رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد عثمان: الشرقية للدخان أكبر ممول لخزانة الدولة

محمد عثمان هارون
محمد عثمان هارون

الحياة لا تتوقف، والمبادئ غير قابلة للتجزئة، وإن اختلفنا فى وجهات النظر حول شخص ما أو قضية معينة، لذا قلت للمحاسب محمد عثمان هارون، رئيس مجلس إدارة الشركة الشرقية «إيسترن كومبانى» بشجاعة ودون تردد قبل بداية حوارى معه إنك تواجه مسئولية ثقيلة وضخمة للغاية لأنك جئت خلفاً لشخصية يكن لها قطاع كبير من العاملين بالشركة كل الاحترام والتقدير، ومنهم كاتب هذه السطور لما بذله من جهود فى خدمة الشركة والعاملين بها وهو المهندس نبيل عبدالعزيز، اختصر المحاسب محمد عثمان رده علىَّ بقوله: كل من يعمل أو يتبوأ منصباً فى الشركة الشرقية للدخان بداية من أصغر موظف وانتهاء إلى رئيس مجلس الإدارة يعمل نعمل لخدمة كيان مؤسسى وقلعة صناعية ضخمة تخدم الاقتصاد القومى للبلاد، وهى الشركة الشرقية والشركة مستمرة طالما استمرت الحياة ولن تتوقف على شخص بعينه سواء أنا أو غيرى.. قلت للمحاسب محمد عثمان: دعنا ندخل فى تفاصيل الحوار، رد قائلاً: وأنا سأجيبك بكل وضوح وصراحة، وإليكم التفاصيل..

 

> بداية سألت المحاسب محمد عثمان هارون سؤالاً مباشراً وقلت له: بصراحة شديدة.. هل سعيت لمنصب رئيس الشركة الشرقية أم المنصب هو الذى بحث عنك؟

 

- لم أسع إلى المنصب إطلاقاً، واختيارى من جانب قيادات الشركة القابضة وعلى رأسهم المهندس رضا العدل كان مفاجأة لى وهى ثقة أعتز بها على أية حالة، ولكن لك أن تعلم أننى أعمل بالشركة من بداية الثمانينيات، وتدرجت فى العديد من المناصب وتنقلت وعملت فى كل المواقع بداية من الوجه القبلى مروراً بغرب الدلتا والإسكندرية إلى أن استقر بى القدر لأصبح رئيساً لمجلس إدارة الشركة بعد خبرات تراكمية عريضة اكتسبتها من كل هذه الحقبة الماضية، وبالمناسبة أنا ثالث محاسب يتبوأ منصب رئيس الشركة، وأول رئيس يأتى للشركة من قطاع التسويق.

 

> ما السياسة التى ستنتهجها وأنت تحكم «دولة» الشرقية للدخان - عفواً - الشركة الشرقية؟

 

- هناك محددات وثوابت فى العمل لن أحيد عن تطبيقها فى كافة القطاعات بالشركة، وسيتم تطبيقها على الجميع بداية من أصغر عامل وانتهاء بالقيادات داخل الشركة وهذه المحددات هى تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، وسيمنح الأفضل فى العمل الأولوية، ولا لديكتاتورية القيادة والجميع سيشارك فى اتخاذ القرار، وحل المشاكل الفنية والعمالية سيكون على أرض الواقع بتواجد كل فى تخصصه، والأمر الذى أراه مهماً جداً هو تلاحم القيادات مع العمال والاستماع إليهم فيما يخص الصالح العام للشركة، وسيبقى المنهج الأساسى والرئيسى لكل هذه التفاصيل التى ذكرتها لك هو الارتقاء بالشركة والعاملين بها من خلال التطوير والتحديث المستمر مع زيادة معدلات الإنتاج والمبيعات.

 

> أراك متفائلاً رغم أننى اطلعت على التقرير الكامل للجهاز المركزى للمحاسبات وأحتفظ بنسخة منه وللأسف التقرير لا يدعو للتفاؤل بالوضع الحالى على الأقل للشركة فما ردكم؟

 

- دعنى أحدثك بصراحة شديدة، لدينا عيوب كثيرة فى الشركة، وهذا أمر طبيعى جداً لأننا كيان مؤسسى ضخم للغاية، ويعمل به ما يقرب من الـ14 ألف عامل، والكمال فى كل الأحوال لله وحده، وانتقادات وملاحظات الجهاز المركزى للمحاسبات التى تشير إليها بدأنا نعمل على تصحيحها، ولدىَّ ثقة كبيرة فى إخلاص جموع العاملين وحبهم وانتمائهم لهذا الكيان الكبير وهو الشركة الشرقية.

 

> كم عدد التجار الذى يتعامل مع الشركة تقريباً؟

 

- 85 ألف تاجر، وهنا 1050 مندوب مبيعات و350 مخزن شركة ومتعهداً و2300 فرد يعملون فى التسويق بكافة قطاعاته من مخازن وموزعين ومشرفين ورؤساء قطاعات.

 

> إذن أنتم تهتمون بالسوق المحلية على حساب التصدير؟

 

- التصدير له ظروفه التى يطول شرحها والسوق المحلية أهم بالدرجة الأولى للشركة، وتصل مبيعات اليوم الواحد لنحو 85 مليون جنيه شاملة السجائر والمعسلات، أما قيمة الصادرات فى السنة الواحدة فتصل لنحو 73 مليون جنيه أى ما يعادل مبيعات يوم إلا الربع فى السوق المحلية.

 

> ألا تتفق معى أن الشركة لم تنجح بعد بالشكل الكافى فى إنتاج معسل النكهات مثل التفاح والخوخ والعنب وغيرها من الأصناف التى نجحت فيها شركات القطاع الخاص؟

 

- نعم أتفق معك تماماً، وأصارحك القول بأننا فشلنا فى معسل النكهات والقص، ولكن لن نسكت عن هذا الوضع، ونقوم حالياً بإجراء تجارب على إنتاج معسل النكهات تمهيداً لطرحها بالأسواق قبل بداية الصيف المقبل خاصة أننا نمتلك أكبر شبكة توزيع فى مصر.

 

 

> هناك قنبلة موقوتة داخل الشركة اسمها «تعيينات» أبناء العاملين.. فماذا أنت فاعل معها؟

 

- هناك 1800 طلب للتعيين وكل يوم يتزايد العدد ولكن أولوية التعيين ستكون للعاملين الذين لم يسبق لهم تعيين أى من أبنائهم، وستكون العملية محكومة باحتياجات المصانع والمحالين للمعاش.

 

> ألا تخشى غضب العمال فى حالة عدم تعيين أبنائهم؟

 

- العمال يتفهمون جيداً ظروف الشركة، ويعلمون جيداً أننا الشركة الوحيدة فى مصر التى تقوم بالتعيين، ولو  كان الأمر بيدى لقمت بتعيين الـ1800، ولكن ظروف الشركة لا تسمح بكل هذه الأعداد الغفيرة فى وقت واحد.

 

> هل تؤمن بوجود ائتلافات عمالية داخل الشركة؟

 

- انتهى زمن الائتلافات، وهناك نقابة شرعية منتخبة من جموع العاملين سيتم التعامل معها بشكل طيب، ولكن فى كل الأحوال لن تكون هناك ديكتاتورية فى اتخاذ القرار، وسأستمع لكل الآراء طالما كانت تصب فى المصلحة العامة للشركة والعاملين بها.

 

> كانت هناك انتقادات لاذعة من جانب الجهاز المركزى للمحاسبات حول مجمع الصالات الرياضية خاصة فيما يتعلق بالدخل مقابل رواتب الموظفين والتى تصل إلى 107 آلاف جنيه شهرياً فى حين أن الإيراد لا يتعدى 35 ألف جنيه فما تعليقكم؟

 

- أنا لست راضياً عن أداء بعض القطاعات، وهناك قصور شديد فيها وهى القطاع الرياضى بما فيها منظومة كرة القدم ومجمع الصالات، وقطاع العلاقات العامة، والشئون القانونية، والقطاع الطبى والذى وصل حجم الإنفاق فيه إلى 100 مليون جنيه سنوياً، وكان لا يتعدى أيام المرحوم صادق رجب نحو 16 مليون جنيه، وكل هذا سنحدث فيه تطويراً وتجديداً وسيكون البقاء والمعيار فى الاختيار للكفاءات، مع الأخذ فى الاعتبار أننى سأمنح الجميع فرصة أخيرة للارتقاء بمستوياتهم المهارية من خلال برامج تدريبية مكثفة.

 

> علاقتكم مع مصلحة الضرائب شابها توتر فى الفترة الأخيرة.. لماذا؟

 

- من قال لك هذا الكلام.. علاقتنا طيبة مع مصلحة الضرائب ولا يوجد ما يعكرها، ولا تزال أكبر ممول للخزانة العامة للدولة.

 

> محمد بك.. بصراحة شديدة من سيخلفك فى قطاع التسويق؟

 

- سنعلن عن وظائف رئيس قطاعات ومديرى عموم خلال أيام، وسيكون هناك اختبارات قاسية شفوية وتحريرية، وسيتم اختيار الأصلح والأكفأ دون النظر للأسماء المتقدمة لشغل هذه الوظائف.

 

> أعود مرة أخرى لملاحظات الجهاز المركزى حيث انتقد الجهاز وجود حالات سرقات وأموال مشكوك فى تحصيلها وسرقات فى الكراتين والحمولات على الطرق فماذا أنتم فاعلون إزاء هذا الوضع؟

 

- سيتم تفعيل قطاعات الرقابة الداخلية من خلال تشكيل لجان للتفتيش والرقابة والمتابعة، وأصبحنا نتوسع فى استخدام نظام الـGBS لتتبع السيارات المحملة بإنتاج الشركة على الطرق، وأحب أن أؤكد لك فى هذه النقطة أننى لن أتوانى عن اتخاذ إجراءات عقابية رادعة ضد أى حالات تسيب أو الإصرار العمدى بمقدرات الشركة.

 

> هل ترى أن هناك بعض المصانع تعمل فى جزر منعزلة؟

 

- لن أسمح لأحد بأن يعمل فى جزر منعزلة، وسنمر ومعى القيادات كل فى تخصصه على جميع المواقع دون توقيتات زمنية معروفة أو محددة.

 

> لمذا تراجعتم عن مشروع مستشفى الزمر؟

 

- بسبب التكلفة الضخمة للمستشفى، وندرس إقامة مراكز طبية متخصصة بنظام المشاركة لتحقيق أكبر استفادة منها.

 

> هناك 39 فداناً مهملة أمام المجمع الصناعى بـ 6 أكتوبر وكانت محل ملاحظة سلبية من الجهاز المركزى ما ردكم؟

 

- الـ 39 فداناً الموجودة أمام المجمع الصناعى محل دراسة متأنية لإقامة مدينة رياضية بها أو تحويلها إلى ميناء جاف.

 

> وماذا عن موقعى الطالبية والمانسترلى؟

 

- قمنا بتشكيل لجنة لدراسة موضوع الطالبية، أما المانسترلى فندرس أيضاً إنشاء العيادة الطبية الجديدة به بالإضافة إلى مخازن المبيعات وأسطول النقل التابع للشركة، وأحب أن أشير لك فى هذه النقطة إلى أننا نعتزم إنشاء ناد اجتماعى للعاملين بأرض البحر الأعظم ومساحتها 3400 متر، بالإضافة إلى فندق للخبراء الأجانب والمغتربين من أبناء الشركة.

 

> هل تعتزم أو تفكر فى إجراء أى تعديلات على عقود الشركة الأجنبية التى تقومون بالتصنيع لها؟

 

- هذا السؤال سابق لأوانه.

 

> من هنأك بالمنصب الجديد من قيادات الشركات الأجنبية سواء بريتش أو فيليب موريس أو GTI أو إمبريال؟

 

- حتى الساعة التى تجلس معى فيها لا أحد.

 

> هل أنت متخوف من قيادة الشركة فى ظل هذه الظروف الاستثنائية التى تمر بها مصر؟

 

- جئت لخدمة الشركة والعاملين بها، وغير متخوف على الإطلاق بسبب بسيط وهو إيمانى الشديد بالله مع ثقتى الكبيرة فى جموع العاملين بالشركة وحبهم وانتمائهم لهذا الصرح الصناعى الضخم.