رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القاهرة فى «مصيدة المرور»

الزحام يسيطر على
الزحام يسيطر على كبارى وسط القاهرة

شوارع مكتظة بالسيارات.. أصوات مشاجرات تعلو بين الحين والآخر.. صافرات وأصوات آلات التنبيه «الكلاكسات» تدوى فى السماء.

رجال المرور يسيرون فى عجالة لاستخراج أجندتهم لتسجيل المخالفات.

مشاهد باتت أشبه بسيناريو مسلسل يومى يشاهده المواطنون فى الشارع، فخلال الفترة الأخيرة زادت حدة أزمة الزحام المرورى رغم مساعى الإدارة العامة لمرور القاهرة لحل الأزمة والتى تعود لسنوات طوال.

مساعٍ عديدة بذلتها الإدارة العامة لمرور القاهرة لتسهيل حركة السيارات فى الشوارع والميادين، منها ميدان الأوبرا وسط العاصمة، والذى يعد الأكثر زحامًا.

ودعمت الإدارة العامة لمرور القاهرة كافة الشوارع بلافتات وعلامات إرشادية لتحديد مسارات السيارات للحد من الاختناق المرورى بالميدان خلال أوقات الذروة، كما وضعت حواجز حديدية.

ووضعت إدارة المرور لافتات وعلامات إرشادية بشارع مصطفى كامل للقادم من وسط القاهرة عبر شارع عبدالخالق ثروت وصولًا إلى نفق الأزهر.

كما تم وضع لافتات إرشادية بشارع محمد فريد تلزم قائدى المركبات المتجهين إلى كوبرى الأزهر بالتوجه إلى شارع قصر النيل اتجاه ميدان مصطفى كامل، مع وضع لافتة تعبر عن مسار الرحلة، الأمر نفسه للمتجه إلى نفق الأزهر.. فلابد من التوجه إلى شارع عبدالخالق ثروت.. والمتجه إلى كوبرى الأزهر عليه التوجه إلى شارع قصر النيل.

ورغم كل هذه التحويلات، إلا أن أزمة الزحام المرورى ما زالت قائمة.. بل باتت تزداد حدتها يومًا بعد يوم.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح مجمع الجلاء الطبى إن هناك شبكة طرق بطول 3800 كيلو متر، بالإضافة إلى مشروعات إنشاء أكثر من 7 كبارى خلال الفترة المقبلة، وزراعة مليون فدان جديدة، مشيرًا إلى أن الهدف يكمن فى التخلص من التكدس والازدحام المرورى فى مداخل القاهرة سواء كان على طريق الإسماعيلية الصحراوى أو السويس الصحراوى، أو الإسكندرية الصحراوى، وغيرها من محافظات مصر، وأضاف الرئيس أن إنشاء شبكة الطرق الجديدة فيما يعرف بالمشروع القومى للطرق، هدفها إحداث نقلة تنموية حقيقية بكافة أنحاء الجمهورية.

ورغم مساعى الحكومة لحل أزمة التكدس المرورى واهتمام الرئيس السيسى بذلك، إلا أن الأزمة المرورية ما زالت مشتعلة فى الشارع.

وفى تصريحات صحفية سابقة أكد محمد عبدالله زين الدين، وكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الزحام المرورى تبلغ 47 مليار جنيه سنويًا، متوقعًا أن ترتفع الخسائر لـ105 مليارات جنيه بحلول 2030.

وتقدم زين الدين، بطلب مناقشة عامة للدكتور على عبدالعال، رئيس البرلمان، بشأن تشجيع تخصيص مسارات خاصة للنقل الجماعى بالقاهرة والمحافظات، مطالبًا الحكومة بوضع خطة لتحويل النقل فى مصر إلى نقل جماعى فقط، وتشجع أصحاب السيارات الخاصة على أن يتركوا سياراتهم ويستقلوا النقل الجماعى كما يحدث فى معظم دول العالم، مؤكدًا أن هذه الخطة ستؤدى إلى حل جزء كبير من مشكلة المرور فى مصر.

وكشفت الدراسة البحثية التى أعدتها أكاديمية البحث العلمى، وترأس الفريق البحثى فيها الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل الأسبق، أن مصر تتكبد خسائر تبلغ 428 مليار جنيه سنويًا نتيجة عدم الاستغلال الأمثل لوسائل النقل الجماعى، منها 175 مليار جنيه بسبب سوء الطرق.

وتتمثل الخسائر فى الوقت المهدر، وتكلفة الوقود المستهلك، والازدحام المرورى، وحوادث الطرق.

وأشارت الدراسة البحثية إلى أن القاهرة تحتل المرتبة الأولى فى قائمة خسائر التأخير بالمواصلات بمعدل 47 مليار جنيه، والإسكندرية فى المرتبة الثانية بـ12 مليار جنيه.

ووفقًا لباحث التخطيط بجامعة فلوريدا الأمريكية، لـ«ريبيكا مايلز»، فإن الرابط بين الكثافة السكانية والصحة ليس جديدًا.

وأكد الباحث الأمريكى فى دراسته عن البيئة الحضرية فى ميامى أن الأشخاص الذين يعيشون فى أجزاء من المدينة ذات التكدس المرورى، يعانون من أعراض الاكتئاب أكثر من غيرهم.

وأشار «مايلز»، إلى أن الدراسة تدعم النظرية التى تفيد بأن المساحات الخضراء تخفف من التوتر والاكتئاب.

«الوفد» قامت بجولة ميدانية لرصد حال المارة وسائقى سيارات الملاكى، والذين أشاروا جميعهم إلى ضرورة تحديد شوارع بعينها لمرور سيارات النقل والأتوبيسات والتى تشكل أزمة كبيرة فى القاهرة الكبرى خصوصًا فى فترة الذروة ما بين الساعة الواحدة بعد الظهر حتى الرابعة عصرًا.

«ياااااه دى مشكلة زى تحرير فلسطين عاوزة سنين علشان تتحل».

بهذه الكلمات استهل على كامل، موظف، حديثه، أثناء مروره بسيارة بمنطقة المهندسين، وقال

إن أكبر أزمة يواجهها الشارع هى سيارات النقل والتى تعد سببًا فى زحام الشوارع وقت الذروة.

وأضاف: «مافيش مره عرفت أوصل شغلى فى معادى أبدًا.. أنا ساكن فى المرج الجديدة، وعلشان أجى شغلى فى المهندسين باخد ساعة.. فى الطريق رغم أن المسافة أصلًا مش بتاخد منى نص ساعة بس علشان الزحمة بتأخر».

واستكمل الموظف حديثه بأسى قائلًا: «عيالى فى مدارس خاصة فى حلمية الزيتون.. وعلشان يرجعوا البيت برضو بياخدوا وقت بأتوبيس المدرسة، مش عارفين أزمة التكدس المرورى ده هتتحل امتى».

الأمر نفسه أكده خالد زكى، موظف، وقال إنه رغم مساعى رجال المرور لضبط الشوارع إلا أنه ما زالت أزمة التكدس المرورى قائمة بشكل كبير، بل تزداد حدتها يومًا بعد يوم، مشيرًا إلى أن سيارات النقل والأتوبيسات أكبر إشكالية لسائقى الملاكى لما تسببه من زحام شديد وغلق الشوارع.

«ده ربع مرتبى ضايع على الخصومات بسبب الزحمة»..

بحالة من الاستياء الشديد يقول مواطن من سكان منطقة المنيب بالجيزة، يدعى «زكى»، إنه لكى يذهب إلى عمله فى الدقى يعانى كثيرًا من الزحام المرورى رغم خروجه مبكرًا، وهو ما يتسبب فى خصومات يومية من راتبه.

مواطنة ثالثة، هى سعاد كامل، تقول لـ«الوفد»: «أنا زهقت خلاص مش عارفة أعمل إيه؟ مهما نزلت بدرى من بيتى مش عارفة أوصل شغلى فى ميعاده».. وأوضحت أنها تعمل فى إحدى الشركات الخاصة فى المعادى، وتقيم فى منطقة المهندسين.. ويوميًا تعانى من الزحام الشديد على الطريق، ما يجعلها تصل عملها فى وقت متأخر عن الموعد الرسمى.

وأضافت: «هى إدارة المرور ليه مش بتعمل طرق خاصة للأتوبيسات علشان تمشى فيها.. بجد والله حرام اللى بيحصل فينا ده.. أنا مشوارى مش بياخد نص ساعة أنا باخدها فى ساعة وشوية علشان الزحمة ويا ريت بأوصل شغلى فى ميعادى كمان.. ولما بخرج بقعد ساعتين علشان أعرف أوصل بيتى من الزحمة والشوارع تبقى مقفولة».

وقال شريف عبدالحافظ، موظف، إن أكبر إشكالية يتسم بها المرور فى مصر، هى الفوضى وكثيرًا ما يجد إشارات المرور لا تعمل فى الشوارع ما يجعل حركة المرور صعبة للغاية.

وأضاف: «عندنا بيقولوا الزحمة سبب التكدس المرورى، وأنا شايف أن ده مش مبرر لأن فيه دول زى الصين تعدادها السكانى كبير.. ورغم كده معندهومش مشكلة مرورية علشان فيه انضباط والتزام ونظام مرورى محترم».

وأثناء الجولة تصاعدت أصوات السباب بين أحد سائقى الملاكى وقائد أتوبيس على أسبقية المرور من الشارع، وتفاقمت الإشكالية حتى وصلت للاشتباك بالأيدى. وتدخل مواطن قائلاً لـ«الوفد»: «أهو كل يوم من ده شتيمة وزعيق وضرب وسباب ومش عارفين الدنيا واخدانا على فين».

وهكذا تستمر المشكلة، وتستمر مساعى حلها، دون أمل قريب فى القضاء على أزمة المرور فى مصر.