رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علماء دين عن رشوة «الحج»: سعيهم باطل

سعاد الخولي
سعاد الخولي

 ونفسيون: يعانون ازدواجية المعايير والأفكار الفاسدة

لم تكن سعاد الخولى، نائب محافظ الإسكندرية هى الحالة الأولى التى تتلقى رشوة بينها تأشيرة لحج بيت الله الحرام، بل قبل أيام قليلة تم ضبط قاض بمحكمة الزقازيق متلبساً برشوة، وكان على موعد مع أداء فريضة الحج، كما سبق وتم ضبط مسئول المشتريات بمجلس الدولة، وانتشرت له صور بالكعبة أثناء أداء فريضة الحج، ولا ننس، أيضاً، وزير الزراعة الذى حصل على أكثر من تأشيرة حج ضمن رشاوى عديدة حصل عليها.

ويبقى هنا التساؤل كيف يفكر هؤلاء الفاسدون فى حج بيت الله الحرام وأموالهم عبارة عن رشوة لتسهيل فساد ما؟ وما موقفهم فى الدين؟، حيث يرى علماء الدين وعلم النفس، أن هؤلاء عقيدتهم غير سوية، وأن نفقة الحج لا بد أن تكون خالصة من أموال حلال؛ حتى تقبل عند الله حجة مبرورة لا مأزومة.

ومن جانبه، قال الدكتور عبدالحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، أولاً من رحمة الله بعباده أنه فرض الحج على المستطيع، ولا يجوز لمسلم أداء فريضة الحج أن يتخذ الطرق الملتوية لأداء هذه الفريضة، ومن يتخذها ويقف على جبل عرفات سقط عنه فرض الحج ولن يقبل منه، مضيفاً من شروط قبول الحج أن تكون النفقة من حلال وإذا كانت من حلال قال الحاج «لبيك اللهم لبيك»، فيرد الله «لبيك وسعديك ذنبك مغفور وحجك مبرور»، أما إذا كانت من مال حرام والنفقة من حرام، فإذا قال الحاج «لبيك اللهم لبيك» نودى من قبل الله «لا لبيك ولا سعديك حجك غير مقبول».

وأضاف «الأطرش»: للأسف الشديد أن بعض المسئولين اتخذوا من منصبهم ستاراً لجمع المال الحرام بشتى الطرق، ولا يبالى إذا كان من بين هذا المال رشوة حج البيت الحرام أو شيئاً آخر، ونسي هذا المسئول أن النبى صلى الله عليه وسلم قال «لعن الله الراشى والمرتشى والراشي»- أى الوسيط – فهؤلاء مطرودون من رحمه الله جميعاً. وتساءل «الأطرش» كيف تسول للمسئول نفسه وأغدقت عليه الدولة الأموال الحلال من راتب ومكافأة وحوافز يسد بها حاجته وحاجه أولاده، كيف تسول نفسه أن تمتد يده- التى تحتاج اإلى البتر- الى رشوة تدمر البلد الذى نحاول بناءه، وعلى الحكومة أن تضرب بيد من نار على كل مسئول تسول له نفسه أن يرتشى ليكون عبرة لغيرة قائلاً: «نأمل ألا يكون هناك ثغرات قانونية تحمى هؤلاء المرتشين، ونتمنى ألا يسقط أحد من العدالة الناجزة وخاصة هؤلاء الذين يتخيلون أنهم على الطريق الصحيح ويستغلون

فروض الله أسوأ استغلال».

وأضاف  الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قال النبى صلى الله عليه وسلم: «ان الله طيب لا يقبل إلا طيب» وقال إن الرجل إذا وضع رجله فى الرحل ونادى لبيك اللهم لبيك – إن كانت النفقة خبيثة– قال له ملك بلسان الحال للمقال لا لبيك ولا سعديك كسبك حرام وسعيك مأزور وحجك مردود وقال الحكيم «اذا حججت بمال أصله سحت- فما حججت ولكن حجك العير، لا يقبل الله الا كل طيبة– ليس كل من حج بيت الله مبرور».

وأوضح «كريمة»، أن متقاضى الرشوة بشكل مباشر أو غير مباشر حجه باطل إجماعاً ويقاس عليهم الذين يحجون على نفقة الغير مع مقدرتهم على الحج وتكون النفقة من الغير ليست خالصة لوجه الله.

وفى السياق نفسه، وصف الدكتور جمال فرويز، خبير علم النفس حالة مرتشى الحج بأنها ازدواجية معايير وتراجع فى فهم الدين الصحيح والعلاقات والتعاملات، كما أضاف أننا بصدد حالة تدهور ثقافى شديد، وبالتالى كل منا يفسر الدين حسب أهوائه قائلاً «إن المرتشى الذى يطلب الحج لا يرى فى ذلك عيباً، بل يبرر الأمر لنفسه بدعاوى عديدة ويستخدم كلمة بينه وبين ذاته غير كلمة الرشوة لكى يحللها لنفسه ويرى نفسه «أشرف خلق الله»، وهنا يأتى دور اللعب بالألفاظ الذى يلجأ إليها فاسدو العقيدة والفكر.

وتابع، على المسئولين أن يعوا جيداً حجم الانحدار المجتمعى الذى وصلنا إليه، ولا بد من دراسة مدلول تعاملات الناس مع بعضهم البعض ودراسة فهمهم لصحيح الدين، تجنباً لانهيار المردود الثقافى الذى نعانيه، كما أن هناك حالة انعدام للسلوكيات الصحيحة وغلت العقيدة الفاسدة المليئة بالأفكار السلبية الخاطئة.