رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رئيس "القاهرة للزيوت والصابون": قانون الإفلاس والتخارج كلمة السر فى دعم الاستثمارات

بوابة الوفد الإلكترونية

لأن تضىء شمعة خير من أن تلعن الظلام، فالتقاعس والجلوس على أطلال الحال ما هو إلا استسلام، هكذا تكون شريعته منذ سنوات عمره الأولى.. السعى والاجتهاد والصبر ثوابت فى مسيرة الرجل.. إخفاقات لم تزده إلا إصرارا..ونجاحات كانت دافعاً إلى المزيد.. الأقوياء عنده هم الذين يقدمون التضحية، من أجل الآخرين، باعتبارها إيماناً وليس مجرد اقتناع عقلى.

وجد الرجل ضالته فى التفكير المنطقى المسلسل، فقرر دراسة الهندسة المتوافقة مع فلسفته القائمة على البحث عن الحلقات المفقودة، والمعطيات الناقصة.

أيمن قرة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة القاهرة للزيوت والصابون رغم عمره الذى قارب الـ 60 عاماً، إلا أنه لا يجد حرجاً فى التعلم، والاستثمار فى الذات باكتساب ما يضيف إليه جديداً، لإيمانه أن المكتسبات للنفس لا تتوقف إلا مع نهاية المشوار.

«جاء السورى واجتهد ونجح فى مشروعاته، وتفرغنا نحن لمصمصة الشفاه، وتحميل إخفاقنا على شماعة القدر، فمن يرد التقدم عليه بالإنتاجية والتنافسية، وبدونهما لن تتحقق التنمية».. هكذا كانت أولي كلماته على باب غرفة مكتبه فى الطابق التاسع المقابل لميدان «الفلكى»، الذي يخلد تاريخ محمود الفلكى باشا، الذى تعمق فى دراسة علوم الفلك على يد كبار علماء فرنسا، وأصبح عالم فلك، وكان صاحب فضل فى العمل بالتقويم الفلكى.

أول ما يلفت الانتباه فى مكتب الرجل  مجموعة شهادات جودة وتقدير تحكى تاريخ ومنتجات الشركة، وضعت بصورة أكثر نظاماً، بدأ أكثر تفاؤلاً بالمشهد، «هناك فرق بين ما تتمناه والقدرة.. نتمنى الرفاهية لرجل الشارع، ولكن كيف يتحقق بدون العمل والقدرة على الإنتاج وتحقيق التنافسية».. من هنا بدأت خيوط الحوار.. جلسنا أربعة فى الغرفة.. ارتسمت علامات الارتياح على وجه الرجل قبل أن يبادرنى قائلاً: «متفائل جداً بما هو قادم، ولكن ليس معنى هذا أننا لم نمر بظروف صعبة، الفترة الماضية كانت عصيبة على الشعب، والفاتورة باهظة، لكن الإصلاحات كان لا بد منها».

أقاطعه: لكن رجل الشارع لم يعد قادراً على تحمل الفاتورة.

يرد: «المصلحة العامة تقتضى الإجراءات الإصلاحية رغم مرارة العلاج، ولكن من أجل إنقاذ الدولة اقتصادياً لم يكن أمامنا سوى التحمل، ووجهة النظر تختلف من شخص لآخر، البعض يتعامل بمنطق وفر لى حياة اليوم وغير مهم غداً وذلك خطأ، والدولة تحاول تحقيق توازن وتوفير حماية اجتماعية للفقراء للمرور من عنق الزجاجة».

قصص كفاح وليس نجاحا بدأها الرجل منذ سنواته الأولى، استمد من والده الإصرار والعمل بعيداً عن الشعارات والأحلام الوردية، ليكون فى قراراته واقعياً، خاصة فى المشروعات القومية والاستثمارات التى على أرض الواقع بعيدة المدى، فى الطاقة والعاصمة الإدارية وتنمية محور قناة السويس، والاستثمارات البترولية والاكتشافات شبه اليومية من الغاز، وكل ذلك فى مصلحة الاقتصاد مستقبلاً.

أسأله كل ذلك يدعو للتفاؤل لكن متى يجنى رجل الشارع الثمار؟

ارتسمت على وجه الرجل علامات ثقة قبل أن يجيبنى قائلاً: «العام القادم سوف يحصد رجل الشارع ثمار المشروعات والإصلاح الاقتصادى».

حدد الرجل مستقبله منذ وقت مبكر، واختار مساره العملى، بما يتوافق مع طبيعته الواقعية، وأثرت فى وجهة نظره حينما تحدث عن السياسة النقدية بقوله إن عملية تحرير سعر العملة تأخرت كثيراً، وكان التوقيت المناسب عام 2006 لأن عملية تعويم العملة فى 2003 لم تكن بالتحرير الكامل، لكن لا يجدى البكاء على اللبن المسكوب، وعلينا التعامل مع الواقع، والعمل والإنتاج الذى يحقق التنمية والتنافس، بعدما باتت السياسة النقدية على الطريق الصحيح وعلى الجميع مواصلة الإجراءات الإصلاحية.

الجدل والاختلاف هو السائد بين الخبراء والمراقبين حول إمكانية انخفاض الدولار أمام الجنيه، إلا أن محدثى له رؤية خاصة فى هذا الصدد بأن سعر الدولار سوف يشهد استقراراً، ثم يتجه إلى الانخفاض مع نهاية العام، وهو ما يؤكد أن الإصلاحات تسير فى مسارها الصحيح.

دار بداخلى سؤال حول حسبة السيطرة على التضخم، والتكلفة الاستثمارية لو تم رفع سعر الفائدة، ويبدو أنه قرأ ما بداخلى، فبادرنى قائلاً: «المواضيع متشابكة، ونظرة صندوق النقد للتضخم فى محلها، والفائدة على الاستثمار ليس المعوق الوحيد أو شماعة، بل هناك مجموعة من المعوقات الأخرى، تتمثل فى الروتين، وعدم تقديم التسهيلات للمستثمرين».

يتفاخر الرجل أنه استمد من والده الإصرار على تحقيق الهدف، والاجتهاد، وتحقق ذلك بالعمل فى الخارج خلال دراسته الجامعية، وكانت محطاته الأولى العمل بالشركات الألمانية التى اكتسب منها الدقة والإصرار، والمدرسة اليابانية وغرست بداخله الاحترام والإنجليزية ومنحته التطوير، حينما يتحدث عن السياسة المالية يشدد على ضرورة الاهتمام بالقطاع غير الرسمى، ومنحه تسهيلات والتعامل بصورة عادلة تحقق الاتزان حتى يمكن ضمه لمنظومة الاقتصاد الرسمى، ويمكن سد فجوة عجز الموازنة من مثل هذه القطاعات.

الاستثمار الشغل الشاغل لدى الرجل، يعتبر أن عملية استقطاب الاستثمارات الأجنبية تبدأ بالاهتمام بالمستثمر المحلى، بتذليل العقبات أمامه، الأهم توفير بيئة صالحة للاستثمار، والقوانين ليست الأساس، وتحقيق القدرة على حرية التخارج وحسم

ملف قانون الإفلاس سوف يكون لهما مفعول السحر فى جذب الاستثمارات والتنمية.

4 قطاعات يعتبرها الرجل المنقذ، والقادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد، والقطاع الخدمى أول القطاعات القادرة على استقطاب استثمارات فى ظل تنوع الخدمات، وكذلك الصناعة التى تمنح للاقتصاد أفضلية مثل الزراعة والصناعات الغذائية التى تتوافر لهما ميزات تنافسية ويكفي القفزات التى تحققت بارتفاع الصادرات فى هذا المجال من 400 مليون دولار إلى 4.5 مليار دولار.

عندما اختار دراسة الهندسة كانت قناعته أن أسلوب تفكيرها خارج الصندوق، وهو ما ساهم فى تحديد محاور عمل شركته بطريقة مختلفة منذ عام2010، رغم المطبات التى تعرض لها مع الثورة إلا أنه حاول استكمال المسيرة، وبدأ محورها الأول بالاهتمام بالعنصر البشرى، والعمل على تطويره بصورة تتلاءم مع متطلبات وتنافسية السوق، والمحور الثانى استند إلى ثقافة الشركة وبناء الثقة، ونجح الرجل فى ذلك، ليس هذا فقط، وإنما التركيز الأساسى على تحديث خطوط الإنتاج، وتقديم منتجات من شأنها دعم مبيعات الشركة، والتى تسعى للعمل على مضاعفة مبيعاتها وتدعيم حصتها السوقية فى السوق المحلى فى الزيوت والسمن والتى تقدر حالياً بـ 3% و6 % على التوالى، والعمل على تطوير جهاز التوزيع والبيع والتسويق، وتجهيزه بأسطول ومكاتب توزيع منتشرة فى أرجاء محافظات المحروسة، وكذلك العمل على كسب ثقة موردي الخامات، وتقوية الهيكل المالى للشركة لتحقيق الأهداف المطلوبة، وكذلك إنشاء محطة الأدبية التى سوف تساهم فى تغيير المركز المالى للشركة، بما تساهم للحد من التكلفة التى كانت تتحملها الشركة فى عملية استقبال المواد الخام باستئجار أماكن أخرى، وخلق مورد بتأجيرها للغير.

المغامرة متعة لدى الرجل، فقد اتجه فى بداية حياته العملية للعمل الزراعى واستصلاح الأراضى، رغم أنه بعيد عن دراسته، ولكن حقق الرجل النجاح فى شركته بعد الوصول برأسمالها إلى 200 مليون جنيه، رغم الأزمات الطاحنة التى عانى منها خاصة فى ظل الارتفاع الكبير للدولار بعد عملية التعويم، بل يعمل فى الوقت الحالى على تقليص الخسائر، ونجح بالفعل فى ذلك ويستهدف التحول إلى الربحية فى الفترة القادمة لتعود الشركة لقوتها المالية، خاصة أن الشركة لديها محفظة أراض جيدة.

التفاؤل والصبر سمات منحت الرجل أفضلية بين أبناء جيله، وبهما يسعى إلى التوسع خلال المرحلة القادمة فى الأسواق المحيطة سواء العربية التى كان يصدر لها بالفعل أو الأفريقية مستقبلاً.. النماذج الناجحة لا يجد حرجاً فى ذكرها، بل يسعى إلى أن يحقق ما نجحت فيه، لذا تحقيق 75% من استراتيجيته يعتبرها أمراً جيداً، لكن دائماً يعمل على تحقيق مضاعفة الحصة السوقية والتصدير حتى تكتمل المحاور.

لا يشغل الرجل ما شهده سهم شركته أو ما تردد من اتهامات ضده بمشاركة متلاعبين فى سهم شركته، لأنه لا ينظر إلى الخلف أو ما يتردد وإنما هذه مسئولية الجهات الرقابية لمعاقبة من يثبت تلاعبهم.

تفاؤل الرجل يدفعه للأمام دائماً، شغوفاً بالإدارة وقراءة الاقتصاد، عاشقاً لرياضة الأسكواش التى تمنحه قدرة على التركيز والتحدى، محباً للألوان التى تميل إلى الصفاء والنمو، متصالح مع نفسه ومتسامح، مرحلتان فى حياته التكوين والبناء وللأخيرة محطات عديدة، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بشركته إلى الريادة فى السوق فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟