رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور..فولي: ماشي في نور الله.. «أسقى» وأقول يا رب

فولي السقا
فولي السقا

«السقا مات» من زمان بعيد فى كل شوارع مصر وحاراتها، لكن «فولي» أحيا ذلك المشهد فى رحاب آل البيت.. تجد الرجل حاملا «قربة» صنعها بيده من جلد الماعز وملأها عن آخرها من ماء السبيل. يسير بين أحباب السيدة نفيسة والسيدة زينب وسيدنا الحسين ويعلم موعد مولد سيدى على زين العابدين  ويحضر قبل الجميع ليحيى الذكرى ويسقى العطاشى كما يعلم بالتمام موعد احتفالية الموالد فى كل أنحاء مصر ابراهيم الدسوقي، والقناوي، والسيد البدوى فى طنطا.

عم فولى عبدالغنى ليس بشيخ عجوز، بل شاب فى العام السادس بعد الأربعين.. قابلته  يحمل قربة  مياه لم أرها إلا فى أفلام الأبيض والأسود، وقد صنع رداءً أو كسوة من كيس كبير بلاستيك وقام بتفصيله بنفسه ليرتديه وليحمى جلبابه من المياه فيبدو جافًا ونظيفًا دائمًا، لذا فهو ليس بدرويش هائم على وجهه يرتدى ملابس بالية، بل تلمس فيه رجاحة العقل والمنطق فى كل كلمة يقولها، هو صاحب رؤية ومنطق خاص جدا به وقناعة يؤمن بها ويسير كيفما توجهه.. يقطع  الشوارع بحماس شديد، ثابت الخطى كأنه لا يشعر بتعب أو إرهاق، تحسبه فى مهمة رسمية هو عاشقها وليس واجبا او حتى مهنة يتقاضى عنها أجرًا، بل أجره الثواب عند الله، ربما كانت قناعته بذلك سر ابتسامة لا تفارق وجهه، يسقى المارة ويقول «بالهنا والشفا» أجرى على الله الذى لا تضيع عنده الأجور.

< اقتربت="" منه="" وسألته:="" من="" أين="">

< من="" بلدى="" المنيا="" «البورجابية»="" سيدى="" أحمد="">

< وأين="">

<  تركتهم="">

< ومن="">

< يرعاهم="" من="" خلقهم="" ومن="" لا="" تضيع="" عنده="" الودائع.="" هم="" خمسة="" أطفال ="" وأمهم="" فى="" غنى="" كامل="" عن="" الدنيا="" وما="" فيها،="" ولقد="" تركت="" لهم="" ما="" يكفيهم،="" فأنا="" رجل="" غنى="" وأمتلك="" أفدنة="" من="" أجود="" الأراضى="" الزراعية="" فى="" بلدنا="" وتجود="" بأفضل="" المحاصيل،="" نبيعها="" ونعيش="">

< كيف="" وأنت="" هنا="" فى="" رحاب="" آل="">

< أحضر="" هنا="" فى="" أيام="" الموالد="" فقط="" ثم="" أعود="" إلى="" بلدنا،="" فأجد="" الخير="" وفيرًا="" وكأن="" الله="">

لى شئوني. زوجتى ست شاطرة وأولادى يساعدونها فى زراعة الأرض والبركة تحل علينا جميعا، وعمرى ما احتجت لحد ولا مديت إيدى لبشر.

< كيف="" ومتى="" بدأت="" فى="" سقيا="" «حبايب="" آل="">

< فى="" يوم="" من="" سنة="" بعيدة="" لا="" أعرف="" متى="" بالتحديد،="" صليت="" الفجر="" ونمت="" على="" وضوء="" فوجدت="" ـ="" اللهم="" صل="" على="" النبى- ="" سيدنا="" الخضر="" جالى="" فى="" المنام="" وستنا="" زينب="" رضى="" الله="" عنهاـ="" ما="" شاء="" الله-="" نور="" على="" نور="" فامتلأ="" قلبى="" بشيء="" عجيب="" قوة="" غريبة ="" دفعتنى="" لأصنع="" قربة="" من="" الجلد="" وأنزل="" مصر="" وكان="" بالصدفة="" مولد="" السيدة="" زينب="" وأخذت="" الرؤيا="" نفحة="" أملأ="" القربة="" بالمياه="" وأسقى="" أحباب="" السيدة="" الذين="" جاءوا="" من="" كل="" مكان="" للاحتفال="" بمولدها="" ومن="" يومها="" عاهدت="" نفسى="" على="" ألا="" أترك="" مولد="" أحد="" من="" آل="" البيت="" إلا="" وأسقى="" أحبابه="" ومريديه="" بدون="" مقابل،="" فأنا="" لست="" متسولاً،="" بل="" عاشق="" لله="" وللنبى ="" ألف="" صلاة="" عليه="" ـ="" وأذوب="" عشقاً="" وشوقاً="" فى="" أحباب="" النبى="" وأهل="" بيته="" وكل="" من="" يأتى="" لزيارتهم="" وألف="" محافظات="" مصر="" كلها،="" ورغم="" ذلك="" لا="" أقاطع="" بيتى="" وأولادى="" أبداِ="" وأرعاهم="" وهم="" يعينوننى="" على="" ذلك="" والحمد="">

تركت «فولى» ومازال بحماسه لا يشعر بتعب أو يكل من سقيا الناس، بل يبتهج ويبتسم وكأنه يسير فى عالم لا يراه سواه لا نراه نحن ولا يأتينا من خبره إلا ابتسامة الرجل ورضاه.