عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«المروة» المالية: نجاح الإصلاح الاقتصادي يتحقق بالتوازن بين الدخل والأسعار

إيمان الشافعي:
إيمان الشافعي:

«الفكرة الصادقة تؤدى بنا إلى النجاح»، من يبحث عن المعرفة يسعى إلى الحقيقة» هكذا تقول الحكمة، وكذلك القوة لا تستمد إلا من التعلم، وللنجاح مذاق لا يدركه غير مجتهد، تهرول وراء الابتكار، ولا ترضى بالخيال، ولا عجب لتأثرها بالفلسفة اليونانية التى تبنى على الواقع.

إذا أردت أن تحقق حلمك عليك بالأسباب هكذا فلسفتها، فالحفاظ على القمة لا يتحقق إلا بالجهد والعمل، وغير ذلك لا تلوم إلا نفسك بهذا المنطق حددت قوانين دستورها..

إيمان الشافعى العضو المنتدب لشركة المروة لتداول الأوراق المالية ..الاعتراف بالخطأ لديها، ليس ضعفاً وإنما ثقة، وتوازن، تفكر بهدوء بعيداً عن العصبية، حتى لا تشعر بالندم، على بعد أمتار من ميدان التحرير بوسط البلد، وبالطابق الثانى مبنى داخلى يتشكل فى قاعة تداول صغيرة، أول ما يلفت الانتباه ممر ضيق ينتهى بغرفة مكتب يحمل ذكريات لكل فريق العمل سجلتها جدرانه بصورة تجمع كل من ساهم فى نجاح المكان، ومجسم زجاجى حفر عليه كلمة «ماما» لديه مكانة خاصة باعتباره هدية غالية من أولادها.

شعور بالحذر تبدى فى ملامحها فى بداية حديثنا.. «بالحس الوطنى متفائلة بالمشهد الاقتصادى فى ظل التغييرات التى شهدتها الساحة بالسوق المحلى منذ عملية تخفيض قيمة الجنيه، خاصة بعد تعافى الصادرات وتراجع الواردات بصورة كبيرة، وكذلك الجهود المبذولة من قبل الحكومة فى عملية البنية التحتية فى المناطق الجديدة سوف تساهم فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية» من هنا تلاشي القلق لتبدأ الابتسامة ترتسم على ملامح وجهها ومعها يبدأ الحوار.

تبحث دائماً عن المنطق والواقع، ربما نتيجة دراستها الفلسفة اليونانية والتأثر بها، عندما تحلل تربط حديثها بالواقع، بأن الإجراءات الإصلاحية للاقتصاد تأخرت كثيراً، وتحمل رجل الشارع الفاتورة، حيث إن المشهد كان يختلف كثيرا لو تمت فى وقت مبكر، وتحقق الاستقرار الاقتصادى.

أقاطعها قائلاً لكن دائما لديكِ ملاحظات على تصريحات الوزراء فى توقعاتهم المستقبلية.

تجيبنى قائلة إن «المشكلة ترتبط فى تصريحات الوزراء بالأحلام المحدودة فى استهداف العديد من المؤشرات، إذ إنه غير معقول أن نستهدف نمواً خلال عامين يصل ما بين5 إلى 6% فقط، فلماذا يستكثرون الحلم الذى يتحقق بالعمل».

يظل سعر العملة المحلية أمام الدولار يمثل لغزا محيرا لدى المراقبين والخبراء بسبب السعر المبالغ، ومن أنصار هذا الاتجاه «الشافعي» التى تحدد علامات استفهام حول القفزات السعرية الكبيرة للدولار أمام الجنيه ووصوله إلى سعر18 جنيها، رغم أن المؤسسات المالية وصندوق النقد أشارت إلى أن هذا السعر لا يعبر عن قيمة الجنيه، نتيجة المبالغة فى قفزاته، وأن السعر العادل 13 جنيهاً، رغم أن تحرير سعره قارب على العام.

أسألها قائلا إذن ماذا عن الحل؟

ترد قائلة: «لا يزال مافيا سوق الدولار يمارسون هوايتهم فى خلق سوق سوداء لإبقاء المشهد محلك سر عند هذه المستويات، للاستفادة وتحقيق مكاسب، وعلى البنك المركزى الضرب بيد من حديد ضد المتلاعبين، لأن النجاح هو أن تصل إلى السعر العادل للدولار».

الرضا لديها يعنى السعادة، التى تتحقق عندما يتحقق التوازن بين الدخل وزيادة الأسعار، وقتها يمكن الإعلان عن نجاح خطة الإصلاح الاقتصادى، كما أنه من المبكر الحكم على نجاح تجربة التعويم لكونها لم تصل إلى النتائج المطلوبة».

لا تزال السياسة المالية تشغل بال العديد من المراقبين، ربما لدورها فى الاقتصاد، وباعتبارها «بعبع» لارتباطها بالسياسة الضريبية، لكن «الشافعي» لها رؤية خاصة تبنى على عدد من الملاحظات على السياسة المالية، خاصة السياسات الضريبية التى تضر سوق المال، وضريبة الدمغة وتأثيرها على تعاملات السوق ليست ببعيد.

وتابعت متسائلة لماذا لا تتم الاستعانة بتجارب الدول الأخرى التى حققت نجاحا فى هذا الملف؟ ونفس الأمر بالنسبة للقطاع غير الرسمى المقدر بالمليارات، عملية حصر، ومحفزات للاستفادة من القطاع فى الاقتصاد الرسمى.

إذن ليس هناك تكامل بين السياسة النقدية والمالية.

تقول: «نعم لا يوجد تكامل بين السياستين، ولا بد من تكامل وتوفيق بينهما إلا فى حالة الأولوية لإحداهما على الأخرى حتى لو فترة مؤقتة».

نشأتها فى أسرة وطنية، عاشقة لتراب الوطن دفعها منذ البداية لأن تكون حريصة

على التنمية من خلال الاستثمار، والعمل على حل مشاكل المستثمرين، بما يساهم فى جذب الاستثمارات الأجنبية، حيث إن وزراء الحكومة يديرون الملفات بعصبية، وهو ليس فى مصلحة الاقتصاد، لذا يجب أن يكون هناك توافق بين القانون الذى ينظم العمل، وبيئة الاستثمار التى تساهم فى تيسير الإجراءات أمام المستثمرين.

مسار حياة «الشافعي» لم يكن مفروشا بالورد، رغم أن للصدفة دورا كبيرا فى تحديد طريقها، التى بدأته من المربع صفر، ولذلك لديها خبرة كبيرة بالقطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، تتصدرها المشروعات الصغيرة والمتوسطة، باعتبارها صناعة كثيفة العمالة، وتحقق العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى قطاع السياحة الذى بدأ التعامل معه بأفكار خارج الصندوق، من خلال تنوع مصادر إيراداته بالاعتماد على السياحة مختلفة الجنسيات، وكذلك الاهتمام بما تحظى به من آثار متنوعة.

لا تستحى من الاعتراف بالخطأ، وتبادر بالاعتذار، وحينما تتحدث عن القطاع الخاص تحمل القطاع جزءاً من المسئولية، والحكومة الجزء الآخر، بسبب الصورة الذهنية لتجاربه فى مجال الخصخصة، وعدم مساندة الدولة له.

أقاطعها قائلاً إذن ربما تكون الطروحات الحكومية القادمة ضربة البداية لعودة القطاع الخاص.

ترد علىَّ قائلة إن «الطروحات السابقة لم تكن ناجحة نتيجة لعدم مناسبة التوقيت، أو المبالغة فى السعر، فالسوق لا يتحمل أى انتكاسة جديدة، ويجب دراسة المشهد والطروحات جيداً، لضمان نجاح الاكتتابات المزمعة خلال الفترة القادمة».

باعتبارها من أنصار مدرسة التفاؤل تعقد آمالاً عريضة على قيادات الرقابة المالية والبورصة الجديدة لحل مشاكل شركات السمسرة، والتواصل مع السوق من أجل الارتقاء بهذه الصناعة.

لم تندم «الشافعي» فى اختيارها للعمل بمجال البيزنس، رغم دراستها الفلسفة، إلا أنها نجحت فى المساهمة ببناء شركة المروة مع مجلس الإدارة، والتى يبلغ رأسمالها 10 ملايين جنيه، ومستهدف 15 مليون جنيه حال تحسن المشهد اقتصاديا، وانطلاق سوق المال خلال 2018.

لم تكن الشركة أحسن حالا أو فى معزل عن باقى شركات السوق فى الأزمات المالية سواء الأزمة المالية 2008 أو ثورة 2011، واتسمت سياستها بالانكماشية، والتحفظ والمحافظة على النشاط.

نجحت مع مجلس الإدارة بالوصول بالشركة إلى بر الأمان، والاعتماد على استراتيجية طموحة منذ البداية تقوم على الاهتمام بالعنصر البشري، وتطويره، بما يعمل على توفير خبرة مدربة من الكوادر، وكذلك العمل على توسيع قاعدة العملاء الأفراد، والعودة للسياسة التوسعية فى محافظات الصعيد، وأيضا وجه بحري حال تحسن السوق، على أن يتحقق ذلك خلال 2018.

للوطنية دور بارز فى شخصية «الشافعي»، لذا عشقها للألوان التى تحمل علم الدولة، تبحث دائما عن المعرفة، وتهوى قراءة الفلسفة وباقى العلوم الأخرى، لكن يظل شغلها الشاغل الوصول بالشركة إلى مكانة متقدمة بالسوق، فهل تنجح فى تحقيق ذلك؟