د.محمد سعيد رسلان يكتب : البلوغ شرط الصيام
يَجِبُ صِيَامُ رَمَضَانَ أَدَاءً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بَالِغٍ عَاقِلٍ قَادِرٍ مُقِيمٍ خَالٍ مِنَ الْمَوَانِعِ.
< مُسْلِمٌ..="" فَالْكَافِرُ="" لَا="" يَجِبُ="" عَلَيْهِ="" الصِّيَامُ="" وَلَا="" غَيْرُهُ="" مِنَ="" الْعِبَادَاتِ،="" وَهُنَالِكَ="" مِنْ="" أَهْلِ="" الْعِلْمِ="" مِنْ="" يَقُولُ:="" إِنَّ="" الْكَافِرَ="" مُخَاطَبٌ="" بِفُرُوعِ="" الْعِبَادَاتِ،="" وَأَنَّهُ="" يُحَاسَبُ="" عَلَيْهَا="" يَوْمَ="">
وَأَمَّا الَّذِينَ يَقُولُونَ: إِنَّهُ لَا يُطَالَبُ بِفُرُوعِ الْعِبَادَاتِ؛ فَعِنْدَهُمْ مِنَ الْأَدِلَّةِ كَقُوْلِ رَبِّنَا جَلَّ وَعَلَا: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ} صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.
< الْمُسْلِمُ="" الْبَالِغُ..="" وَالْبُلُوغُ="" يَحْصُلُ="" بَوَاحِدٍ="" مِنْ="" أُمُورٍ="" ثَلَاثَةٍ؛="" إِمَّا="" أَنْ="" يُتِمَّ="" خَمْسَ="" عَشْرَةَ="" سَنَةً،="" وَإِمَّا="" أَنْ="" يَنْبُتَ="" شَعْرُ="" الْعَانَةِ="" وَهُوَ="" الشَّعْرُ="" الْخَشِنُ="" الَّذِي="" يَكُونُ="" عِنْدَ="" الْقُبُلِ،="" أَوْ="" أَنْ="" يُنْزِلَ="" الْمَنِيَّ="" بِلَذَّةٍ="" سَوَاءٌ="" كَانَ="" بِاحْتِلَامٍ="" أَوْ="" بِيَقَظَةٍ،="" فَمَتَى="" ثَبَتَ="" الْبُلُوغُ="" فَقَدْ="" وَجَبَ="" عَلَيْهِ="" الصِّيَامُ،="" وَأَمَّا="" الْأُنْثَى="" فَإِنَّهَا="" تَزِيدُ="" عَلَى="" مَا="" مَرَّ="" أَمْرًا="" رَابِعًا="" وَهُوَ="">
صِيَامُ رَمَضَانَ يَجِبُ أَدَاءً عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بَالِغٍ عَاقِلٍ..
< وَالْعَقْلُ="" يَحْصُلُ="" بِهِ="" التَّمْيِيزُ="" بَيْنَ="" الْأَشْيَاءِ،="" فَلَا="" يُشْرَعُ="" الصِّيَامُ="" عَلَى="" الْمَجْنُونِ،="" وَلَا="" عَلَى="" الطَّاعِنِ="" فِي="" السِّنِّ="" الَّذِي="" لَا="" يُمَيِّزُ="" بَيْنَ="" الْأَشْيَاءِ="" -يَعْنِي:="" وَقَعَ="" لَهُ="" اخْتِلَاطٌ="" بِحَيْثُ="" غَابَ="" عَنْهُ="" التَّمْيِيزُ-="" لِذَهَابِ="">
< وَأَيْضًا="" لَا="" بُدَّ="" مِنَ="" الْقُدْرَةِ="" عَلَى="" الصِّيَامِ،="" وَعَدَمُ="" الْقُدْرَةِ="" عَلَى="" الصِّيَامِ="" يَنْقَسِمُ="" إِلَى="">
الْقِسْمُ الْأَوَّلُ: الْعَجْزُ الدَّائِمُ؛ كَحَالِ كَبِيرِ السِّنِّ، أَوِ الْمَرِيضِ الَّذِي لَا يُرْجَى بُرْؤُهُ؛ أَيْ: شِفَاؤُهُ مِنْ مَرَضِهِ.
وَأَمَّا الْعَجْزُ فِي الْقِسْمِ الثَّانِي فَهُوَ الَّذِي يُرْجَى زَوَالُهُ، وَهُوَ الْعَجْزُ الطَّارِئُ؛ كَالْمَرَضِ الْعَارِضِ الْمُؤَقَّتِ، فَيُفْطِرُ الْمُسْلِمُ فِي حَالِ مَرَضِهِ، وَيَقْضِي يَوْمًا مَكَانَ الْيَّوْمِ الَّذِي أَفْطَرَهُ إِذَا كَانَ مَرِيضًا مَرَضًا يُرْجَى بُرْؤُهُ، وَأَمَّا الَّذِي هُوَ مُرِيضٌ مَرَضًا لَا يُرْجَى شِفَاؤُهُ فَإِنَّ عَلَيْهِ الْفِدْيَةَ.
< وَلَا="" بُدَّ="" مِنَ="">
وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ مُسَافِرًا وَمَعَهُ صُوَّمٌ وَمُفْطِرُونَ، فَوَجَدَ أَنَّ الْمُفْطِرِينَ هُمُ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِالْعَمَلِ، وَأَمَّا الصُّوَّمُ فَكَانُوا يَتَسَاقَطُونَ مِنَ الظَّمَأِ وَمِنَ الْجُوعِ، وَمِنَ التَّعَبِ وَحَرِّ الشَّمْسِ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْفِطْرِ، وَأَفْطَرَ هُوَ، وَكَانَ ذَلِكَ مَعَ الْعَصْرِ.
فَأُبْلِغَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ أَقْوَامًا مِنَ الصَّائِمِينَ لَمْ يُفْطِرُوا كَمَا أَمَرَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «أُولَئِكَ الْعُصَاةُ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ»؛ لِأَنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- لَمْ يَفْرِضْ عَلَيْنَا مَا فَرَضَ مِنَ الْعِبَادَاتِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَقْتُلَنَا بِذَلِكَ، وَلَا مِنْ أَجْلِ أَنْ يَبْلُغَ بِنَا الْجَهْدَ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُطَهِّرَنَا بِذَلِكَ وَهُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ.
< لَا="" بُدَّ="" أَيْضًا="" لِصِيَامِ="" رَمَضَانَ="" أَدَاءً="" مِنَ="" الْخُلُوِّ="" مِنَ="" الْمَوَانِعِ،="" وَهَذا="" يَتَعَلَّقُ="" بِالْمَرْأَةِ="" الَّتِي="" تَكُونُ="" حَائِضًا="" أَوْ="" تَكُونُ="">