رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لعبة القدر.. ذكرى "النكسة" و"النصر" في يوم واحد

المصريون يرفعون العلم
المصريون يرفعون العلم على أرض سيناء

"ويبقى للقدر حسابات أخرى" فبعد مرور العديد من السنوات 44 سنة أراد القدير، إسعاد الملايين من المصريين في وقت حزنهم، "فرب صدفة خير من ألف ميعاد"، فإن غدًا موعدنا مع حدثين لم يجمع بينهم من قبل على مر العصور، هذين الحدثين قلبوا مصر رأسًا على عقب، هم نكسة 5 يونيو 1967 ونصر العاشر من رمضان 1973.

"ضحك كثيرًا من ضحك أخيرًا"، فتنطبق تلك المقولة علينا في الوقت الحالي، ففي يوم النكسة كان الغبار على وجوه المصريين والحزن يملأ قلوبهم التعيسة، بينما كان العدو الإسرائيلي يحتفل ويروي عطشة بدمائنا الطاهرة.

ولكن بالوصول لعام 1973، بينما العدو يحتفل بعيد الغفران ليهجم عليه أسود الجيش المصري بكل جرأتهم وعنفوانهم، ليبكي الأول في نهاية الأمر، ويضحك المصريون حتى الآن.

وجاء الانتصار في حرب أكتوبر 1973، بعد عبور المصريين خط بارليف المنيع، في تمام الساعة الثانية ظهرًا، في عهد الرئيس الراحل محمد  أنور السادات، الذي اختار بعدها طريق المفاوضات لإتمام عملية السلام مع إسرائيل.

"فما هلك امرؤ عرف قدر نفسه"، لتكون النكسة هي بداية النصر، فبالوثوق في قدرة المصريين، التي تستطيع فعل المعجزات حتى مع وجود أسطورة "الجيش الذي لا يقهر".

أكد اللواء عبدالرافع درويش، الخبير العسكري وأحد أبطال حرب أكتوبر، أن تزامن يوم 5 يونيو "النكسة" و10 رمضان "النصر" رسالة من الله_عز وجل_ أن الهزيمة يجب أن يمحوها نصر مهما طال الزمن.

وأضاف درويش، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن الجيش المصري جاهد كثيرًا للحصول على هذا النصر الكبير، ووضع الجيش الإسرائيلي في مفاجأة غير متوقعة.

وأكد درويش أن حرب أكتوبر تم التخطيط لها بعناية شديدة، كما كان المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية، تواصل مع كل الوحدات وأكد لهم أنه لن يكلفهم إلا بما يقدرون عليه.

وأوضح درويش أن التخطيط للحرب كان أهم جزء فيها، مشيرًا إلى أن الجنود أخذوا تطعيم عن المعركة، كما أن عبد القادر حاتم وزير الثقافة آنذاك، أعدَّ خطة خداع على مدار عامين قبل الحرب، لخداع وتمويه العدو عن طريق الإعلام.

وأضاف درويش، أن القوات المسلحة كانت

تبدل جنودها على الجبهات لإحداث التوتر في صفوف العدو، وعدم إدراكهم ساعة صفر الهجوم.

كشف اللواء جمال مظلوم، الخبير العسكري وأحد أبطال حرب أكتوبر، أنه كان مسئولًا عن جمع المعلومات للقوات المسلحة خلال حرب 73، حتى تستطيع وضع الخطة المناسبة لتحرير الأرض المحتلة.

وأضاف مظلوم في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن مهمته كانت صعبة للغاية نظرًا لسريتها والمجهود الذي كان يبذل فيها، وخطورة المعلومات التي كان يجمعها، مشيرًا إلى أنه كان من الصعب التحرك بخفية وفي نفس الوقت إخفاء استعدادات الجيش لعمل عنصر المفاجئة، الذي كانت تدور حوله الحرب.

وأوضح مظلوم، أنه إذا تسربت أي معلومة كانت ستفسد الحرب كلها، نظرًا لأننا كنا مرتبطين بهجوم مماثل على الجبهه السورية، مؤكدًا أنه كان مسئولًا أيضًا عن رد فعل العدو بعد الضربات التي يقوم بها القوات المسلحة.

وقال مظلوم، إننا كنا نسمع صرخات الجيش الإسرائيلي عقب الضربات، كما كنا نسمع تعليماتهم للطيارين بعدم الضرب على مسافه 10كيلو.

 ولفت مظلوم، إلى أن النكسة كانت قوية جدًا وبقدر قسوتها إلا أنها كانت اللطمة على وجه الجيش الذي أفاق على النصر الكبير، موضحاً أن الجيش قام بكل واجباته لكن الظروف هي التي كانت عكسهم.

وتابع: "عمر ما في جيش يلقى هزيمة مثل التي حدثت في النكسة، ويعالج نفسه وروحه المعنوية في فترة بسيطة ليحقق نصر كالذي ناله في أكتوبر".