رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مكامير الفحم.. الحر والنار ولا خراب الدار!!

بوابة الوفد الإلكترونية

نار الفحم مع صهد الحر فى «يوليو» ولا قطع العيش وتسريح الأنفار وجوع العيال فى البيوت وحيرة الأمهات مع طلعة شمس كل يوم.

اختبأ  صاحب المكمورة بين تلال الأخشاب المتراصة بشكل فنى يثير الإعجاب والدهشة، وحوله رماد يكسو الأرض بلون يقترب من الأسود وما هو بأسود!!

الأسود الصحيح نراه فى حالنا وحال أولادنا بعد توقف العمل وخراب البيوت الذى حل بنا وطال انتظار الفرج «أخذ الرجل يفكر فى حل لهذه المأساة التى جلبت عليه الدين من كل جانب» أغمض عينيه بعد جولة فى المكان ملأت قلبه حسرة على حاله وأعماله.

(كنا نرص الأخشاب باللودر ثم نشعلها، فتهون الحرارة فى عز موجات الحر لأن نار وقف الحال أكثر قسوة، ثم نشعل فيها النيران بشكل معين، حتى لا تأكل النار الخشب «دخان فى دخان» وأعرف أنها «استوت» بمجرد النظر وبخبرتى».

قالوا علينا: بتموتوا الناس وده ضرر للبيئة.. قلنا مايرضيناش نحلها مع بعض. وهنا بدأت قصة مئات من أصحاب المكامير والعاملين فى هذه الصناعة.

رشاد حمادة ـ واحد من مئات بل عشرات من أصحاب مكامير الفحم بالقليوبية الذين يعيشون مأساة بلا حل منذ أكثر من عام، وما بين البيئة والمحافظة واكل العيش يقف أصحاب مكامير الفحم موقفًا حائرًا ما بين الإذعان لشروط سلامة البيئة والاشتراطات الصحية، وما بين مسؤلياتهم تجاه أسرهم واطفالهم  الذين تزداد متطلبات إعاشتهم يوما بعد يوم، فمئات الأسر تعتمد بشكل أساسى على «حرق الأخشاب» وعمل الفحم الذى كان مصدرًا ليس للدخل فى السوق الداخلية بل والأسواق الخارجية أيضا، فمحافظة القليوبية وحدها بها ما يقرب من 300 «مكمورة» لم يتقدم لتصحيح أوضاعه سوى حوالى 90 فقط  مكمورة تقدمت لوزارة البيئة لتقنين أوضاعها وفق خطة موضوعة لتعميم تجربة تقنين الأوضاع، وذلك من إجمالى 307 مكامير.

المحافظة من جهتها تفرض غرامة  تصل لـــ50 ألف جنيه على أصحاب مكامير الفحم بالمحافظة لمخالفتهم قرارات وقف التشغيل عن العمل بالمخالفة للقانون ليصل عدد المكامير التى تم وقفها حتى الآن 26. ودائمًا يؤكدون عدم   التهاون فى هذه القضية وأن صحة المواطنين خط أحمر لن يسمح بانتهاكها مهما كانت الأسباب،  بينما جمعيات حماية البيئة تؤكد أن قرارات مواجهة المكامير «وهمية» وما زالت المشكلة قائمة، وأنه آن الأوان لأن يكون هناك حل رادع لهذه المشكلة بعد أن تحولت

لكارثة بيئية وصحية تقضى على الأخضر واليابس.

وما بين هذا وذاك يقف أصحاب المكامير موقف المدانو الضحية، فأغلبهم مثل الحاج رشاد ليس ضد البيئة ولا يرضيه الأضرار بصحة الناس وقال: أريد فعلاً تقنين أوضاعى لكن كيف.. وأشار إلى صوبة على بعد، وقال المفترض أن أعمل صوبة تجريبية كتلك وكانت فى البداية بـ90 ألف جنيه لكنها الآن بـ500 ألف وقالوا ادفعوا 250 ألفًا ، والباقى على أقساط لكن المبلغ كبير، وحالنا واقف لا نبيع ولا نشترى، ولقد قدمت على ترخيص منذ شهور وأعطونا جوابًا لكن لم يعتمد بعد.

وهنا غيرى كثيرون قدموا على التطوير لكن التراخيص معطلة.

وقال محمد صاحب أحد المكامير: هنا كثيرون يأسوا من وقف الحال وهربوا إلى الجبل أما أمثالنا، فمنا من باع أرض أو بهائمهم ليأكل هوأاولاده، وكنا زمان نصدر الى الدول العربية، وأهمها الأردن لكن التصدير واقف والفحم فى المخازن معطل.

> ما هى أهم مصادركم فى الأخشاب؟

: البحيرة وكفر شكر، وأهم أشجار الفواكه والجازورين وكان الطن يتراوح بين 350 و500 جنيه لكن الأسعار زادت بسبب السولار والبنزين. كان الخير يعم على الجميع وأقل مكمورة كانت فاتحة 15 بيتًا ، كلهم سرحناهم وكان التصدير يدخل خير لينا وللبلد.

وأكد أكثر من عامل فى هذا المجال أنهم ليسوا ضد التطوير وليسوا ضد المصلحة العامة وصحة الناس، لكن يجب أن يراعى أصحاب هذا النشاط فى التطوير، وأن تسهل لهم عمليات تقنين الأوضاع وبأسعار تناسب الوضع الحالى الذى اختنق منه الجميع وعجزوا عن تدبير أبسط احتياجاتهم.