رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محن ومنح

صورة ارشيفيه
صورة ارشيفيه

ليست صدفة أن حروف كلمة (محن) هى نفسها حروف كلمة (منح)، فهذه هى سنة الله فى خلقه أن المحن تتبعها المنح، يقول الله تعالى (إن مع العسر يسرا).
و أشارت الباحثة الإسلامية سميرة عبد المنعم، في مثال على ذلك ما حدث لرسول الله -صل الله عليه و سلم- فبعد موت السيدة خديجة -رضى الله عنها- و هى من كانت تقف بجانبه وجانب الدعوة الإسلامية من داخل البيت، وبعد موت عمه أبوطالب الذى كان يقف هو الآخر بجانبه و جانب الدعوة من خارج البيت، اشتد إيذاء المشركين فقرر رسول الله -صل الله عليه وسلم- الهجرة و بدأ البحث عن موطن جديد للدعوة بعد أن حاربها أهل موطنها الأصلى(مكة)، فذهب إلى الطائف فرفضوا الإسلام و رفضوا الوقوف بجانب الدعوة بل و آذوه بإيقاف صبيانهم يلقونه بالحجارة.
و جاء الرد من السماء فى صورة رحلة الإسراء و المعراج، وكأن الله يقول له -صل الله عليه وسلم- (إذا لم تسعك الأرض فأهلًا بك فى السماء).
و ملخص رحلته -صل الله عليه وسلم- أنه فيما بين السنة الحادية عشرة إلى الثانية عشرة كانت الرحلة التى أرسل الله فيها نبيه على البراق فركبه فسار به مع جبريل عليه السلام ليلًا حتى أتى بيت المقدس فربط البراق بالحلقة التى يربط فيها الأنبياء ثم دخل فصلى ركعتين، ثم خرج فآتاه جبريل -عليه السلام- بإناء من خمر و إناء من لبن فاختار رسول الله -صل الله عليه وسلم- اللبن فقال له جبريل -عليه السلام-: أصبت الفطرة.
ثم عرج به إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل -عليه السلام- وفى كل سماء من السموات السبع كانت فيها

أنبياء رحبوا به -صل الله عليه وسلم-، ففى الأولى التقى آدم -عليه السلام-، وفى الثانية التقى إدريس -عليه السلام-، وفى الرابعة التقى هارون -عليه السلام-، وفى السادسة التقى إبراهيم -عليه السلام-، وفى السابعة التقى موسى -عليه السلام-، حتى جاء سدرة المنتهى وهى أقصى مكان يمكن الوصول إليه فى السماء فأوحى الله إليه بفرض الصلاة  و عاد -صل الله عليه وسلم- فى نفس الليلة .
و قد استهجنت قريش حدوث هذه الرحلة واستهزأوا به -صل الله عليه وسلم- ، وحتى فى عصرنا هذا هناك من يستنكر هذه الرحلة، ولكن لماذا؟ أليست لكل من أنبياء و رسل الله معجزاتهم التى تؤكد صدق ما جاءوا به من الله تعالى؟، فعيسى -عليه السلام- كانت معجزته فى إحياء الموتى و إبراء الأبرص و الأعمى، وموسى -عليه السلام- فكانت معجزته تحويل العصا إلى حية كبرى وانشقاق البحر له، وصالح -عليه السلام- خروج الناقة من الصخر، وسليمان -عليه السلام- فهم لغة الحيوانات و الطيور و تسخير الرياح له و غيرها من المعجزات، إذًا فلماذا الاستنكار لرحلة الإسراء والمعراج؟.