عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة كبرى لإصلاح التعليم في عهد السيسي

التعليم في المدارس
التعليم في المدارس

 تسع سنوات مرت على اندلاع ثورة 30 يونيو التي غيّرت مسار الحكم في مصر، وأنقذت البلاد من المخططات الإرهابية للسيطرة على البلاد؛ لتنطلق ثورة تعليمية وتكنولوجية كبرى بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي مقاليد الحكم عام 2014، ليجعل بناء الإنسان وتنوير عقله نصب عينيه على رأس أولوياته في الارتقاء بالدولة.

 

اقرأ أيضًا: بالأرقام| طفرة هائلة في التعليم الجامعي خلال عهد السيسي


 وتحقيقًا لأهداف الرئيس السيسي بالنهوض بالتعليم وإصلاح ثغراته التي استمرت على مدار عقود طويلة، اختار الدكتور طارق شوقي وزيرًا للتربية والتعليم والتعليم الفني عام 2017 ليقود الثورة التعليمية الكبرى التي أحدثت ضجة كبيرة في الشارع المصري، وجعلت العالم أجمع ينتبه لما تجريه الدولة المصرية من نهضة غير مسبوقة.

 

نظام التعليم الجديد:

 انطلقت أول شرارة لنظام التعليم الجديد في سبتمبر 2018،حيث التحقت أول دفعة بالصف الأول الابتدائي ومرحلتي رياض الأطفال بالنظام الجديد القائم على مناهج دراسية جديدة مصرية مائة في المائة، ومترابطة بشكل علمي بين مختلف المواد العلمية لتوسيع مداركه وتحفيزه على التفكير والإبداع.

 ويعد الهدف الأصلي من نظام التعليم الجديد هو تحقيق تعليم حقيقي ومهارة حقيقية وتغيير ثقافة السعي وراء الدرجات، لذا ألغت وزارة التربية والتعليم الامتحانات في الصفوف الابتدائية الثلاثة الأولى تنفيذًا لفلسفة متعة التعلم، على أن يبدأ التقييم في الصف الرابع الابتدائي وبالاعتماد على التقديرات والألوان وليس الدرجات.

 ووصل قطار نظام التعليم الجديد إلى محطته الرابعة في العام الدراسي 2021-2022 حيث اجتاز طلاب الصف الرابع الابتدائي أول اختبارات بالنظام الجديد، لتمر في هدوء وسلام دون أي مشكلات، على الرغم من شكاوى صعوبة وطول المناهج الدراسية، وشهد الصف الرابع الابتدائي أول تقسيم للعلوم التي كانت تدرس في باقة واحدة "اكتشف" في الصفوف الأولى، فشملت المواد الدراسة في هذا الصف: اللغة العربية، العلوم، الدراسات الاجتماعية، والرياضيات، واللغة الإنجليزية (Connect)، ومادة القيم واحترام الآخر، والتربية الدينية "الإسلامية، أو المسيحية"، ومادة المهارات المهنية، ومادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتربية البدنية والصحية، والتربية الفنية، والتربية الموسيقية، وأنشطة التوكاتسو.

ومن المقرر أن ينطلق القطار بشكل أسرع مما كان مخططًا له لينتهي في عام 2025  بدلًا من 2030 ويعد جوهر التطوير مرحلة الثانوية العامة التي تنتظر تحولات جوهرية في شكلها ومضمونها، من خلال تغيير المناهج وطبيعة التشعيب وآلية التقويم، وحتى آلية القبول بالجامعات والمعاهد.

 

نظام الثانوية المعدل:

 عدّلت وزارة التربية والتعليم نظام التقويم في الثانوية العامة كإجراء مؤقت حتى يصل قطار نظام التعليم الجديد إلى تلك المرحلة، فاعتمدت على قياس مخرجات التعلم ومستوى الفهم والاستيعاب والقدرة على التفكير والتحليل، وليس قياس الحفظ، كما هو متبع من خلال اتباع نظام امتحانات "أوبن بوك" باستخدام كتيبات المفاهيم بعد إلغاء طباعة الكتب المدرسية.

بعد تجارب عدة أجرتها وزارة التربية والتعليم لعقد امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي إلكترونيًا على التابلت المدرسي الذي وزعته مجانًا على الطلاب كبديل للكتب المدرسية، نجحت في الاختبارات الإلكترونية العام الحالي بنسبة تتخطى الـ98 في المائة، كما تمكنت من عقد امتحانات الثانوية العامة في العام الدراسي 2020-2021 بنظام البابل شيت لأول مرة في مصر بهدف القضاء على مشكلات التصحيح اليدوي، من خلال استخدام التصحيح الإلكتروني دون تدخل بشري، الأمر الذي أثبت نجاحه في القضاء على التظلمات، وتتبعه الوزارة في امتحانات العام الحالى 2021-2022.

 

منصات التعليم الإلكتروني:

 في سبيل خطة الدولة لإدماج الوسائل التكنولوجية الحديثة في التعليم ومحاولة لإيجاد بدائل للدروس الخصوصية، أتاحت وزارة التربية والتعليم عدة منصات تعليمية إلكترونية توفر آلاف الفيديوهات والمواد العلمية لمختلف الصفوف الدراسية، خصوصًا مرحلة الثانوية العامة.

 وشملت تلك المنصات: منصة البث المباشر للتواصل المباشر بين المعلمين ذوي الخبرة والطلاب من لقاءات مباشرة يتم إعلانها على منصة البث المباشر، وتهدف إلى خلق تواصل فعال بديل للحصص المدرسية عبر شبكة الإنترنت باستخدام برامج التعليم عن بعد، ومنصة حصص مصر التعليمية التي تتميز بأسلوب متميز في شرح الدروس، وتقدم المناهج الدراسية عبر الإنترنت بشكل متكامل ومبسط، من خلال مجموعة من أهم المعلمين.

 وشملت أيضًا منصة ذاكر التي تقدم شرحاً في مواد الأحياء والكيمياء واللغة الإنجليزية والجغرافيا والتاريخ والفلسفة والحياة والفيزياء وعلم النفس والاجتماع والرياضيات والعلوم واللغة العربية والدراسات الاجتماعية، ومنصة التعليم الإلكتروني التي توفر الكتب العلمية ودليل المعلم في مرحلة رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، فضلا عن بنك المعرفة المصري الذي يمكن من الوصول إلى كتب علمية في مختلف التخصصات.

 

إطلاق قنوات مدرستنا:

 أطلقت وزارة التربية والتعليم مجموعة قنوات مدرستنا لخدمة طلاب المدارس في مختلف الصفوف الدراسية من خلال برامج تعليمية يقدمها متخصصين وبشكل يتسق مع فلسفة التطوير وتدريبهم على نمط التقويم الجديد، فدشنت "مدرستنا 1" للمرحلة الابتدائية، و"مدرستنا 2" للمرحلة الإعدادية، و"مدرستنا 3" للمرحلة الثانوية.

 

توسعات المدارس:

 تمكنت وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الثماني الماضية من تجهيز 2500 مدرسة إلكترونيًا وفقًا للنظام الجديد وتوسيع 6779 مدرسة، وإعادة تأهيل 104‪ آلاف و29 فصلًا، وبناء 48 مدرسة يابانية في 25 محافظة حتى الآن، ويستهدف زيادة عددها إلى 52 مدرسة في سبتمبر 2022 و14 مدرسة من مدارس النيل في 10 محافظات و38 مدرسة من مدارس التكنولوجيا التطبيقية تم افتتاحها حتى الآن و19 مدرسة رسمية دولية، وافتتاح 14 فصلًا رسميًا لمتعددي ومزدوجي الإعاقة وإنشاء 605 غرف مصادر لخدمة الطلاب ذوي الإعاقة البسيطة.

 

استحداث المدارس اليابانية:

 استحدثت وزارة التربية والتعليم المدارس اليابانية في مصر، كنمط جديد موازٍ للمدارس الحكومية والخاصة، ففي يناير 2017 أعلن الدكتور طارق شوقي إنشاء وحدة لإدارة مشروع المدارس اليابانية، وبدأ

التخطيط لبدأ الدراسة في المدارس خلال العام الدراسي 2017/2018 في 12 مدرسة موزعة على محافظات القاهرة الكبرى، وفي أبريل 2017 أعلن عن التخطيط لبدء تطبيق النظام في 45 مدرسة أخرى موزعة على محافظات الجمهورية، وفي مايو 2017 صدر قرار وزير التربية والتعليم رقم 159 لسنة 2017 بإنشاء مدارس رسمية نموذجية تحت اسم "المدارس المصرية اليابانية"، على أن تكون الدراسة في المدارس باللغة الإنجليزية وفقاً للمنهج الدراسي المصري الجديد (2.0)، ويبلغ عدد المدارس العاملة في العام الدراسي 2023/2022 عدد 52 مدرسة في مختلف محافظات مصر.

 

المدارس الرسمية الدولية:

 بدأت وزارة التربية والتعليم في تطبيق "مناهج البكالوريا الدولية IBO" منذ عام 2014 لتقديم خدمة تعليمية دولية، في ثلاث مدارس حكومية متميزة بمعاونة من القطاع الخاص لإتاحة الفرصة فى التعليم المتميز على كل المستويات من أجل رفع مستوى التعليم في مصر كخطوة لمواكبة التطورات العالمية، وهو تعليم دولي يطبق لأول مرة في بيئة محلية وبجودة عالية وبمصروفات تنافسية.

 

تطوير التعليم الفني:

 اعتمدت استراتيجية تطوير التعليم الفني على عدة محاور، وهي: إنشاء هيئة مستقلة لضمان الجودة، واعتماد مناهج دراسية قائمة على منهجية الجدارات، والتواصل مع أرباب الأعمال لتطوير المناهج الدراسية، وتغيير الصورة النمطية عن التعليم الفني عبر إجراء تحسين حقيقي على الخدمة التعليمية المقدمة، وتحسين مهارات المعلمين بتقديم التدريبات العملية القائمة على تطوير طرق التعلم، ومشاركة أصحاب الأعمال في تطوير التعليم الفني عن طريق إبرام شراكات مع الوزارة، والعمل على زيادة نسبة الملتحقين بالتعليم الفني من المتفوقين في الإعدادية، وزيادة خريجي التعليم الفني الذين يعملون في مجال تخصصاتهم، وزيادة نسبة مؤسسات التعليم الفني والمهني القائمة على الشراكة المجتمعية.

 وحدثت وزارة التربية والتعليم البرامج الدراسية في مدارس التعليم الفني الخمس سنوات، وتم تعديل النظام  إلى (3+2) بدلًا من 5 سنوات متصلة، وأنشأت مدارس التكنولوجيا التطبيقية بالتحالف مع شريك مستثمر لتخريج جيل قادر على المنافسة في سوق العمل، ووصل عددها إلى 39 مدرسة حتى الآن، متخصصة في أهم المجالات التي يتطلبها العمل، وفي عام 2017 أنشئت مدرسة الضبعة التي تعد الأولى من نوعها في مصر والعالم العربي، والتي تخدم مشروع إنشاء المفاعل النووي السلمي بالضبعة، وتخرج كوادر للعمل بالمحطة المزمع إنشاؤها.

 

تدريب المعلمين وبداية سد العجز:

 "لا إصلاح للتعليم دون المعلم الذي يعد العمود الفقري للعملية التعليمية" هكذا وضع الرئيس السيسي المعلمين نصب أعينه في خطة التطوير، ففي عام 2015 تم إطلاق مشروع قومي بعنوان "التعليم أولًا" لتدريب المعلمين بشكل دوري، ورفع مهاراتهم.

ولحل أزمة عجز المعلمين في المدارس، قرر الرئيس السيسي عام 202‪2تعيين 120‪ ألف معلم على مدار خمس سنوات، بمعدل 30 ألف معلم كل عام، وبالفعل أطلق الدكتور طارق شوقي مسابقة أول مرحلة من تعيين المعلمين منذ أيام لمرحلتي رياض الأطفال والابتدائية باعتبارها مرحلة تأسيس وتحتاج معلمين ذي مهارات خاصة مواءمة لنظام التعليم الجديد.

 

طارق شوقي: قطعنا شوطًا كبيرًا في تطوير التعليم

 قال الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي وضع التعليم إحدى أولويات التنمية فى مصر بإطلاق مبادرة "نحو مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر" منذ 8 سنوات (عام 2014)، فى محاولة لحل مشاكل التعليم المزمنة والاهتمام بفكر الإنسان المصرى.

وأوضح وزير التربية والتعليم أن منظومة التعليم شهدت خلال الـ8 سنوات الماضية، تحت قيادة الرئيس السيسى، العديد من الإنجازات، ما أسفر عن تقدم مصر للمركز 53 فى مؤشر المعرفة العالمى لعام 2021، مؤكدًا أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في تطوير التعليم، وأن النظام الجديد يأتي انطلاقًا من إيمان الرئيس السيسي بتحويل المجتمع المصري إلى مجتمع يتعلم ويفكر ويبتكر.