رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المفتي: لا يوجد في القرآن لفظ "السيف"

الدكتور شوقى علام
الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية

قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، ردًا على استدلال المتطرفين لما يسمى بآية السيف "الآية الخامسة في سورة التوبة" والتي يتخذونها ذريعة لقتال غير المسلمين تحت دعوى قتال المشركين أنه لا يوجد في القرآن الكريم لفظ السيف، إنما أطلق المتطرفون على هذه الآية آية السيف لأن ظاهرها يأمر الرسول الكريم والمسلمين بأن يقتلوا المشركين، كما قال تعالى : " فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

وأضاف علام، في حديثه لبرنامج " مع المفتى " المذاع على قناة الناس، إن هذه الآية فهمها المتطرفون فهمًا خاطئا، وهذا جاء من منطلق أنهم يأتون على كل المجتمعات بالتكفير.

وأشار مفتى الجمهورية، إلى أن تفسير الآية يجب أن يتم بقواعد لغة العرب، ولفظ المشركين الوارد في الآية ليس على العموم، بل إن " الــــ " فيه للعهد أي الناس المعهودين، ونفهم من الآية أنها نزلت في مجموعة معينة من المشركين المعينين، وليس كل من اُطلق عليه هذا الوصف، وهذا هو الفهم الصحيح بمعنى أن " الـــــ " هنا للعهد وليست للجنس كما يقول العلماء، ولا تفيد العموم، أو نقول بأن لفظ المشركين هو للعموم ولكنه عموم أريد به الخصوص، فهؤلاء الناس المخصوصين المشركين المحدودين الذين يعلمهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويعلمهم المسلمون هم هؤلاء الذين ورد النص بخصوصهم ولا ينسحب على كل إنسان بدليل أن الله سبحانه وتعالى بعد هذه الآيات قال "وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ".

ونبه المفتى، على أن تفسير القرآن يجب أن يتم في إطار كلى متكامل، وفى إطار تاريخ وسيرة الرسول الكريم، ونلاحظ أن غير المسلمين كانوا موجودين في مجتمعات عديدة في عهده، والمشركون كانوا في مكة أيضاً، وقد أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين إلى الحبشة وهى بلد غير مسلمة، وفى عهده أيضًا لما قدم المسلمون المدينة كان هناك غير مسلمين كاليهود وغيرهم، فلو كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مأمورًا بقتل كل أحد كما تعبر عنه هذه الآية ظاهريًا، وكما يفهم هؤلاء المتطرفون من آيات وسياقات أخرى لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالتنفيذ

وقام بقتل كل أحد، ولكنه لم يقتل كل أحد إلا هؤلاء الذين ناصبوه العداء واعتدوا بالفعل، ولكن من كان مسالمًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يحارب الدين، فلم يثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قتله.

وأشار علام، إلى كثرة الآيات التي تدعوا إلى الهدنة والتعايش والرحمة والمودة، وترك الناس في حرية ومنها  قوله عز وجل: " وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ"، وقوله عز وجل "وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ"، وغيرها من الآيات التي تدل على أن المجتمع هو في مساحة كبيرة  من الحرية.

وتعجب مفتى الجمهورية، من اعتقاد المتطرفين بأن آيات الرحمة والمودة منسوخة، لكونها نزلت قبل فتح مكة، والرسول فتح مكة ومن قبل الفتح صلح الحديبية، وصلح الحديبية يعد فتحًا، ولم يأمر النبي بقتل المشركين ولا غير المسلمين في ذلك الوقت، فالثابت أن بعضهم لم يدخل الإسلام بدليل أن أبا سفيان بن حرب لم يزل بعد على الشرك، ومع ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ ".

وتابع: نماذج من الأحداث التي وقعت أثناء فتح مكة ومنها قول أحد الصحابة " الْيَوْمَ يَوْمُ الْمَلْحَمَةِ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " الْيوم يوم المرحمة"، مؤكدًا أن هذه الآية المسماة بآية السيف والمخصوصة بفئة معينة وقت النبي -صلى الله عليه وسلم- لا تنسحب على القرن الواحد والعشرين ولا القرن الثلاثين ولا القرن الخمسين.