عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاهد.. في حواره لـ"الوفد".. عامر التوني يروي مشوار المولوية المصرية

بوابة الوفد الإلكترونية

اقتبس أغانيه وأشعاره من التراث القديم ولكنه حاول جاهدًا أن يطور فن المولوية ويضيف له، فأسس المولوية المصرية، وأنشأ فرقة خاصة به مكونة من 12 عضوًا ليصل بهذا الفن إلى العالمية من خلال حفلاته بدول العالم المختلفة، كالمغرب والكويت والهند والتى يصل جمهوره بها أكثر من 40 ألفًا، ومنهم من يسافر بالساعات قاصدًا حفلاته، كما أن فرقته لم تقبل أى عضو ما لم تتوافر فيه صفات المحبة وطيبة القلب، وذلك باعتبارها رسالة المحبة التى تنشرها المولوية المصرية.

هو أحد مواليد قرية الروضة التابعة لمركز ملوي بمحافظة المنيا، الذى استطاع أن يحفر اسمه في عالم الفن الصوفي أنه عامر التوني، وتحاورت معه "بوابة الوفد" ليروي لنا تفاصيل الفن المولوي ووصول المولوية المصرية للعالمية.

وإلى نص الحوار:-

- ما هي بدايتك مع فن المولوية؟

بحكم النشأة في الصعيد، كانت كل أشكال الاحتفالية والفنون الأدائية الأولى إنشادية بحتة عبارة عن حلقات الذكر والحاضرة والإنشاد وغيرها، مستخدمين آلات إيقاعية بسيطة، وخاصة الناي، بجانب صوت المنشد أو المبتهل الذي يزيد لديك الحالة الروحية، بجانب عدم وجود هذا الكم الهائل من الفضائيات لتكن تلك هى أول أشكال الفن، فترسخت لدي فكرة الإنشاد والابتهال والمديح لأن تلك الفنون التى نشأت عليها وكانت هى المصدر الأول الذي استقيت منه الفن الصوفي.

وكان لا يوجد سوى قناتين بالتلفزيون والراديو الذي تطلع على العالم من خلاله فتسمع أغاني مختلفة وتطلع على الثقافات الأخرى وبكل ذلك تستشعر وكأن حياتك كلها يتم تهذيبك على امتهان الإنشاد والبحث عنه وفيه.

انتهيت من الثانوية والتحقت بكلية التربية قسم اللغة العربية في جامعة المنيا، وهناك تعرفت على جميع الأشعار على مدار العصور بداية من الشعرالجاهلي وحتى الشعر الحديث والمعاصر فضلاً عن التاريخ العربي الشعري، وتعلمت من الكلية الكثير من أدوات اللغة العربية "النحو والصرف وكم هائل من المفرادات"، جميعها تمكنك من النطق السليم والإعراب.

ثم حاولت أن أسلك طريق الغناء وأصل لملحنين ومؤلفين ففشلت كل السبل وكأن الله يريدني أن اسلك طريقا آخر لأن "التيسير علامة القبول"، وبحثت فيه وسعيت من أجله.

وبدأت أتبع الموضوع بمنهجية مختلفة واتعلم واتعرف على فنون الإنشاد ببقاع العالم كله من الجزائر والمغرب والباكستان والهند وهل العالم كله لديه إنشاد؟ وكيف أتناوله ؟ وكيف استطيع أن أحدد مكاني واترك بصمة فيه؟.

- ما هو أول شعور أحسست به فى أولى حفلاتك الغنائية؟

المشاعر الأولى فى الحفلات كلها واحدة فأهمها التوتر بوجود جمهور كبير ينتظر بالمسرح ليستمتع بالأغانى الروحانية ويمتزج به إحساس السعادة أنك على مسرح وتغنى لسيدنا النبى صلى الله عليه وسلم  وتكمن بكل حواسك مشاعر حب ولكنها ليست لمخلوق وأينما للخالق عز وجل، وأحياناً يتخلل مشاعر الفرحة بكاء ولكنه يدل على زيادة الفرحة بالذكر، علاوة على جانب التوفيق من الله واكتساب محبة الجمهور.

 ويستحضرنى أثناء الغناء على المسرح شعور داخلى كأنها حالة من الحضرة والفرق هنا أن الغناء الروحي بمكان عام سواء على المسرح أو بحديقة عامة.

- ما هى الطقوس التى تتبعها  فرقة المولوية المصرية بالحفلات؟

قبل الحفلة مباشرة يقوم أعضاء فرقة المولوية بقرآءة سورة الفاتحة والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، وارتداء اللون الأبيض دليل على ملابس الإحرام، وعدم انتعال شىء فى القدم يدل بصورة رمزية على تجرد الإنسان أثناء الموت والأرض تحت القدم مباشرة والسماء بالأعلى.

 

- هل ترى احتمالية انطباع الحزن لدى للجمهور لارتدائكم الألوان الدالة على الموت؟

التصوف مختلف عن الطريقة الحياتية، فالمتصوف فى حالة الذكر يميت الشهوات بداخله وذكر حالة الموت رمز للميلاد من جديد وأحيانا نستعين براقصى المولوية بملبسهم الأحمر دليل على تجديد الحياة، والمتصوف فى طرحة لفكرة الموت بالنسبة له يكون خالص من كل المشكلات الحياتية وتشوقه لمقابلة أحبائه لأنه دائما ما يسعى لذلك، لأنه حابب لقاء الله ورسوله سواء شئنا أم أبينا فهو لا يهمه الموت أو الحياة بل رغبته بالموت بعد أن تتم بمشيئة الله يكون فى حالة سعادة.

- ما الذى ترمز له ألوان ملابس راقصي المولوية؟

نستخدم فى الحفلات ألوان الطيف السبعة لأنها دالة على الطبيعة باعتبارها ألوان كونية تتحد عن طريق قوس قزح، فالملابس البيضاء دليل على ملابس الأحرام او نقل الإنسان لمثواه الأخير، والعباءات السوداء نستعين بها أحيانا ودالة على القبر والتراب الذى يغطى الجسد، وباقى الألوان لاكتمال قوس قذح .

- هل المشارك في فن المولوية يحتاج لملكة وموهبة خاصة؟

طيبة القلب هي أهم صفة لأنها هي الأداء التي توصل الرسالة للجمهور فكيف تصل لو هذا الشخص لئيم ، وعن اختيار الأعضاء يتم عن طريق معاشرة الشخص ومعرفة طباعه وفى حالة وجود أي صفة غير مستحبة به يتم خروجه من الفرقة على الفور.

- هل توجد موسيقى معينة أو كلمات وألحان تستعين بها؟

نستخدم الشعر والأغانى التراثية القديمة، ولكن نعمل على تطويرها لتواكب تطلعات العصر الحالي، والجمهور دائما ما يتطلع للجديد، ولا يجب أن نلتزم بالقديم فقط بل نقتبس منه ونضيف عليه ونطور الألحان بشكل مستمر.

- وما رأيك فى استخدام الشباب للآلات الموسيقية الحديثة؟

 لا مانع من استخدام الآلات الحديثة ولكن لابد من توظيفها لعدم إفساد القيمة الروحية للغناء المولوي، ولكن لا يجوز استخدامها لمجرد أنها حديثة فقط.

- ما مدى تفاعل جمهور الدول الأجنبية معكم؟

على الرغم من عدم اتقان الدول الاجنبية للغة العربية ووجود الكثير من دون المسلمين فاننا نلقي تفاعلا كبيرا من الجمهور، حيث إننا نعتمد على طاقة الغناء والتأثير والحالة الروحية وفى أغلب الحفلات نصعد على المسرح بدون راقصين بهدف الوصول لانفعال أقوى من اندماجهم معنا، أما عن تفاعل الجمهور فيوجد بيننا حلقة وصل عن طريق الروح وفن المولوية يعرض على جميع الأديان وخاصة فى دولة الهند الجمهور هناك متعدد الملل والأديان ولكنهم يعلمون أن المولوية فن يتضمن أغاني إسلامية ولكنهم يأتون بروحهم وليس أجسادهم و يحضرون لبحثهم عن الشىء المختلف.

وتعتبر الهند من اكثر الدول تفاعل معنا ولنا جمهور عريض هناك، بجانب المغرب العربي فالدول تشتاق لنا وتنتظرنا.

وعن صعوبة الكلمات فالكثير من الشعب العربي لا يفهم كلمات الأغاني فما بال الدول الأجنبية فنحن نستخدم التراث وأشعار صوفية قديمة كأشعار السهروردي ورابعة العدوية والحلاج وإبن الفارض .

- هل يوجد أوجه اختلاف فى فن المولوية الصوفية فى مصر عن الدول الخارجية؟

الفنان ابن بيئته والقوالب الغنائية فى المنطقة العربية واحدة والمنهج واحد كونه منهج محبة، ولكن الاختلاف فى الشكل الأدائى فكل دولة تعمل على

طريقة إنشاد خاصة للوصول الروحى لخطابها "جمهورها".

- هل استعداد فرقة المولوية المصرية للحفلات خارج مصر يختلف عن داخلها؟

تنظيم فرقة المولوية للحفلات الخارجية يختلف فقط فى عدد أعضاء الفرقة، فالدولة الداعية لنا تتحمل ميزانية السفر بحد أقصى 8 أشخاص والفرقة بأكملها 12 شخصا، فالضغط على الفرقة المسافرة لخروج نفس الصورة المشرفة كما لو كان العدد كامل، وذلك عن طريق اختيار أنواع أغانى خاصة تتماشى مع الدولة والإيقاعات والرقصات، ولكن داخل مصر نستطيع تقديم عروض ضخمة لتوافر افراد الفرقة كاملة.

- ما رأيك فى اندماج الشباب مع المولوية المصرية؟

الشباب هم الداعم الحقيقى لبقاء للمولوية المصرية، وغالبية الجمهور الحاضر للحفلات من الشباب ومن طلاب الجامعات، وهذا هو الحال بحفلات دولة الكويت فيحضرون بروحهم للاستماع لذكر الله.

- ما هي  المفاهيم أو الأفعال الخاطئة بالفن الصوفي والتصوف؟

أي حاجة هتبعد عن منهج سيدنا النبي وما فرضه الله تعالى خروج عن المنهج الديني ولكن لو خرجت بره الاطار ده يكون خروج عن الدين وبالتالي ملهوش علاقة بالمولوية أوالتصوف.

فالتصوف حالة بين العبد وربه وبه يقوم العبد بزيادة النوافل، كالتسبيح او قرأة القرآن ولكن لا يعني أن اترك تكاليفي المفروضة علي فلابد من الصلاة والزكاة والصوم والحج أولاً، ثم الاجتهاد بزيادة العبادات رغبة في التقرب لله ولكن هناك من يتوك الفرض ويجلس للتأمل مثلاً أو غيره، والصوفية تعريفها واحد ولكن  تختلف في الطرق من شيخ لأخر.

والمولوية الوحيدة هى التي تستخدم الحركات الأدائية والدوران حول الجسد فهى حالة تتشبه بالكواكب بدورانها حول الشمس  أي تدور حول نور أو الطواف حول الكعبة فالمؤدي للرقصة يضع الكعبة في قلبه ويلف.

- الكثيرون لا يعرفون فن المولوية.. ما سبب ذلك في رأيك؟

لم يكن غرضنا أن تكون جماهرية، وإن كنا بنقدم فن له فلسفة ورمز فأي شخص لديه النزعة الصوفية أو الروحية بيتابعنا، احنا ممكن نكون مقصرين في الوصول لأغلب الأماكن فهناك محافظات لها ظروف اقتصادية خاصة ولكن لدينا تقصير ونحاول معالجته وهذا على النطاق المحلي والعالمي.

- متى سنرى فن المولوية في الدراما والسينما؟

قريب يوجد مشروع مسلسل من المفترض لرمضان المقبل و العاملين عليه بدأوا بتجهيزات له، والمولوية والموسيقى الخاصة بها والأغاني هتتضمن في التتر وهناك حوالي 4 أغانٍ صوفية على مدار حلقاته، ولا لدينا مانع من دخول المولوية في الدراما والسينما ولكن يتوقف على السياق الدرامي.

ما رأيك في السياق الدرامي الذي استخدم الفن الصوفي؟

لا اوافق عليه إطلاقاً فهو أساء استخدام الفن والموسيقى الصوفية، فالدراما طرحت الشكل الصوفي بدون وعي في التناول، وموضوعاتها لاعلاقة لها بالصوفية فهناك من اتخذه آلية للهدم وليس البناء وهناك من وظفه بصورة خاطئة وغيره في السحر.

إلا مسلسل واحد وهو "الخواجة عبد القادر" للفنان يحيى الفخراني فقد وفق فريقه توفيق كبير ورائع، لأنه يتحدث عن الصوفية لكن باقي المسلسلات لا يكون لديها وعي في التناول والطرح وموضوعاتها لا علاقة بالصوفية ومن آلية الهدم وليس البناء والطرح بصورة صحيحة.

 

- ما رأيك في مشاركة الفتيات رقص المولوية؟

أني أرفضه بشده لأنه لا يصح ولا أقبله، وبالفرقة يتم تدريب الفتيات المولوية ولكن لنفسها وليس لعرضها أمام الجمهور.

 

- حدثنا عن مشروع الموسيقى الروحية بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية؟

احنا دائما بنقدم ورش عمل، فمنذ شهرين قمنا بالتنسيق مع الكونسرفتوار الاسباني، والذي ساعدنا للوصول لعدد من مدن إسبانيا بالجبال والقرى وأقامنا بها ورش عمل أخرى بالمغرب والهند وورش العمل دي تتيح الفرصة لكل من يحب الفن أن يشارك بالورشة سواء بالغناء أو العزف أو الرقص، وبتلك الورش الناس بتعرف المولوية بصورة عملية.

 

- متى موعد الحفلة المقبلة وبأي بلد؟

يوم25 نوفمبر عندنا حفلة كبيرة في الكويت بحديقة الشهدا ودي كانت نتاج ورشة اسبانيا.

 

- هل المولوية تشارك فى مهرجانات دولية وما وجه الاستفادة من تلك المشاركات؟

إحنا كل عام بنختتم فاعليات مهرجان السينما بالهند وهذا يؤكد أن تراثنا قوي وليس ضعيفا وحين نضعه بجانب باقي التراث يثبت التراث العربي والمصري قوته عن الباقي، ومع استخدام الآلآت الخاصة بكل دولة نشعر وكأنها صنعت من أجل هذا التراث.

ومن خلال الحفلات والمهرجانات وورش العمل أيضا نستطيع أن نوصل التراث العربي وخاصة المصري للعالم ليتعرف على تراثنا وثقافتنا، بجانب تعاملنا مع الناس يجعلهم يتفهمون المصريين والمسلمين بصورة صحيحة وواضحة.