة العملية التعليمية داخل المدارس.

كتب خارجية تنافس كتب الوزارة وتفوقها فى السعر وتكوى جيوب أولياء الأمور، وتصبح بديلاً عن الكتب المدرسية، فيعتمد عليها الملايين من الطلاب لاستذكار دروسهم بعدما أصبحت الحصص المدرسية خالية من جودة التعليم، وأخيرًا ساندوتش المدرسة الذى أصبح همًا ثقيلاً على ميزانية الأسرة بعد ارتفاع أسعار العيش الفينو والجبن والبيض وحتى الفول والطعمية «فطور الغلابة».

تستيقظ «هيام» مبكرًا وتحضر لنجليها وزوجها وجبة الإفطار فى عجالة، تعد بعض الساندوتشات وتضعها فى شنطة أبنائها، سيناريو اعتادت عليه الملايين من الأسر فى كل صباح، وبحسب كلام الأم، فإن تكلفة الأسرة فى الشهر لطالبين فى المراحل الدراسية لا تقل عن 4000 آلاف لكل واحد منهم ما بين ساندوتشات ودروس خصوصية وكتب خارجية.

حال أسرة «هيام» هو حال ملايين الأسر المصرية التى تواجه كارثة تتجدد مع بداية كل عام دراسى، وتتوالى الوزارات ويتعدد المسئولون وتبقى الأسرة فريسة للتحديات.

 

سرطان الدروس الخصوصية يفتك بالمصريين

الدروس الخصوصية.. أهم التحديات التى تواجه الأسر المصرية مع بداية العام الدراسى وتحول حياة المصريين إلى كابوس بسبب المغالاة فى النفقات فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يحياها المصريون.. ووفقًا لتصريحات الدكتور طارق شوقى وزير التعليم فإن تكلفة الدروس الخصوصية فى العام الواحد 30 مليار جنيه، مشيرًا إلى أن هذا المبلغ يعد نصف ميزانية الوزارة وإذا تم توجيه هذا المبلغ لتطوير التعليم فسوف يحصل المعلم على أعلى راتب فى الدولة معاتبًا أولياء الأمور الذين يسعون لحصول أبنائهم على درجات دون تحصيل تعليم.

ومن جانبهم، تعالت صراخات أولياء الأمور من كارثة الدروس الخصوصية مؤكدين أن سوء العملية التعليمة تسبب فى تفشى ظاهرة الدروس الخصوصية وأنها تكبدهم آلاف الجنيهات كل عام، وأشاروا إلى أن ما تتكبده الأسرة لتعليم طفلين فى المراحل التعليمية المختلفة لا يقل عن 4000 جنيه شهريًا ما بين الدروس الخصوصية والكتب الخارجية ومستلزمات الدراسة، مؤكدين أن عملية الحجز للدروس الخصوصية تبدأها الأسرة وفقًا لزكى إبراهيم أحد أولياء الأمور، الذى أوضح أن لديه 3 أبناء، اثنان منهم فى الثانوية العامة والثالث فى الاعدادية، وأن كلاً منهم يكبده فى المتوسط 900 جنيه شهريًا مما يؤثر على مستوى معيشة الاسرة ويضطره إلى الاستدانة لتدبير النفقات.

وكشفت زينب مراد، موظفة، وأم لـ 4 أبناء فى المراحل التعليمية المختلفة، عن معاناتها من كابوس الدروس الخصوصية كل عام مما يهدد مستقبل أولادها بالضياع خصوصًا مع ارتفاع نفقات المعيشة.

وتابعت: «يا ويله يا سواد ليله اللى مش بيلحق يحجز عند مدرس درجة أولى، هيفضل يلف ويدور على مدرسين أى كلام وبرضو ندفع فلوس بس بنحس انها على الفاضى، ابنى مش هيتعلم منه كويس لانه بيكبر مجموعة الحصة الواحدة لـ 15 واحد».

ووصف صفوت طاهر، صاحب محل بقالة، الدروس الخصوصية بـ «كابوس الأسرة المصرية» مبينًا أن الاسرة البسيطة تعانى من الدروس الخصوصية حتى وإن كان ابنًا واحدًا فى المرحلة الثانوية مثلى حيث لا تقل تكاليف الدروس الخصوصية عن 12 ألف جنيه فى السنة.

وبين أن ابنه يأخذ دروسًا فى جميع المواد الدراسية بهدف تحصيل نتائج مرتفعة تؤهله لإحدى كليات القمة حتى يستطيع تحقيق حلمه وحلم العائلة بأكملها، وتابع: «مبقاش فيه تعليم فى المدارس خلاص عليه العوض، كل مدرس يروح المدرسة كأنها سبوبة بيهرب منها علشان يدى دروس بره»، مشيرًا إلى أن أبناء الأسر المعدومة ضحايا مهازل العملية التعليمية لا يعطى المدرس للحصة أهميتها كما كان فى السنوات الماضية.

وأضاف: برغم أن معاناتنا من المدارس بسبب الإهمال المتزايد من عام لآخر مستمرة، ومع ذلك هناك من يحصلون من أبناء الطبقات الفقيرة على مراكز متقدمة فى نتائج الثانوية العامة مما يؤكد أنه لا يوجد مستحيل رغم الصعاب.

ومن جانبه أرجع عبد الرحمن برعى، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب، أسباب تفشى ظاهرة الدروس الخصوصية وارتفاع تكلفتها بهذا الشكل، إلى انخفاض رواتب المعلمين، فى ظل الغلاء الفاحش، مما يدفعهم إلى تحصيل أكبر قد من المال عن طريق الدروس، مؤكدًا خطورة الوضع القائم على سير العملية التعليمية من ناحية وتدمير ميزانية الأسر المصرية من ناحية أخرى.

وقال فى تصريحات خاصة لـ «الوفد»: إن «مجلس النواب بصدد مناقشة قانون التعليم الجديد، والذى سيربط المقابل المادى بالأداء للمعلم، كما يتضمن القانون عقوبات للمعلمين الذى يعطون دروس خصوصية وفى الوقت نفسه فالقانون يتضمن توفير حياة كريمة لهم».

ومنع «برعى» خطوات للحد من الدروس الخصوصية منها إصلاح طريقة الامتحان وتحسين عرض المعلمين فى الشرح داخل الفصول، موضحًا أن المناهج الدراسية ليست سيئة كما يتصور البعض، فمع انتشار بعض الفوضى فى عدد من المدارس زاد لجوء الطلاب للدروس الخصوصية والتى تعد أموالها جزءًا من الاقتصاد غير الرسمى.

 

الكتب الخارجية.. ضرورة بعد فشل الكتاب المدرسي

وتأتى «الكتب الخارجية» ثانيًا فى تحديات الأسرة المصرية حيث زادت أسعارها هذا العام بنسبة لا تقل عن 30 % للكتاب الواحد، فبالنسبة

للمرحلة الابتدائية بكافة مراحلها يتراوح سعر الكتاب من 20 إلى 30 جنيهًا، أما المستوى الرفيع فيبدأ من 40 إلى 48 جنيهًا للمادة الواحدة، والمرحلة الاعدادية تبدأ من 30 إلى 45 جنيهًا، أما المرحلة الثانوية فتبدأ من 35 إلى 65 جنيهًا للمادة الواحدة.

ووفقًا لعدد من أصحاب المحلات فى شارع الفجالة الأشهر فى ترويج المستلزمات الدراسية فإن ارتفاع أسعار الكتب الخارجية يرجع إلى ارتفاع أسعار تكلفة الورق والطباعة خاصة بعد تغير سعر الصرف وارتفاع الدولار.

وأوضح على عواد، بائع، زيادة الإقبال على الكتب الخارجية الخاصة بالمرحلة الثانوية، كونها المرحلة الأهم فى حياة الطالب، مضيفًا أن الأسر تحاول توفير كافة السبل للطلاب للاستذكار، سواء دروسًا خصوصية أو كتبًا خارجية، وأن بعض الطلاب يضطرون لشراء أكثر من كتاب خارجى فى المادة الواحدة.

وقال أحمد جلال، بائع، إن الإقبال على شراء الكتب متوسط فلا تستطيع أسرة الاستغناء عن شراء الكتب الخارجية فى ظل عدم اعتماد الطالب على الكتاب المدرسى بشكل كبير، بجانب الدروس الخصوصية.

وتابع: ما زال شارع هو الفجالة الأشهر فى بيع الكتب الخارجية وبأسعار معقولة مقارنة بالمكتبات الأخرى، مضيفًا ما زالت الأسر تفضل شراء مستلزماتهم من الفجالة، حتى وإن كانوا يقيمون فى مناطق بعيده.

ومن أصحاب المحلات للزبائن، قالت عايدة مراد، ربة منزل: نحن أسرة بسيطة وزوجى يعمل فى ورشة بالعتبة، ولديها لدى 3 أبناء أحدهم فى المرحلة الثانوية والآخران فى المرحلة الابتدائية.

وأشارت ربة المنزل، إلى الآن الاهتمام الأكبر يكون للابن فى المرحلة الثانوية فتهيئ له غرفة خاصة للاستذكار دروسه بعيدًا عن إخوته، ومع كل بداية عام دراسى تأتى معه فى شارع الفجالة لشراء الكتب الخارجية لجميع المواد.

مؤكدة أن الاهتمام الأكبر يكون لطالب المرحلة الثانوية من حيث توفير الأجواء المناسبة ومحاولة شراء جميع احتياجاته من الكتب الخارجية من جميع المواد رغم ارتفاع الأسعار التى تفوق إمكانياتنا.

وقالت سوسن عبد الشافى، موظفة: إن الكتب الخارجية، تكوى جيوب الأسر المصرية مع بداية كل عام دراسى لارتفاع أسعارها عامًا بعد عام، لتزيد مآسى الأسر مع أبنائها لتحديد ميزانية خاصة للكتب الخارجية، مشيرة إلى ان الاعتماد على الكتب الخارجية هو الأساس لاحتوائها على شرح تفصيلى للمنهج بخلاف الكتب المدرسية.

وأشارت إلى أن الكتب الخارجية تكلفها 3 آلاف جنيه كل عام بخلاف الدروس الخصوصية ارتفعت هذا العام إلى 4 آلاف لجميع أولادها، وتساءلت: «مش عارفة الناس البسيطة اللى قد حالهم عايشين إزاى ربنا يتولاهم خاصة لو كان معاهم ابن فى الثانوية العامة».

«مش عارفه نصرف على إيه ولا ايه، الواحد تعب والله».. بهذه الكلمات البسيطة استهل أحمد عبد العال، رب أسرة، حديثه موضحًا أن لديه 3 أبناء فى المرحلة الثانوية، وهذا العام ومع ارتفاع أسعار الكتب الخارجية بلغت فاتورة الشراء 3 آلاف جنيه وليس كل المواد.

وأشار إلى أن السبب الأساسى وراء إقبال الأسر على شراء الكتب الخارجية رغم ارتفاع أسعارها، يعود إلى ضعف العملية التعليمية داخل المدارس حيث أصبح ضمير المدرس غائبًا ويعتمد فقط على بذل جهده فى الدروس الخصوصية، موضحًا أن كثير من الكتب الدراسية يحتاج لشرح، بجانب عدم احتوائها على أسئلة متنوعة يستطيع من خلالها الطالب تنمية مهاراته أثناء الاستذكار.

 

ميزانية خاصة للوجبات المدرسية

وجبات المدرسة عبء يومى على كاهل الأسر المصرية حيث تحضر الأم صباح كل يوم وجبات لأبنائها فى المدارس، تعينهم على مواصلة اليوم الدراسى وتكبد الأسرة مبالغ كبيرة نظرًا لارتفاع الأسعار فى الأسواق، وتختلف هذه الوجبات بسبب مستوى الأسرة، فالبعض منهم يحضر «المربى» و«الحلاوة الطحينية» و«البيض» والجبنة الرومى، وغيرها، فى حين تجد آخرين يحضرون ساندوتشات الفول والطعمية فكلاهما برغم اختلاف تكاليف الوجبة إلا أنها تعد عبئًا على ميزانياتهم.

وشهدت أسعار اللبن والأجبان استقرارًا ملحوظًا حيث سجل اللبن البلدى السائب 11 جنيهًا، لبن معبأ ما بين 12 و 12.5 حسب كل شركة فى الأسواق جبن أبيض سائب 40 جنيهًا، جبنة اسطنبولى 35 جنيهًا، جبن رومى قديم 80 جنيهًا، جبن رومى وسط 72 جنيهًا، جبن رومى جديد 60 جنيهًا، بيض بلدى 38 جنيها للكرتونة بيض أحمر مزارع تراجع جنيهًا ليسجل 33 جنيهًا، أبيض مزارع 31 جنيهًا.