عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"مستحضرات التجميل المضروبة".. مولد وصاحبه غايب

بوابة الوفد الإلكترونية

"أقلام روج جميع الماركات، ماسكرا بأشكالها وألوانها وأحمر الخدود بألوان الطيف، وتحديد العيون والشفاة والبارفانات والشامبوهات وياما فى الجراب يا حاوى"، هكذا صورة أحد الأزقة بمنطقة العتبة والموسكى المليئة بالأنواع المضروبة والمضرة بالبشرة، ويطلق عليها البائعون ماركات فيرست كوبي أى تقليد للأصل بنفس الجودة لكن بمضمون أقل على البشرة.

وتجد الآلاف من الفتيات يذهبن بصورة يومية ولا يكلون ولا يملون من الشراء ولم يعطوا لأنفسهن ولو برهة من الزمن للتفكير عن الأضرار المسببة على بشرتهم على المدى البعيد، لاستخدامهم مثل هذه المساحيق التى تؤدى للالتهابات وطفح جلدي وغيرها من الأمراض التى تصل للمسرطنة فى بعض الوقت.

وفى بادئ الأمر، قامت محررة الوفد بالذهاب لمنطقة العتبة لأشهر محلات مستحضرات التجميل بها لتسأل إحدى البائعات عن تلك المكان لتذهب بجولة بصحبة عدسة "بوابة الوفد" لترى مدى إقبال الفتيات والسيدات على المنتجات المضروبة والتى يزعم بائعيها أنها تقليد للأصلى وليست مضروبة، علاوة على أراء البائعين حول منتجاتهم المقلدة.

فكيف تكون تقليدا للأصلى كما يقولون البائعون كنوع من اكتساب ثقة المترددين عليهم، والمنتجات لا يتعدى أى منهم الـ50 جنيها وذلك أين وجد على سبيل الصدفة البحتة، فثمن "الماسكرا" لا يتعدى الـ25 جنيها، والروج 7 جنيهات إذا بلغنا فى الثمن، وأحمر الخدود 15 جنيها، أى مستحضر بهذا الثمن الرخيص لا يضر بالبشرة وبأى مادة صنعت ليعلنون وبكل ثقة أنها غير مضروبة.

فتوجهت لحارة ضيقة لأجد بها عدد من الأكشاك وليست محلات باعتبارها أعمدة خرسانية بارزة من الحوائط ويضع كل مالك لها  لافتهة باسم المحل ليقف بداخلها ولا يتسع المكان لأحد غيره، ويبدأ فى الترويج لبضاعته ومنهم من يظل صامتا معتمدا على الزبائن الدائمين الذين يذهبوا إليه بصورة دائمة أو متقطعة دون غيره، لتجد هناك العديد من الفتيات المصطحبين لصديقتهم العروس لتشترى كافة ما تطلبة من مساحيق لمستحضرات التجميل التى بحاجة إليها ولم يبلوا بالأضرار القادمة لهم ولها، فتلك المساحيق على لم تستغرق طويلا كى تظهر رداءتها على البشرة.

وترى عدد من الصناديق البلاستيكية المخصصة لنقل الخضروات ولكن هنا نستخدم لوضع زجاجات "المانكير"طلاء الأظافر بها، والتى بتملق النظر له تجده مرسب أسفل الزجاجة وأعلاه مياه لا يعرف مصدرها، أما عن أحمر الخدود"الروجاجوه" فلا يحتاج لتدقيق النظر لكشف جودته فيظهر المسحوق متكسرا داخل العبوة، لذلك تظهر العديد والعديد من الحبوب والبثور السوداء على بشرة الفتيات والسيدات والتى تعتبر الصديق الوفى لتلك المساحيق المضروبة أو المقلدة.

وعلى الرغم من علمهم أن لكل بشرة طبيعة خاصة فالتعامل معها، ولكنهم يهتمون بالمظهر الخارجى أفضل من الداخلى، فتكون البقع الصبغية على الوجه رفيقة دربهم ويدخلوا فى رحلة العلاج الطويل، ولما كل هذا العناء التى تتكبده الفتيات لمجرد مظهر خارجى يكونون دائما فى حالة تأهب واستعداد لوضع أى مساحيق تظهرهن جميلات دون النظر للوجودة والمنشأ.

وفى أحد المحلات، تجد شاب فى مقتبل العمر يقف وسط كم هائل من زجاجات البرفان ويأتى له عدد من الزبائن الدائمين ليشتروا أنواع عدة فلا يرحل أى منهم بدون نوع واثنين وثلاثة، وبمتابعة الوضع تأكدت من بيعها بأسعار لا تذكر فبعضها نوع رجالى لا يتعدى الـ15 جنيها، مما أدى ليقينى أنها مضروبة بالرغم من شكلها المرتب والعبوة المذكور عليها البلد المنشأ، ولكن علمنا أن ذلك جائز فيمكن أن تعبئة الزجاجات الفارغة وتوضع بالعبوات بعد تجمعيها فى الأماكن الرديئة.

وبائع آخر يقف فى وسط ميدان العتبة بالقرب من موقف الأتوبيسات يفترش بعربته عددا من زجاجات البرفيوم والملحوظة أنها معبئة وليست مشتراه من بائع جملة أو غيره، ولا تتعجب حين أقول إنه يتمركز منه على بعد أمتار رجال التفتيش من "البالدية" المفروض بحكم وظيفتهم يمنعنون بيع تلك المنتجات الضارة بصحة المواطن، فتلك الروائح تعمل على التهاب الجلد وإصابة بأمراض جلدية خطيرة نظرا لاستخدام السبيرتوا والماء ومواد الكحول الأثيلى لتثبيت الرائحة مدة أطول.

خبراء تجميل يحذرون الفتيات من استخدام الميك أب

واستنكر عدد من أطباء الجلد وخبراء التجميل وضع الفتيات لمستحضرات التجميل لأثارها الضارة على البشرة، لافتين إلى أن تلك الأضرار تعمل على شيخوخة مبكرة للبشرة وظهور التجاعيد، علاوة على البقع الصبغية الملازمة للبشرة.

ومن هنا حذر الدكتور هانى الناظر أستاذ الجلدية ورئيس المركز القومى للبحوث سابقا، الفتيات والسيدات من استخدام الميك أب بصفة عامة سواء مضروب أم لا، حيث إن له أضرار وخيمة على البشرة وتترك آثارها على المدى البعيد، قائلا: "إحنا بنقول بلاش الميكب العادى لأضراره ما بالك بقى بالمضروب".

وأشار الناظر فى تصريحاته لـ"بوابة الوفد"، إلى الأمراض التى يسببها الميك أب المصنوع فى المناطق العشوائية ومن أهمها الحساسية الموضوعية واحمرار الجلد المؤدى للطفح الجلدى، مضيفا أن تفاعلها يزيد بصورة كبيرة مع  التعرض لأشعة الشمس.

وتابع، أن ظهور التجاعيد المبكرة وكسر الكولا جين فى خلايا الجلظ بالبشرة أيضا من العوامل الناتجة عن مساحيق المكياج المضروب، مطالبا الفتيات بضرورة الابتعاد عنه خاصة بعد ظهوى أنواع فى الفترة الأخيرة لا تستطيع المياه عن إزالتها وهو الميك أب الماط.

وفى نفس السياق، أوضحت الدكتور وفاء علم الدين أخصائي الأمراض الجلدية وتجميل

البشرة، أن أنواع الميك أب المضروب على خلاف تصنيفاتها مصنوعة من مواد رديئة وبدائية ولا علاقة لها بمواد التجميل سواء الطبيعية أو المصنعة، مشيرة إليها على سبيل المثال لكحل تحديد العين "الأيلينر" فهو مضاف إليه مادة الكربون والتى تعمل على كثافة اللون الأسود فيؤدى بالتالى لأصابة حالات كثيرة بأحمرار وتورم، علاوة على الالتهابات الجلدية حول منطقة العين بأكملها.

 ولفتت علم الدين، إلى أن أنوع الميك أب المضروبة والتى تباع على الأرصفة تصيب الفتيات بحساسية تلامسية والتهاب وأحمرار وتظهر على البشرة مادة شفافة تشبه المياه، وذلك من خلال الاستمرار فى وضع تلك المساحيق الرديئة على البشرة، أما عن أحمر الخدود "الروجاجو"  بيتفاعل مع أشعة الشمس ويعمل على طبقة من التصبغات الجلدية.

ونوهت أخصائي الأمراض الجلدية وتجميل

البشرة، بخصوص بيع البرفانات ومزيلات العرق على الأرصفة بمنطقة العتبة والموسيقى أن مادة الكحول الأثيلى والمعروفة أنها تستخدم بكثرة فى العطور والروائح لتثبيتها نتيجة لأختلاطها بالجلد بصورة مباشرة يعمل على ما تسمى بظهور الأجزيمة التلامسية وحبوب للجلد، منددة بضرورة متابعة ورقابة من وزارة الصحة والتموين للمحافظة على الصحة ولابد من اعتمادها.

واتفقت معها فى الرأى أمينة شلباية خبيرة التجميل، أن أفراط الفتيات ف استخدام الميك أب رخيص الثمن وغير مطابقة لمواصفات وزارة الصحة يتسبب فى إصابتهم بمشاكل صحية للبشرة وأهمها ظهور الحبوب بصورة كبيرة وبقع جلدية، مبينة أن وضع الميك أب يتطلب شراء ماركات مرخصة والتأكد من صلاحيتها، علاوة على شرائها من أماكن موثوق بها.

وطالبت شلباية، الفتيتات والسيدات بمراعاة البشرة والأعتناء بها وحال الإصابة بأمراض جلدية لاستخدامهم الميك أب المضروب الذهاب على الفور لاستشارة طبيب مختص.

ومن جانبه، قال الدكتور يحيى حشيش أخصائى الأمراض الجلدية والليزر بمركز بادى آرت، أن مشاكل البشرة كثيرة وفى حالات بتعانى من مستحضرات التجميل المضروبة، موضحا أن أهم مخاطرها أنها بتسد المسام ولابد من استخدام ميك أب مصنوع من مواد طبيعية وتفتح مسام البشرة.

بائعو مستحضرات تجميل: الميك أب إللى على الرصيف منتهى الصلاحية.. وإحنا شغلنا ماركات

قال محمد عبدالفتاح بائع مستحضرات تجميل بالعتبة، أنا بقالى 8 سنين شغال فى بيع الميك أب الفرست كوبى  يعنى كوبى من الماركات المعروفة وبشتريها من إسكندرية بتيجى عن طريق ليبيا ومن شركات تجميل مسجلة، قائلا: "أنا مش بنصح اى شخص يستخدم الميك أب المضروب لأنه بيضر البشرة".

وأضاف عبد الفتاح،  أن الميك أب اللى بيتباع على الرصيف مصنوع  من خامات رديئة وأثارها بيظهر بسرعة مش بتثبت على البشرة وبتجيروليها روائح نفاذة، مبيناً أنه لا يفكر مطلقاً فى شراء المضروب لكثرة الزبائن عليه، علاوة على  هيئة التفتيش من وزارة التموين والصحة بصورة مستمرة تأتى لمتابعة صحة المستحضرات.

وأستطرد بائع مستحضرات تجميل بالعتبة، ان الفرق بين  الميك أب الفرست كوبى اللى ببيعه والأصلى السعرفقط، قائلاً:" محلات أدوات التجميل والصيدليات بياخدوا ميك أب من عندى".

وأسترسل عصام ابو المجد بائع أدوات تجميل،  أن مساحيق المصنوع منها الميك أب المضروب تسبب أضرارعلى البشرة نتيجة لوضعها فى الشمس بصورة مستمرة بسبب بيعها على الرصيف، قائلاً:"  البياع بتاع الشارع لو شاف اى حد من شرطة المرافق بياخد حاجتوا ويجرى مفيش رقابة كويسة".

وطالب ابو المجد، وزارة التموين بضرورة خضوع مستحضرات التجميل المضروبة للفحص للكشف عن المواد الرديئة المستخدمة فى صنعها، مشيراً إلى أن حال وجود اى من مساحيق التجميل منتهية الصلاحية بالمحلات تقوم على الفور هيئة التفتيش بعمل محضر من قبل وزارة التموين .

وتحدث، بخصوص مطابقة مستحضرات التجميل لمواصفات وزارة الصحة والتموين، أن المستحضرات يتم أسترادها عن طريق الصين وتخضع للإجراءات من خلال أخذ عينات  يتم تحليلها للتأكد من سلامتها مرورها من الجمارك، مؤكداً على حضور لجان تفتيش  بصورة دائمة للتأكد من الأنواع و الرقم الصادر على كل علبة.

 وتابع بائع أدوات التجميل، أن الفرق بين مستحضرات التجميل التقليد التى أعمل بها كباقى محلات العتبة و الماركات الأصلية يكمن فى المادة الخام المصنوعة منها أدوات التجميل ولكن الجودة نفسها.

وأعرب أحمد محمد جابر، صاحب توكيل برفانات مستوردة، عن إستياءه من لجان التفتيش من وزارة التموين ، حيث تعمل على الذهاب لمحلات المرخصة وتأخذ منها أموال دون اى وجه حق بالرغم من عدم حقهم فى ذلك لكنه كنوع من تجنب الضرر والأذى ، مبينا أن البرفانات التى تباع بالشوارع تسبب حروق للجلد  لأن البرفانات سعرها بالجملة  من الشركة 20 جنيها ويتم بصورة أخرى بيعها على الرصيف الـ 3 زجاجات بـ10جنيهات.

وأشار جابر، إلى أن المواطنون يعلمون أن تلك الروائح ضارة ولكنهم يشترونها لسوء الحالة الاقتصادية، قائلا: "مفيش رقابة خالص لجان التموين عارفة عن المضروب وبيسكتوا وبتيجى للمحلات المرخصة وبتاخد فلوس منهم رغم وجود الأوراق الرسمية".

شاهد الفيديو...