رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

احترام الرأي الآخر

بوابة الوفد الإلكترونية

الرسالة المحمدية تأمر بالعدل، وتنهى عن الظلم وترسى دعائم السلام فى الأرض، وتدعو إلى التعايش الإيجابى بين البشر جميعا فى جو من الإخاء والتسامح بين كل الناس بصرف النظر عن أجناسهم وألوانهم ومعتقداتهم، فالجميع ينحدرون من «نفس واحدة»، كما جاء فى القرآن الكريم: «يا أيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة».

«النساء: 1»

إن الحوار فى معناه الصحيح على احترام متبادل بين أطراف الحوار، واحترام كل جانب لوجهة نظر الجانب الآخر، وبهذا المعنى فإن الحوار يعنى التسامح واحترام حرية الآخرين، واحترام الرأى الآخر لا يعنى بالضرورة القبول به، وليس الهدف من الحوار مجرد فك الاشتباك بين الآراء المختلفة أو تحييد كل طرف إزاء الطرف الآخر، وإنما هدفه الأكبر هو إثراء الفكر وترسيخ قيمة التسامح بين الناس، وعالمنا اليوم فى أشد الحاجة إلى التسامح الفعال والتعايش الايجابى بين الناس أكثر من أى وقت مضى، نظرًا لأن التقارب بين الثقافات والتفاعل بين الحضارات يزداد يوما بعد يوم بفضل الثورة التكنولوجية.

والإسلام يسعى من خلال مبادئه وتعاليمه إلى التربية على التسامح إزاء كل الأديان والثقافات. فقد جعل الله الناس جميعا خلفاء فى الأرض التى نعيش فوقها، وجعلهم شركاء فى المسئولية عن عمارتها ماديا ومعنويا، كما يقول القرآن الكريم:

«هو انشأكم من الأرض واستعمركم فيها». أى طلب منكم عمارتها وميز الله الإنسان بالعقل حتى يكون قادرًا على تحمل مسئولياته فى هذه الحياة.

ولهذا تخاطب القرآن الكريم العقل الإنسانى الذى يعد أجل نعمة أنعم الله بها على الإنسان. ومن هنا فإن على الإنسان أن يستخدم عقله الاستخدام الأمثل، وفى الوقت نفسه يطلب القرآن من الإنسان أن يمارس حريته التى منحها الله له التى هى شرط ضرورى لتحمل المسئولية. فالله سبحانه لا يرضى لعباده الطاعة الآلية التى تجعل الإنسان عاجزًا عن العمل الحر المسئول، فعلى الإنسان إذًا أن يحرص على حريته وألا يبددها فيما يعود عليه وعلى الآخرين بالضرر.

ومن شأن الممارسة المسئولة للحرية أن تجعل المرء على وعى بضرورة اتاحة الفرصة أمام الآخرين لممارسة حريتهم أيضا، لأن لهم نفس الحق الذى يطلبه الإنسان لنفسه.