رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد أن طردتهم جماعة السودان.. شباب الإخوان إلى أين؟

شباب الإخوان
شباب الإخوان

قبل ثلاثة أعوام من الآن، استقبلت السودان عددًا كبيرًا من شباب جماعة الإخوان الإرهابية، الذين فروا من مصر عقب أحداث ثورة 30 يونيو عام 2013، بعدما واجهتهم تهم عدة ما بين تهديد للأمن القومي، والمشاركة في أعمال الإرهاب والعنف والفوضى.

ويعيش هؤلاء الشباب الآن، بالإضافة إلى شباب فرع جماعة الإخوان بالسودان الذين انتموا إليها منذ عام 1945، واقع سيء لا يحسدون عليه في السودان، نتيجة الصراع الدائر بين دفتي الجماعة جبهة محمود عزت، وجبهة الشباب التي كان يقودها مصطفى كمال قبل وفاته في أكتوبر عام 2016.

وبالأمس، صدع الخلاف بين الشباب والقيادات الكبرى في السودان، بعدما ترددت أنباء عن قيام قيادات الجماعة، بطرد شبابها الهاربين من مصر إلى السودان، من الشقق السكانية الخاصة بهم، وإلقاؤهم بالشوارع في خطوة مفاجئة، بتهمة سوء سلوكهم وتناولهم للمخدرات، ومرافقتهم لفتيات.

وحمل الشباب مسئولية ما يحدث لهم الآن إلى "الحلوجي"، قائد التنظيم في السودان، وأعلنوا أن القيادة الإخوانية هناك تعاني من الفساد وتقرب المنافقين والمطبلاتية إلى جبهة محمود عزت، ومعاقبة أي معارض لهم، واستخدام الأموال لإغراء المعارضين عن التراجع في مواقفهم.

والصراع بين الشباب وقيادات الجماعة بالخرطوم ليس بجديد، ففي يوليو الماضي، عقب ظهور نائب المرشد العام للجماعة محمود حسين على فضائية الجزيرة معلنًا تمسكه بالمنصب بخلاف مطالب شباب الجماعة،  كشف عدد منهم أنهم يعانون الأمرين هناك ويذلون وينكل بهم من قبل القيادات الإخوانية؛ بسبب الخلافات الفكرية بين أطراف الأزمة في مصر.

"صراعات داخلية"

وبالرغم من أن السودان أول من فتح الباب على مصرعيه لهؤلاء الشباب بعد الثورة، واستقبلت المئات المحكوم عليهم في قضايا إرهابية بالإعدام والمؤبد، وألحقتهم بالجامعات السودانية، ووفرت فرص عمل لهم وفقًا لـ"موقع العربية نت"، إلا أن الصراعات الداخلية قلبت الأمور مؤخرًا.

إذ شهدت الجماعة منذ فترة طويلة صراعًا بين جيل العواجيز والشباب، على منصب نائب المرشد العام، مما دفع القيادات في النهاية إلى طرد 11 من شباب الإخوان المصريين المنتمين إلى جبهة "محمد كمال"، ومعايرتهم بالأكل والشرب، وحجز جوازات سفرهم، عقابًا لهم على مخالفتهم جبهة محمود عزت، وفقًا لروايات الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي.

"بداية الأزمة"

وكانت الأزمة مشتعلة منذ منتصف العام الماضي، والذي شهد واقعة التهديد بالطرد للمرة الأولى لشباب الإخوان، بعد الانتخابات التي تم إجراؤها لإخوان مصر في الخرطوم، وقيام مجموعة من شباب الجماعة بالانفصال عن التنظيم وتأسيس جماعة جديدة.

وصرح وقتها "محمد عيسى"، القيادي الإخواني، بأن قيادات الجماعة لم يعودوا قادرين على دفع إيجارات العمارات الجديدة لشباب التنظيم في الخرطوم، وبدأت تحدث بعض المشكلات داخل السكن حول من هو مع شرعية الجماعة والمؤسسة، لذلك طالبوهم بالمغادرة، إلا أن الشباب رفضوا وتمسكوا بالبقاء، حتى أمس الذي تم فيه طردهم بالفعل.

شباب الإخوان إلى أين؟

بين بداية الأزمة، ونهايتها بطرد شباب الإخوان، يبقى السؤال الحائر أين يذهب هؤلاء الشباب بعد طردهم لاسيما أنهم مصريين؟.. ثلاثة مصائر حددها خبراء الجماعات الإسلامية ستكون أمام هؤلاء الشباب.

يقول سامح عيد، الباحث في الشئون الإسلامية، أن البعض منهم قد يفكر في العودة إلى أسرته مصر في حال عدم صدور أحكام ضده، والبعض الآخر يلجأ إلى الدول التي ترعى قيادات

الجماعة وشبابها وتحتفظ بهم كورقة قد تحتاجها في يوم، ومن الممكن أن يعتمد بعض الشباب على نفسه في العمل والتكفل بمعيشته في السودان بعيدًا عن الجماعة.

ويوضح في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد": أن إخوان السودان هم مجموعة من الطلاب الجامعيين في مصر، لكنهم تم فصلهم بعد ثورة 30 يونيو، لتورطهم في أعمال عنف وإرهاب، والبعض الآخر حُكم عليه بالسجن، مشيرًا إلى أن السودان استقبلتهم في بعثات تعليمية داخل جامعاتها ومصاريف إعاشة وسكن لكونهم مؤيدين للجماعة.

ويبين أن الانشقاقات التي دبت في الجماعة، لاسيما الخلاف بين القيادات الكبرى والشبابية هي من دفعت لذلك التصدع الحالي، لافتًا إلى أن قرار طردهم جاء نتيجة انفصالهم قبل شهر عن الجماعة بشكل ظاهري، وإجراء انتخابات داخلية، وتدشين مكتب خاص بعيدًا عن الجماعة الرسمية، مما دفعها لرفع الدعم عنهم.

واستبعد أن يحدث نوعًا من الصدام المادي على أرض الواقع، متوقعًا اقتصاره على انقلاب لفظي وداخلي من الشباب تجاه القيادات الكبرى، لكونه تصرف غير محسوب من الجماعة في ظل انقسامات حالية كان عليها أن تتحملهم وتسعى لاستيعابهم حتى ولو اختلفوا معها فكريًا.

أما هشام النجار، الباحث في الشئون الإسلامية، فرأى أن مصير الشباب سيبقى في السودان، فمن المتوقع أن يستسلموا لحالهم وينضمون تحت جناح جبهة محمود عزت، والتضحية بانتمائها لجبهة الشباب في مقابل الإعالة والمعيشة من جديد.

ويشير في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"،: إلى أن تلك الخطوة لم تكن مفاجئة، لأن الفترة الأخيرة شهدت خلافات قوية بين الجماعة والشباب، الذين أعلنوا عن وجود صعوبات تواجههم في المعيشة بالسودان وتفضيل واضح لقيادات جبهة "محمود عزت"، عن الشباب في مستوى المعيشة.

ويلفت إلى أن عملية الطرد جاءت متزامنة مع بعض الأمور التي رسخت الانقسام الرسمي للجماعة، مثل انشقاق "وجدي غنيم" وبعض القيادات، وحرب التصريحات والتنافس في صدارة المشهد، ومحاولة اكتساب شرعية بين الجبهتين.

ويبين إلى أن جبهة "عزت" لم تعد تحتمل الصراع الدائر والنزاع الشديد مع الشباب خلال الفترة الأخيرة، مما دفعها للسعي إلى تخفيف هذا الحمل بالتخلي عن الشباب وطردهم والتضحية بهم، تجنبًا لمزيد من الانشقاق والاختلاف.