عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الركود يضرب أسواق الياميش

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت الأسواق هذا العام ارتفاعًا غير مسبوق فى أسعار الياميش، وقفزت بنسبة تصل إلى 110٪ بالمقارنة بالعام الماضى، واختفت روح البهجة التى كانت تملأ نفوس المصريين مع اقتراب شهر رمضان، بعد أن عجزت أغلب الأسر عن تدبير احتياجاتها نتيجة لموجات الغلاء المتتالية، واكتفى أغلب المواطنين بشراء البلح، والعزوف عن شراء ياميش رمضان، فيما سادت حالة من الركود فى الأسواق. وبرر التجار غلاء الأسعار بارتفاع سعر الدولار وتراجع حجم الاستيراد بعد تحرير سعر الصرف.

رصدت جولة «الوفد» أسعار ياميش رمضان فى الأسواق، وتبين أنها تختلف من مكان لآخر، ففى الأسواق الشعبية ارتفعت أسعار البلح هذا العام بمعدل 40٪ بالمقارنة بالعام الماضى، ووصل سعر كيلو البلح الشامية إلى 12 جنيهاً، والبلح الإبريمى تراوح سعره من 7 إلى 10 جنيهات للكيلو، ووصل سعر كيلو البلح الملكانى إلى 16٪ جنيهاً، وبلح «العينات» 17 جنيهًا للكيلو، ووصل سعر كيلو البلح الأسوانى من 7 إلى 17 جنيهًا للكيلو، والبلح «السكوتى» تراوح سعر الكيلو من 10 إلى 24 جنيهًا للكيلو، ووصل سعر قرن الغزال إلى 35 جنيهاً، والجنديلة تراوح سعره من 12 إلى 25 جنيهًا للكيلو، أما عن أسعار باقى الياميش، فقد وصل سعر لفة قمر الدين المصرى إلى 10 جنيهات، وقمر الدين المستورد 30 جنيهاً، ووصل سعر لفة التين إلى 30 جنيهاً، والتين الجبلى تراوح سعره من 80 إلى 100 جنيه للكيلو، ووصل سعر القراصيا إلى 74 جنيهًا للكيلو، والمشمشية تراوح سعرها من 70 إلى 80 جنيهًا للكيلو، كما ارتفعت أسعار الزبيب لتتراوح من 25 جنيهًا إلى 60 جنيهًا للكيلو، ووصل كيلو الخروب إلى 30 جنيهاً، والكركديه 60 جنيهًا للكيلو، وتراوح سعر كيلو جوز الهند من 60 إلى 70 جنيهاً، بينما وصل سعر كيلو السودانى المقشر إلى 32 جنيهاً، وبلغ سعر كيلو العرقسوس 24 جنيهاً، أما عن أسعار المكسرات، فقد ارتفعت بصورة جنونية هذا العام، ووصل سعر كيلو عين الجمل المقشر إلى 240 جنيهاً، والكاجو من 270 إلى 320 جنيهًا للكيلو، واللوز بدون قشر من 95 جنيهًا إلى 110 جنيهات للكيلو، واللوز المقشر إلى 200 جنيه.

أما الأسعار فى المناطق الراقية، فقد كانت مختلفة تمامًا بالمقارنة بالأحياء الشعبية، فقد تراوح سعر كيلو البلح السكوتى من 28 جنيهًا إلى 30 جنيهاً، وتراوح بلح قرن الغزال من 45 إلى 55 جنيهًا للكيلو، ووصل سعر كيلو البلح الشامية إلى 14 جنيهاً، والبلح الخروبى 24 جنيهًا للكيلو، وبلغ سعر كيلو البلح المركابى إلى 23 جنيهاً، والبلح الإبريمى 19 جنيهًا للكيلو، وبلح العينات بلغ سعره نحو 24 جنيهًا للكيلو، كما اختلفت أسعار الياميش من تاجر لآخر فى كل منطقة، حيث تراوحت أسعار لفة قمر الدين السورى القديم من 18 - 20 جنيهاً، وقمر الدين حديث الاستيراد من 25 جنيهًا إلى 45 جنيهًا حسب النوع.

أما عن الأسعار فى المجمعات الاستهلاكية، فقد أعلنت وزارة التموين مؤخرًا عن طرح ياميش رمضان فى جميع المجمعات الاستهلاكية بأسعار منخفضة عن الأسواق بنسبة 25٪، وعلى الرغم من ذلك شهدت المجمعات إقبالًا شديدًا من المواطنين نتيجة للغلاء الذى طال جميع مستلزمات رمضان هذا العام، فقد تراوح سعر لفة قمر الدين 400 جرام من 15 إلى 17 جنيهاً، وبلغ سعر لفة قمر الدين السورى 400 جرام لنحو 25 جنيهاً، وجوز الهند زنة 500 جرام إلى 15 جنيهاً.

أكد التجار أن أسعار الياميش هذا العام ارتفعت بنسبة 110٪، مما أدى لضعف الإقبال على شراء الياميش، فقد قفزت أسعار القراصيا بنسبة 60٪ عن العام الماضى، والمشمشية بنسبة 40٪ عن العام، وتراوحت الزيادة فى أسعار جوز الهند من 25٪ إلى 40٪، وتراوحت الزيادة فى أسعار المكسرات من 60٪ إلى 70٪، وأكد الحاج سمير عطية، تاجر، أن الأسعار هذا العام مرتفعة جداً، ولم يسبق لها مثيل، فأغلب التجار ينتظرون قدوم هذا الشهر الكريم من السنة للسنة، لتحقيق المكاسب والأرباح، لكن هذا العام شهدت الأسواق حالة من الركود، وأصبح الياميش للفرجة فقط، كما انخفضت أسعار الشوادر التى كانت تقام لبيع الياميش نتيجة لغلاء الأسعار، وعدم قدرة التجار على شراء الياميش، وأكد أن الأسعار قفزت بمعدل 3 أضعاف سعرها، بالمقارنة بالعام الماضى، فى حين أن إقبال المواطنين لم يتعد 30٪ حتى الآن.

وأكد أيمن سامى العطار، تاجر بمنطقة الدقى، أن الإقبال ضعيف جدًا هذا العام،

ويرجع ارتفاع أسعار الياميش إلى عزوف الكثير من المستوردين عن استيراد الياميش هذا العام، نتيجة لارتفاع سعر الدولار، وصعوبة الاستيراد، ما أدى لزيادة الأسعار، وأكد أن أسعار الياميش شهدت ارتفاعاً جنونياً هذا العام، فقد بلغ سعر كيلو المشمشية هذا العام نحو 84 جنيهاً، بعد أن كانت تباع بـ58 جنيهًا للكيلو فى العام الماضى.

ويقول: لأول مرة هذا العام قام أغلب التجار بكتابة أسعار الربع كيلو من كل أنواع الياميش، بعد أن أصبح المواطن البسيط لا يتحمل شراء الكميات التى اعتاد على شرائها كل عام. وأصبح وزن الربع كيلو، هو أكثر ما يمكن لمحدودى الدخل الإقبال على شرائه، فى ظل ما يحدث من موجات الغلاء المتتالية.

لجأ المواطنون لمحاربة غلاء أسعار الياميش بالاستغناء عنه هذا العام، والاكتفاء بشراء البلح باعتباره أرخص أنواع الياميش، بينما قام آخرون بتقليص احتياجاتهم، وشراء كميات قليلة، فشهر رمضان ارتبط قدومه بطقوس وعادات لا يمكن الاستغناء عنها، فالبهجة لا تكتمل إلا بشراء ياميش رمضان، وامتنع الكثيرون عن شرائه، كانت حالة اليأس والحزن هى السمة التى ارتسمت على وجوه الناس فى الشوارع.

عندما اقتربنا من أحد شوادر بيع الياميش كانت هناك سيدة تجلس فى حيرة من أمرها وعندما سألتها عن سبب حيرتها، قالت: الأسعار نار والعيش مرار، ولم يعد المعاش يكفى لشراء متطلبات المنزل، وياميش رمضان، حتى أسعار البلح هذا العام ارتفعت بصورة ملحوظة، فقد اعتدت كل عام على شراء كميات من الياميش والاستعداد لإقامة عزائم رمضان، لكن فى ظل هذا الغلاء الفاحش لم أعد قادرة على إقامة العزائم، فشراء الياميش أصبح مرهقاً جدًا على كل المواطنين، وتستكمل قائلة: لقد أفسدت الأسعار فرحة المصريين باستقبال شهر رمضان الكريم.

أما مدام آمال، فقالت: كنا ننتظر شهر رمضان كل عام لشراء الياميش والمكسرات، والآن عجزنا عن تلبية احتياجاتنا، فحتى الأسعار فى المجتمعات الاستهلاكية تعد مرتفعة، ولا تتلاءم مع مستوى المواطن البسيط، والأوزان البسيطة أسعارها مرتفعة أيضاً.

فعلى الرغم من وجود أصناف عديدة من البلح رخيصة السعر، فإنها رديئة، ولا تصلح للاستهلاك الآدمى، وهذا العام لجأ أغلب المواطنين لشراء ربع كيلو من الاحتياجات الضرورية من الياميش، بينما فضل آخرون الاكتفاء بشراء البلح، وتوفير النفقات لتلبية احتياجات أسرهم خلال شهر رمضان، وبلهجة غاضبة صرخت مدام سهام قائلة: «اللى بيحصل ده حرام»، مش قادرين نعيش فى ظل ما يحدث من غلاء مستمر للسلع والياميش، فالأسر البسيطة الميسورة الحال أصبحت فقيرة، وعاجزة عن إدخال البهجة لنفوس أبنائها فى رمضان، وتتساءل قائلة: متى يستطيع المواطن البسيط سد جوع أبنائه الصغار، وتلبية مستلزمات أسرته؟ فهذا الشهر الكريم نستعد لقدومه بعمل الجمعيات وتدبير النفقات كل شهر، وهذا العام مع الأسف فشلت كل التدابير التى وضعتها الأسر المصرية لاستقبال شهر رمضان، فقد استنزفت موجة غلاء الأسعار التى سادت الأسواق منذ أيام ميزانية الأسرة، ولم يعد هناك ما ندخره لشهر رمضان.