رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

«شهيرة».. أول فتاة صعيدية تتحدى التقاليد بـ«الساطور»

شهيرة
شهيرة

على مدار ثمانية أعوام من ممارستها للمهنة، أثبتت قدرتها على مجاراة الرجال فى مهنة كانت حكرًا عليهم، فعلى أحد نواصى شوارع مدينة إسنا بجنوبى الأقصر، تقف شهيرة جمال، الفتاة ذات العقد الثالث من عمرها، فى محل الجزارة الخاص بها، تقوم بتقطيع اللحوم بصفة يومية.

مهام زادتها السنوات ثقلًا لتتفنن الفتاة فى التعامل مع التقطيع بكل سلاسة، لتصبح «شهيرة» نموذجًا مميزًا لقدرة الفتاة الصعيدية على العمل بمهنة كانت فى السابق حكرًا على الرجال. تبدأ الفتاة يومها بفتح المحل فى صباح اليوم، تقوم بتجهيز كميات من اللحوم وإدخالها المفرمة لإعدادها جاهزة لعملية البيع فى حالة الطلب، كما تقوم بتقطيع اللحوم وبيعها حسب الطلب بالكيلو أو أكثر من ذلك.

وعن بداية تعلمها مهنة الجزارة تقول أول جزارة بالصعيد: «كنت أرافق والدى إلى محل الجزارة الخاص به وأنا فى عمر السابعة لمساعدته، لكننى بدأت فعليًا الإمساك بالساطور وتقطيع اللحوم وانا عمرى خمسة عشر عامًا». محل الجزارة ورثته عن والدها، وأصبحت «شهيرة» هى التى تديره وتتعامل مع كبار التجار– بحسب قولها– فى توريد اللحوم، بعدما أنهك والدها المرض، فبات لا يقوى على العمل بالجزارة كما كان.

«أواجه مضايقات كثيرة لكونى أعمل بالجزارة»، هكذا تصف «شهيرة» وجهة نظر البعض فى عملها، لكن هذا لم يؤثر فى حبها للمهنة التى بدأت تعلمها منذ نعومة أظافرها إذ تقول: «الكثيرون عرضوا على تغيير المهنة، لكننى أرتاح نفسيًا بعملى كجزارة،

ولا أرغب فى تغييره»، مضيفة «ماليش دعوى بكلام الناس ما دمت أثق بنفسى وأحب شغلي».

الفتاة التى لم يحالفها الحظ فى الالتحاق بأى مرحلة تعليمية، تمتلك نصيبًا من الحكمة فى حديثها عندنا تستمع إليها، لا تصدق أنه لم يسبق لها أن التحقت بالتعليم. تقول شهيرة إنها لا تعترض على ترك المهنة، ولكن ذلك لن يكون إلا إذا أصبحت فى عصمة رجل يشترط عليها ذلك فقط، لكن أن تقدم أحد لخطبتها وطلب منها التخلى عن مهنتها التى امتهنتها منذ ثمانية أعوام ترد شهيرة قائلة: «له الحق فى ذلك عندما أكون فى عصمته، غير كده فأنا فى بيت أبى هو فقط من يقرر ما أفعل وما أتخلى عنه». وترى «شهيرة» أن مهنة الجزارة ربما تتعارض مع تقاليد مجتمع اعتاد حكر بعض المهام على رجاله، لكنها تعمل بها بقناعة تامة دون أدنى التفات لما يقال، ودائمًا تعتبر هذه المهنة مصدر رزقها.