رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تهريب آثار مصرية بأمر الحكام

آثار مصر
آثار مصر

اشتهرت مصر بين دول العالم بأنها من أكثر البلاد الغنية بحضارتها وآثارها العريقة على مر العصور والأزمنة.

وعلى الرغم من أن الآثار المصرية أحد أهم مصادر الدخل القومي، وأنها غير مملوكة لمن يحكم مصر ولا يجوز له قانوناً التصرف فيها بالإهداء إلا بضوابط محددة، إلا أنه في الفترة ما بين عامي 1805 و 1980 خرجت من مصر آلاف القطع الأثرية مختلفة الأشكال والأحجام، كإهداء رسمي لدول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، بهدف تحقيقاً بعض الأهداف السياسية وتقوية العلاقات مع بعض الدول.

أشهر الإهداءات الأثرية لملوك ورؤساء مصر

وكان بداية التفريط فى التراث المصرى فى عهد الفاطميين والعثمانيين، حيث ارتكب حكام مصر فى هذة الأونة جرائم في حق الآثار المصرية لا تغتفر مثل محاولة تحطيم الأهرامات لاستخراج كنوزها .

ونقل المماليك العديد من الأحجار من أماكنها سواء لبناء قصورهم أو بناء المنازل بعد الزلزال الذي أصاب مصر في هذا الوقت، وفي القرن السادس عشر كانوا يقومون بسرقة المومياوات لاستخدامها في العقاقير الطبية .

وكان محمد علي يسعى لتوطيد علاقاته مع دول أوربا من أجل الاستفادة من ثقافتهم وعلومهم، ولذلك منحهم في عهده العديد من الآثار المصرية كنوع من الهدايا التى حاول أن يظهر بها حسن نواياه تجاههم.

ومن أبرز الأثار التى هادى بها محمد علي الدول الأخرى مسلة معبد الأقصر، التي تعرف اليوم بمسلة الكونكورد الشهيرة لشارل ملك فرنسا، وكذلك أبراج الزودياك التي تزين سقف متحف اللوفر، بخلاف مسلات فرعونية أخرى استقرت في بعض ميادين روما حتى الآن بلا عودة.

وفى عهد الخديوي عباس حلمي الأول، سمح لجنرال إنجلترا بإخراج صندوقين بكل منهما مومياء، إضافة إلى إعطائه للأرشيدوق النمساوي ماكسمليان إحدى قاعات قصور المماليك القديمة، تضم أول نواة لمتحف الآثار الفرعونية المزمع إنشائه وقتها، ونقلت القاعة بالكامل عن طريق البحر إلى فيينا،

كما أهدى الخديوي إسماعيل لملوك وقناصل النمسا وفرنسا وألمانيا نحو 4000 قطعة أثرية.

وفي عصر الملك فؤاد خرجت مقبرة فرعونية كاملة متفردة لا مثيل لها في الدنيا.

وأهدى الرئيس جمال عبد الناصر بعض القطع المكررة على نطاق ضيق للاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية.

وفقدت مصر فى عصر الرئيس أنور السادات نخبة من أجمل أثارها، بسبب الإهداءات التى قدمها للبلاد الأخرى على سبيل الوجاهة السياسية.

ومن أبرز هذه الإهداءات تمثال الإلهة أوزوريس الذى أهداه إلى الرئيس اليوغسلافي تيتو ، كما أهدى للرئيس السوفييتي بريجينيف تمثالًا جالسًا للإلهة إيزيس تقوم فيه بإرضاع الطفل حورس.

 وأهدى تمثالًا من البرونز للطائر أبيبس  لشاه إيران، وتمثال لأيبيس للرئيس جيسكار ديستان، كما قدم إناء من المرمر من عصر الملك زوسر كهدية إلى مؤسسة كيزبي في واشنطن.

كما أعطى تمثالًا للطائر أيبيس على قاعدة سلم لقصر الرئاسة بالجيزة لحرم رئيس إسبانيا، بالإضافة إلى تمثالًا واقفًا للإله أوزوريس اهداه لرئيس جمهورية المكسيك.

وأرسل إلى رئيس جمهورية إسبانيا إناء من المرمر من عصر الملك زوسر من الأسرة الثالثة ،كما منح لإمبراطورة إيران تمثال أيبيس من الخشب الرأسي والرجلان من البرونز ومحفوظ داخل الجسم مومياء لطائر أيبيس، وأسدان رابضان يواجه أحدهما الآخر.

وأهدى السادات للرئيس الأمريكي كارتر لوحتان من الحجر الجيري وتمثلان تقديم القرابين.

ولم يقم مبارك بإهداءات رسمية طوال فترة حكمه، إلا أن هناك عددا كبيرا من المواطنين فى عهده قدموا عشرات البلاغات لمكتب النائب العام ضده وضد زوجته ونجله الأكبر وزاهي حواس بتهمة سرقة الآثار وتهريبها، وتم التحقيق فيها وتم حفظها.

 

أشهر حوادث تهريب الآثار على مر

التاريخ

أثبتت الدراسات أن حجم الآثار المصرية التي تم تهريبها إلى خارج البلاد يزيد على ثلاثة ملايين قطعة، وتوجد الآن أغلبية هذه الآثار النادرة في معظم المتاحف الأثرية الكبرى في أوروبا وأميركا ومنها متحف اللوفر في باريس ومتحف المتروبوليتان في نيويورك وكذلك بعض متاحف المانيا وهولندا وبلجيكا علاوة على المتحف البريطاني.

وطبقاً لإحصاءات مباحث الآثار التابعة لوزارة الداخلية خلال العام 93 تم ضبط 324 قضية تهريب آثار، منها عثور سلطات الأمن المصرية داخل منزل أحد التجار على كميات هائلة من الآثار المنهوبة من 15 مقبرة أثرية في البر الغربي في الأقصر.

ويبدو الوضع الأثري مأسوياً في الأقصر وهي أغنى مدينة في العالم من حيث الآثار، فقد تعرضت لعديد من السرقات، فوادي الملوك والملكات كان يحتوي على 63 مقبرة أثرية لم تسلم منها سوى مقبرة واحدة هي مقبرة "توت عنخ آمون" التي تجوب العالم حالياً وتدر أموالاً هائلة لمصر.

 

أشهر التحف الأثرية المهربة

ويعد حجر رشيد الذي فك رموزه العالم الفرنسي جان فرنسوا شامبليون من أشهر القطع الأثرية المهربة إلى الخارج، وهو موجود حالياً في المتحف البريطاني.

 كما تم تهريب رأس الملكة نفرتيتي والذى يعد من أثمن التحف الأثرية ويوجد الأن في أحد المتاحف الألمانية في برلين.

 والطريف أن المفاوضات المصرية الألمانية بشأن إعادة تمثال نفرتيتي كادت تصل الى النجاح في العام 1934 إلا أن الزعيم النازي هتلر تدخل لوقف المفاوضات عندما شاهد التمثال وانبهر به وقال عبارته الشهيرة وهو يمسك عصا الماريشالية ويشير إلى تمثال نفرتيتي: "عليك أن تبقي هنا".

كما تم سرقت  الأبراج السماوية التي زينت معبد "دندرة" جميعها ونقلت الى متحف اللوفر في باريس.

 أما تمثال الملك منقرع صاحب الهرم الأصغر فموجود حالياً في متحف بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، وكان لصوص الآثار هربوه في مطلع هذا القرن، بالإضافة إلى عشرات المومياوات الفرعونية التي تم تهريبها سراً دون احترام لحرمة الموت، ومجموعة كبيرة من هذه القطع الأثرية أن لم يكن كلها خرجت بطرق غير شرعية عن طريق الحفر والتنقيب من دون إخطار السلطات المصرية.

 ومن أخطر السرقات الذى كشف عنه عالم الآثار المصري لبيب حبشي في بحث له ، قيام بعض اللصوص في النصف الثاني من هذا القرن بنقل تمثال في معبد موت في الكرنك بالأقصر.