أطباء: المواشي التي تتغذى على القمامة "سامة".. والدين: أكلها حرام شرعًا
أصبح رعي الأغنام على القمامة مشهدًا معتادًا كل عام مع اقتراب عيد الأضحي المبارك، يلفت انتباه كل من يمر عليه، ويطرح سؤالًا مهمًا "هل يأكل المواطن لحم الأضحية التى تتغذى على القمامة؟".
اعتمد بعض رعاة الأغنام والتجار على القمامة كمصدر غذائي للأغنام التى يتم بيعها كأضحية العيد، وقبل أيام قليلة من عيد الأضحى نشاهد انتشار المواشي على تلال القمامة تتغذى عليها بشكل كامل، وخاصة فى المناطق الشعبية التى تتواجد فيها المواشي والكلاب والقطط تتغذى على القمامة فى مشهد يثير الغثيان.
من هنا طرح سؤال ما حكم الدين في ترك المواشي تأكل من القمامة، مع العلم أنه من سنن الأضحية أن تكون متغذية على علف طاهر ونظيف حتى يحل ذبحها، بالإضافة إلى مدى تأثيرها على صحة الإنسان.
وهذه الأضحية لها شروط معينة يجب الالتزام بها وعدم الاخلال بأي شرط، فقد أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بألا تذبح الأضحية المعيبة، ناهيًا عن التضحية بـ"الجلالة" أو ركوبها وأكل لحمها وشرب لبنها والجلالة هي التي تأكل القاذورات، من الإبل والبقر والغنم والدجاج والأوز وغيره، كما حرم الله ذبح مثل هذه الأضحية في قوله تعالى بسورة المائدة: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ".
وضرب تجار المواشي والمربين بكلام الله سبحانه وتعالي ونبيه عرض الحائط، لتجدهم يربون المواشي بأكوام القمامة في أفظع مشهد يمكن أن تراه، فلك أن تتخيل أن الأضحية التي تتقرب بها من الله، تأكل من القمامة المتعفنة كالخنازير التي حرمت على المسلمين.
ويرعى المربون والتجار الخراف في منطقة بشتيل بمحافظة الجيزة على تلال القمامة المتراكمة والتي تنبعث منها راوئح كريهة جدًا لا يستطع الإنسان استنشاقها، وهو ما ينتج عنه بالطبع إضرار بالصحة كما أكد الأطباء واستشاريو التغذية.
أما المواطنون فقد أكدوا أنهم يجرون وراء السعر الأقل دون النظر إلى الجودة أو مصدر ومكان تربية هذه المواشي فكل ما يشغل بالهم ويبحثون عنه السعر المتناول فقط.
ومن جانبه أكد الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لايجوز شرعًا تغذية مواشي الأضحية على القمامة ونفايات الطعام، أو تركها تأكل طعام غير طاهر.
ولفت النجار إلى أن أساس الأضحية هو التقرب إلى الله، مشيرًا إلى أن الله أمر بإطعام المواشي العلف والتبن والطعام الطاهر فقط، وبذلك تتنافي هذه الأضحية التي تأكل من القمامة مع الشروط.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المواشي وخاصة الخراف لا تأكل من الأطعمة الملوثة، ولكن تجويعها وتركها تأكل من القمامة حرام شرعًا، مؤكدًا على ضرورة التنويه على التجار بتغذية المواشي بطريقة سليمة وطاهرة حتى لا يأذى صاحب الأضحية ومن يأكل منها.
وقال الشيخ هاشم إسلام عضو لجنة الفتوى بالأزهر، إن هناك ما يدعى "الجلالة" وهى المواشي التى تأكل من القمامة والنفايات ويكون ذبحها
وأضاف إسلام، أن المواشي إذا تغذت على القمامة يفسد جسدها وأحشاؤها وبالتالي تكون غير مفيدة صحياً لمن يأكلها، مشيراً إلى أنه يجب تربية المواشى في المراعى النظيفة، لأنها تأكل من الحشائش الموجودة فى الأرض، وغير ذلك محرم.
وأكد الدكتور محمد الشحات، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن ذبح المواشي يتوقف على صحة تغذيتها، مشيرًا إلى أن إطعام الماشية من الأرض جائز.
وأشار الشحات إلى أن تغذية المواشي على النفايات فقط دون وجود علف صحى وطاهر يؤثر على جسد الماشية والإنسان الذى يأكلها، مضيفا أنها لاتقبل عند الله تعالي ولا يأخذ المضحي عليها أجر.
ومن الناحية الصحية والآثار المترتبة على صحة الإنسان عقب تناول مثل هذه اللحوم، أكد الدكتور محمود عمرو، طبيب بيطري, أن المواشي التي تتغذى على النفايات "سامة" ولا تصلح لذبحها.
وأشار عمرو إلى أن النفايات التي تتغذى عليها المواشى تدخل في لحمها وترتكز بالأخص فى الكبد والمخ, وبالتالى تكون الماشية غير صحية لأكلها, فضلاً عن شكلها المقزز.
ووصف الطبيب البيطرى المواشى التي تتغذى على النفايات بـ"الخنازير" التى تتغذى على النفايات ولا يحل للمسلمين أكلها, مشيراً إلى الأمراض الخطيرة التي تنتج عنها.
وأوضح الدكتور فهيم عزيز عضو لجنة مواصفات اللحوم ومنتجاتها بالهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة وعضو مجلس قسم مراقبة الاغذية كلية الطب البيطري جامعة بنها، أن مواشي الأضحية لا يجب أن تأكل من القمامة لأن ما تتغذى عليه من طعام يؤثر على لحمها.
وأوضح عزيز، أن التجار الذين يتركون المواشي تأكل القمامة والنفايات متواجدين بنسية ضئيلة على عكس مزارع تربية المواشي التي تغذيهم بطريقة صحيحة وسليمة.
ونصح عزيز المقبلين على شراء الأضحية التعامل مع المزارع فقط، والابتعاد عن التجار المتجولين فى الشوارع ومجهولين الهوية، لأن هذه المواشي تتغذى بطريقة غير سليمة وبذلك تفسد شروط الأضحية.